قالت صحيفة "نيويورك تايمز" في مقال للمؤرخ بيني موريس مؤلف كتاب "1948: تاريخ الحرب العربية الإسرائيلية الأولى" إن رئيس الوزارء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على حق فيما يتعلق بغزو رفح وتدمير كتائب "حماس" المتمركزة في تلك المدينة الواقعة في الطرف الجنوبي من قطاع غزة، والتي تحميها دروع بشرية قوامها نحو 1.4 مليون من السكان واللاجئين من الشمال.وحسب موريس، إذا لم يحدث هذا فإن "حماس" سوف تبقى فعّالة، وسيخرج زعيمها يحيى السنوار من المخبأ ليعلن النصر.ويضيف: "لكن ليحظى السلام الفلسطيني الإسرائيلي بأي فرصة، ومن أجل الاستقرار الإقليمي، ومن أجل رفاهية إسرائيل والإسرائيليين في المستقبل، وخصوصا أولئك الذين يعيشون في جنوب البلاد، فلابد من قتال الحركة".هجوم رفحومن غير الواضح ما إذا كانت إسرائيل ستهاجم بالفعل رفح أو ما إذا كانت قادرة على تنفيذ مثل هذا الهجوم، حيث حذرت إدارة بايدن هذا الأسبوع بشدة من غزو واسع النطاق لرفح، قائلة إنه قد يكون ضارًا للغاية بالمدنيين ويضر في النهاية بأمن إسرائيل.لا شك أن هناك أسباباً هائلة تدفع إسرائيل إلى الامتناع عن غزو رفح:أولا، وقبل كل شيء، هو المدنيون، فالهجوم على رفح سوف يؤدي حتماً إلى وقوع العديد من الضحايا بين المدنيين، على الرغم من تأكيدات إسرائيل بأنها ستعمل على إبعاد المدنيين عن طريق الأذى قبل شن الهجوم، وسوف تأتي الخسائر المدنية في الهجوم المرتقب على رفح علاوة على ما يقدر بنحو 33 ألف قتيل حسبما ذكرت وزارة الصحة في غزة.ثانيا، إن الخسائر الإضافية في صفوف المدنيين، وما يصاحب ذلك من انقطاع المساعدات الإنسانية عبر الحدود بين مصر وغزة، من شأنها أن تزيد من إدانة سلوك إسرائيل من جانب حلفائها الغربيين، بقيادة الولايات المتحدة، إذ إن التهديد بفرض عقوبات دولية أصبح مطروحاً على الطاولة بالفعل.ثالثا، ظلت مصر منذ أشهر تطلب من إسرائيل البقاء خارج رفح، وتخشى القاهرة من أن يمتد الهجوم الإسرائيلي إلى شبه جزيرة سيناء ويؤدي إلى تدفق الفلسطينيين إلى مصر.رابعا، أي حملة في رفح، مثل الحرب السابقة التي شنها الجيش الإسرائيلي في خان يونس، من المحتم أن تكون طويلة الأمد، نظراً لشبكة أنفاق "حماس" الواسعة تحت شوارعها والرعاية التي ستتخذها القوات الإسرائيلية على الأرجح بسبب الوجود المحتمل في رفح. أنفاق الأسرى الإسرائيليين من هجوم "حماس" في 7 أكتوبر على جنوب إسرائيل.خامسا، إن التظاهرات الحاشدة الأخيرة في شوارع إسرائيل التي تدعو إلى مثل هذه الصفقة أو إلى الإطاحة بنتانياهو قد تتحول إلى أعمال عنف وفوضوية. وقد يتطلب الهجوم المرتقب على رفح استدعاء عدد كبير من جنود الاحتياط الإسرائيليين الذين تم تسريحهم مؤخراً من الخدمة في غزة، وهذا قد يؤدي إلى أزمة في الائتلاف الحكومي.(ترجمات)