أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، اليوم الأربعاء، أن بلاده ملتزمة بمعاقبة من يقوم بالخيانة والإرهاب، وعلّق على تفكيك الاستخبارات التركية شبكة تجسس لصالح إسرائيل قبل أيام مؤكدا أنها "خطوة أولى".وقال إردوغان في تعليقه على إحباط عمليات التجسس لصالح إسرائيل في تركيا: "انتظروا فهذه خطوة أولى وستعرفون تركيا بحق".جاء ذلك خلال كلمته في فعالية بالعاصمة أنقرة بمناسبة الذكرى الـ97 لتأسيس جهاز الاستخبارات التركي "ميت"، وأضاف إردوغان:أنقرة ربما تُمهل لكنها لا تدع الخيانة والإرهاب من دون حساب.الجميع يتقبل حقيقة أن تركيا تعزز يوما بعد آخر مكانتها كقوة مؤثرة وصانعة ألعاب على رقعة الشطرنج العالمية.جهاز الاستخبارات التركي لا يدع الإرهابيين يلتقطون أنفاسهم بفضل شبكة مصادره الواسعة وقدراته التكنولوجية المتقدمة.جعلنا ما يسمى الكادر القيادي لتنظيم حزب العمال الكردستاني غير قادرين على مغادرة أوكارهم بفضل عملياتنا الاستخبارية النوعية في سوريا والعراق.إلى جانب أنشطة مكافحة الإرهاب والتجسس الأجنبي بدأ جهاز الاستخبارات التركية يرصد تهديدات جديدة مثل الهجرة غير النظامية والتطرف والجريمة المنظمة وكراهية الإسلام.جهاز الاستخبارات التركي "ردّ بشكل واضح جدا" على من يهددون البلاد عبر تفكيك شبكة التجسس الإسرائيلية فيها مؤخرا.بينهم سوريون ومصريون.. تفكيك شبكة تابعة للموسادوفي وقت سابق، أحالت النيابة العامة التركية بمدينة إسطنبول 34 مشتبها بهم إلى القضاء، بعد توقيفهم بتهمة ممارسة أنشطة "تجسس دولية" لصالح جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية "الموساد" ضد مواطنين أجانب يقيمون في تركيا لأسباب إنسانية.وفي هذا الإطار، قال مصدر مسؤول في الأمن الداخلي التركي لمنصّة "المشهد"، مشترطاً عدم الكشف عن اسمه، إن "عملية نيكروبول التي أدت إلى كشف خلية الموساد تمت بفضل متابعة طويلة لحسابات عشرات العملاء الذين نشرتهم إسرائيل على منصات التواصل الاجتماعي".وأضاف المصدر، المتابع للعملية منذ انطلاقها، "نيكروبول هي الحلقة الرابعة من سلسلة العملّيات التي نفّذتها المخابرات التركية ضد شبكات التجسس المجنّدة إسرائيلياً في البلاد".وكشف المصدر المسؤول أن الهدف من العملية كان "إلقاء القبض على 46 متورّطاً في أنشطة تجسس دولية في 2 يناير 2024. حيث تم اعتقال 34 من المشتبه بهم نتيجة عمليات نفذت بشكل متزامن في 57 عنوانا في 8 ولايات، من بينها أنقرة، وكوجالي، وهاتاي، ومرسين، وإزمير، وفان، وديار بكر، وإسطنبول، وتم خلال المداهمات ضبط 143830 يورو و680 دولاراً ومبالغ نقدية مختلفة تخص دولاً أخرى وأسلحة غير مرخصة ومواد رقمية".مضيفاً "المجنّدون كانوا يخدمون خطط الموساد للاستطلاع ومطاردة واعتداء واختطاف رعايا أجانب مقيمين في تركيا".وشرح المصدر في حديث مطوّل مع "منصّة المشهد" أن "إستراتيجية الموساد هي الاعتماد على عناصر محلّية من مواطني البلد المستهدف أو مقيمين فيه، بدلاً من إيفاد عملاء إسرائيليين، لذلك فإن العديد من الجواسيس الذين ألقي القبض عليهم في تركيا خلال السنوات الأخيرة هم مواطنون من دول مختلفة مثل سوريا وأفغانستان وشمال إفريقيا واليمن والعراق وفلسطين".ووفق المصدر فقد تم تجنيد هؤلاء بعد قدومهم إلى تركيا لأسباب مختلفة، وخاصة اللاجئين الفارين من الحرب والطلاب الوافدين لأهداف تعليمية.وتأتي العملية الأخيرة لجهاز المخابرات الوطنية التركية "ميت"، بعد التهديدات التي أطلقها رئيس الشاباك رونين بار بالقضاء على عناصر "حماس" في قطر وتركيا ولبنان، في تصريحات ردّ عليها الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مهددا تل أبيب "بثمن كبير لمثل هذه الجرأة" .(وكالات + المشهد)