يرى تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" أن صراعا بين الولايات المتحدة وإسرائيل من جهة وإيران يلوح في الأفق من جهة أخرى منذ هجوم 7 أكتوبر.وذكر التقرير أنه في الصيف الماضي اعتقد الرئيس الأميركي جو بايدن وفريقه أن الصراع مع إيران ووكلائها تم احتواؤه بشكل كبير، لكن هذا الأمر تغير منذ 7 أكتوبر والرد الإسرائيلي على عملية "طوفان الأقصى".وقال إنه في الوقت الحالي تتعامل أميركا وعشرات الدول مع "إيران العدوانية الجديدة"، فقد دخلت واشنطن في صدام مع الميليشيات الموالية لطهران في البحر الأحمر (الحوثيون) والعراق.وفي الوقت نفسه، على الرغم من قلة مناقشته من قبل إدارة بايدن، فقد تم فجأة وضع البرنامج النووي الإيراني على المنشطات. وكان المفتشون الدوليون قد أعلنوا في أواخر ديسمبر الماضي أن إيران بدأت زيادة 3 أضعاف في تخصيب اليورانيوم الذي يمكن استخدامه في صنع قنبلة نووية. ووفقاً لأغلب التقديرات التقريبية، فإن إيران تمتلك الآن الوقود اللازم لـ3 أسلحة ذرية على الأقل، ويعتقد مسؤولو الاستخبارات الأميركية أن التخصيب الإضافي اللازم لتحويل هذا الوقود إلى مادة يمكن استخدامها في صنع قنبلة نووية سوف يستغرق بضعة أسابيع فقط.وقال نيكولا دي ريفيي، وهو دبلوماسي فرنسي كبير شارك بعمق في التفاوض على الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، الأسبوع الماضي: "لقد عدنا إلى المربع الأول". ويقول مسؤولون استخباراتيون أميركيون وأوروبيون إنهم لا يعتقدون أن الإيرانيين يريدون صراعا مباشرا مع الولايات المتحدة أو إسرائيل، وهو صراع يشتبهون في أنه لن ينتهي بشكل جيد. تغير في ديناميكية القوةمنذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا، لم تعد إيران تجد نفسها معزولة. وبحسب الصحيفة، أصبحت فجأة في تحالف مع موسكو والصين، وهما عضوان في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، اللذان دعما واشنطن في حقبة سابقة في محاولتها الحد من برنامج إيران النووي. وقالت مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في "تشاتام هاوس" سانام فاكيل: "أرى أن إيران في وضع جيد، وقد تغلبت على الولايات المتحدة ومصالحها في الشرق الأوسط". وأضافت: "إيران تنشط على جميع الحدود، وتقاوم أي نوع من التغيير من الداخل، بينما تقوم بتخصيب اليورانيوم بمستويات مثيرة للقلق للغاية". تخوّف من مهاجمة "حزب الله" حذّر البعض في الحكومة الإسرائيلية، مثل وزير الدفاع يوآف غالانت من أن الرضا عن نوايا "حماس" لا ينبغي أن يتكرر مع "حزب الله"، الذي يُعتقد أنه يمتلك ما يصل إلى 150 ألف صاروخ موجّه إلى إسرائيل وقام بتدريب بعض قواته مثل "قوة الرضوان" لهجوم عبر الحدود. لكن القلق في واشنطن الآن لا يتعلق بشن هجوم على إسرائيل بقدر ما يتعلق بشن هجوم إسرائيلي على "حزب الله". وقد أبلغت الولايات المتحدة إسرائيل أنه إذا جاء "حزب الله" عبر الحدود، فإن واشنطن ستدعم إسرائيل، ولكن ليس العكس.ويبدو أن "حزب الله" كان حريصاً حتى الآن على عدم إعطاء الإسرائيليين ذريعة للقيام بعملية عسكرية. ومع ذلك، فقد قامت إيران ببناء "حزب الله"، القوة الأقوى في لبنان، كحماية لنفسها وليس للفلسطينيين، بحسب تقرير الصحيفة الأميركية. وقالت الصحيفة: "يشكل حزب الله قوة ردع ضد أي هجوم إسرائيلي كبير على إيران، حيث يمتلك آلاف الصواريخ التي يمكنها استهداف تل أبيب".وقال المحاضر في شؤون إيران بجامعة رايخمان الإسرائيلية مئير جافيدانفار، إن هذا هو السبب الرئيسي وراء رغبة إيران في إبقاء "حزب الله" خارج الحرب في غزة.أزمة البحر الأحمر وتركز جزء من الصراع ذو التأثير العالمي الأكثر إلحاحا على البحر الأحمر، حيث تستهدف قوات "الحوثيين" في اليمن، باستخدام المخابرات والأسلحة الإيرانية، ما يسمونه "السفن الإسرائيلية". عندما جاءت البحرية الأميركية لإنقاذ سفينة شحن "ميرسك" التي تعرضت للهجوم في نهاية الأسبوع الماضي، فتح "الحوثيون" النار على مروحيات البحرية. وذكر "الحوثيون" أن طياري البحرية ردّوا بإطلاق النار وأغرقوا 3 من قوارب "الحوثيين" الأربعة، ما أسفر عن مقتل 10 أشخاص. علّقت "ميرسك" جميع عمليات العبور عبر البحر الأحمر "في المستقبل المنظور عبر قناة السويس، وبدأت الشركات في مختلف أنحاء العالم، من إيكيا إلى بريتيش بتروليوم، تحذر بالفعل من تأخيرات في سلسلة التوريد. ووقعت الولايات المتحدة و13 من حلفائها على بيان الأسبوع الماضي أعطى ما وصفه مسؤول في الإدارة بـ"التحذير الأخير" لـ"الحوثيين" لوقف "هذه الهجمات غير القانونية والإفراج عن السفن والطواقم المحتجزة بشكل غير قانوني". ويعمل البنتاغون على تحسين خططه لكيفية ضرب مواقع إطلاق "الحوثيين" في اليمن، ومن المرجّح حدوث نوع من الهجوم على أصولهم هناك بمجرد وقوع هجوم آخر. يواجه بايدن خيارات صعبة، فقد انسحب من الشرق الأوسط للتركيز على التنافس مع الصين وردعها، والآن يتم سحبه مرة أخرى إلى هناك.(ترجمات)