قال مسؤول كبير بالإدارة الأميركية، إنّ اتفاق تبادل السجناء الذي نتج عنه إطلاق سراح 5 أميركيين محتجزين في إيران الاثنين، "لن يغيّر علاقة العداء بين واشنطن وطهران"، لكنّ الباب لا يزال مفتوحًا أمام الطرق الدبلوماسية بخصوص البرنامج النوويّ الإيراني.وبعد أشهر من المحادثات بوساطة قطرية، توصلت الولايات المتحدة وإيران إلى اتفاق أفرجت بموجبه طهران عن 5 محتجزين يحملون الجنسيّتين الأميركية والإيرانية، مقابل 5 إيرانيين كانت الولايات المتحدة تحتجزهم.وفي تصريحات للصحفيين الليلة الماضية، قال مسؤولون كبار في إدارة الرئيس جو بايدن، إنّ واشنطن ستواصل الضغط على طهران من خلال فرض عقوبات جديدة على وزارة الاستخبارات الإيرانية، والرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، لضلوعهما في احتجاز مواطنين أميركيين.كما زادت الولايات المتحدة من وضعية الحظر في المنطقة لمنع إرسال أسلحة إيرانية إلى اليمن.ومع ذلك، قال المسؤولون إنّ الباب لا يزال مفتوحا أمام الطرق الدبلوماسية بخصوص البرنامج النوويّ الإيراني.وأوضح المسؤول الأميركي الذي رفض الكشف عن هويته: "إذا رأينا فرصة فسوف نبحثها، لكن في الوقت الحالي ليس لديّ ما أتحدث عنه". وردًا على سؤال عما إذا كانت ستُجرى أيّ محادثات غير مباشرة مع الإيرانيين هذا الأسبوع في نيويورك، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال المسؤول، "لقد سألتم عما إذا كانت هناك أيّ محادثات مقررة هذا الأسبوع، بالتأكيد لا".ولم يتضح ما إذا كان المسؤول يقصد نفي عقد أيّ محادثات غير مباشرة أم أنه تعمّد ترك الباب مفتوحا أمامها.الاتفاق النووي الإيرانيوبعد تولّيه منصبه في يناير 2021، حاول بايدن إحياء الاتفاق النوويّ الإيرانيّ المبرم عام 2015، والذي قيدت بموجبه طهران برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات التي كانت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة تفرضها عليها آنذاك.وتراجع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عن هذا الاتفاق في عام 2018، قائلا إنه كان سخيًا للغاية مع طهران وأعاد فرض عقوبات اقتصادية كبيرة على إيران.وبدا أن الجهود المبذولة لإحياء هذا الاتفاق قد باءت بالفشل قبل عام تقريبا، عندما قال دبلوماسيون إنّ إيران رفضت ما وصفه وسطاء في الاتحاد الأوروبيّ بأنه عرضهم الأخير.لكنّ واشنطن وطهران بدأتا عام 2023 استكشاف ما وصفها محللون بأنها "تفاهمات"، وهو ما لم تعترف بها واشنطن قط، لخفض حدة التوتر المتعلقة بالقضايا النووية وغيرها.وقال المسؤول إنّ 6 مليارات دولار من الأموال الإيرانية التي كانت موجودة سابقا في حساب مقيّد في كوريا الجنوبية، نُقلت إلى حساب مقيّد في قطر بموجب الاتفاق المبرم الاثنين، وستكون متاحة لمعاملات إنسانية "محدودة للغاية".وأكد أنّ هذه المعاملات تشمل الغذاء والدواء والأجهزة الطبية والمنتجات الزراعية.وأضاف المسؤول "إذا حاولت إيران تحويل مسار هذه الأموال أو استخدامها لأيّ شيء آخر غير الأغراض الإنسانية المحدودة المسموح بها، فسنتخذ إجراءات لمصادرتها".وأوضح المسؤولون أنّ 5 إيرانيين سيحصلون على عفو بموجب الاتفاق.وكان 2 من هؤلاء الخمسة في السجن وكانت مدة عقوبتهما على وشك الانتهاء، بينما كان الثلاثة الآخرون ينتظرون المحاكمة ولم تتمّ إدانتهم.وتوقّع أحد المسؤولين أن يعود 2 من الإيرانيين الخمسة، ليس لديهما وضع قانونيّ في الولايات المتحدة إلى إيران عبر الدوحة.(رويترز)