مع تراجع حدة التوترات مع إيران، يستعد الجيش الإسرائيلي لإكمال ما يقول إنه اقتلاع "حماس" من معقلها الأخير في مدينة رفح في غزة، حيث يحتمي أكثر من مليون فلسطيني. ووفقا لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية قال مسؤولون مصريون مطلعون على الخطط الإسرائيلية: أول أسبوعين أو 3 أسابيع من العملية ستتضمن إجلاء المدنيين بالتنسيق مع الولايات المتحدة ومصر ودول عربية أخرى. تستعد إسرائيل لنقل المدنيين من رفح إلى خان يونس القريبة ومناطق أخرى. تخطط إسرائيل لإقامة ملاجئ بالخيام ومراكز توزيع الغذاء والمرافق الطبية مثل المستشفيات الميدانية. سيبدأ الجيش الإسرائيلي تدريجيا في نقل القوات إلى رفح، مستهدفا المناطق التي تعتقد إسرائيل أن قادة "حماس" ومقاتليها يختبئون فيها. من المتوقع أن يستمر القتال في رفح 6 أسابيع على الأقل، رغم أن توقيت بدايته لا يزال غير مؤكد.هجوم رفح.. مقامرة استراتيجيةوأعلنت إسرائيل عزمها المضي قدما في هجوم رفح، على الرغم من المعارضة الصريحة للولايات المتحدة أهم حلفائها، والتي حذرت من أن التحرك واسع النطاق في الجيب يمكن أن يتسبب في سقوط ضحايا على نطاق واسع بين المدنيين وتعطيل جهود المساعدات الإنسانية التي تهدف إلى منع المجاعة.وقد ضغطت الولايات المتحدة على إسرائيل لإعادة النظر في هجوم واسع النطاق على رفح، مشيرة إلى المخاوف بشأن المدنيين حيث تشير التقديرات إلى أن ما يقرب من ثلثي سكان غزة يحتمون بشكل مؤقت في المدينة.يأتي هذا بالتزامن مع تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في رسالة بمناسبة عيد الفصح اليهودي قال فيها "في الأيام المقبلة، سنزيد الضغط العسكري والدبلوماسي على (حماس) لأنها الطريقة الوحيدة لإطلاق سراح أسرانا وتحقيق انتصارنا". وتشير الصحيفة إلى أن أي توغل عسكري كبير سيعدّ مقامرة استراتيجية، خصوصا إذا أدى ارتفاع عدد القتلى المدنيين إلى تآكل مكانة إسرائيل الدولية وإضعاف العلاقات مع الولايات المتحدة، مضيفة أن محاولة تقليل عدد الضحايا المدنيين يمكن أن يجعل ساحة المعركة أكثر خطورة بالنسبة للقوات الإسرائيلية.وقال المدير الأول لمركز القوة العسكرية والسياسية في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات برادلي بومان إن فشل إسرائيل في إبعاد المدنيين عن الأذى، سيؤدي إلى كارثة استراتيجية كبرى عليها ويخلق أحد الضغوطات الرئيسية على العلاقات الثنائية مع واشنطن والتي شهدناها منذ سنوات".وقصف سلاح الجو الإسرائيلي أهدافا في رفح في الأيام الأخيرة، وأدت الغارات التي وقعت الأحد إلى مقتل ما لا يقل عن 16 فلسطينيا، غالبيتهم من النساء والأطفال، بحسب الوكالة الفلسطينية للأنباء (وفا). وقال الجيش الإسرائيلي في منتصف أبريل إنه استدعى كتيبتين احتياطيتين "للأنشطة العملياتية على جبهة غزة".وتواجه إسرائيل ضغوطا دولية متزايدة لإنهاء حملتها العسكرية التي تستمر 6 أشهر في غزة والتي أثارتها هجمات "حماس" في 7 أكتوبر على جنوب إسرائيل، وأسفرت عن مقتل حوالي 1200 شخص، وفقا لمسؤولين إسرائيليين. وأدت الحملة الجوية والبرية الإسرائيلية اللاحقة على غزة إلى مقتل نحو 34 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، وفقا لمسؤولي الصحة الفلسطينية. (ترجمات)