فيي خطوة وُصفت بأنها "تاريخية"، صوّت البرلمان العراقي أمس الاثنين على إقرار حلبجة محافظة جديدة في العراق، حيث أصبحت الآن رسميًا ضمن محافظات العراق الـ19.وصوّت مجلس النواب العراقي خلال جلسته السادسة من الفصل التشريعي الأول للسنة الرابعة، على مشروع قانون استحداث محافظة حلبجة ضمن حدود جمهورية العراق، وهو المشروع الذي قدّمته لجنتا الأقاليم والمحافظات غير المنتظمة في إقليم، واللجنة القانونية، بحسب وسائل إعلام محلية.الجلسة التي ترأسها النائب الأول لرئيس المجلس محسن المندلاوي شهدت حضور 178 نائبًا، بحسب ما أعلنته الدائرة الإعلامية للمجلس. وبعد التصويت على مشروع القانون، تقرر رفع الجلسة، لتبدأ سلسلة من ردود الفعل المتباينة داخل الساحة السياسية العراقية.انتقادات لإقرار حلبجة محافظةهنأت رئاسة الجمهورية العراقية أبناء حلبجة على هذا القرار، معتبرة أنه يمثل "إنصافًا تأخر كثيرًا، وخطوة إيجابية نحو تحقيق العدالة وردّ الاعتبار لضحايا المدينة الذين سقطوا خلال المجزرة الكيماوية الشهيرة"، مشددة على أنّ القرار يأتي في إطار "الوفاء لتضحيات أبناء حلبجة ودماء الشهداء".إلا أنّ هذا التحرك البرلماني لم يمر من دون اعتراض، إذ عبّر عدد من النواب عن رفضهم لما وصفوه بـ"السابقة الخطيرة". النائب المستقل أمير المعموري أعلن عزمه التوجه إلى المحكمة الاتحادية للطعن في دستورية الجلسة، معتبرًا أنّ استحداث محافظة حلبجة جرى من دون تطبيق معايير واضحة، متسائلًا عن الأسباب التي دفعت البرلمان لاعتماد هذا القرار دون النظر في ملفات محافظات أخرى تطالب بالاستحداث منذ سنوات.وفي مؤتمر صحفي مشترك مع عدد من النواب المستقلين، أكد المعموري أنّ "البرلمان منح صلاحيات إضافية لمجلس الوزراء في هذا الشأن، ما قد يفتح الباب أمام تقسيم محافظات قائمة إلى أجزاء متعددة"، على حد قوله، محذرًا من تداعيات القرار على وحدة المحافظات مستقبلًا.وأضاف أنّ لديهم ما يُثبت عدم اكتمال النصاب القانوني خلال الجلسة، ما يضع شرعيتها موضع تساؤل قانوني، ويعزز موقفهم بالطعن أمام المحكمة الاتحادية.وفي سياق متصل، أعلنت كتلة "الصادقون" النيابية نيتها التحرك لسحب الثقة من هيئة رئاسة مجلس النواب، احتجاجًا على ما وصفته بـ"إدارة الجلسة بطريقة مخالفة للنظام الداخلي للمجلس"، معتبرة أنّ ما جرى يعدّ تجاوزًا للإجراءات البرلمانية.ماذا تعرف عن محافظة حلبجة العراقية؟تقع جنوب شرق محافظة السليمانية ضمن إقليم كردستان، قرب الحدود الإيرانية.صوّت البرلمان العراقي في أبريل 2025 على استحداثها رسميًا كمحافظة مستقلة.شهدت مجزرة كيماوية في 16 مارس 1988 أسفرت عن مقتل أكثر من 5,000 مدني.أغلب سكانها من الأكراد، ويتحدثون اللغة الكردية.كانت قضاءً تابعًا للسليمانية، وطالبت منذ سنوات بالتحول إلى محافظة.تُعدّ رمزًا للمعاناة الكردية ومكانًا ذا قيمة تاريخية عالية.يتسم أهلها بالارتباط القوي بالهوية الكردية والثقافة المحلية.يعتمد على الزراعة، وتربية المواشي، وتجارة بسيطة مع إيران.تضم نصبًا تذكاريًا لضحايا المجزرة ويُعدّ مزارًا وطنيًا.قربها من الحدود يمنحها أهمية أمنية وسياسية خاصة.(المشهد)