فيما تستمر جهود الوساطة من أجل التوصل إلى صفقة لإطلاق سراح الأسرى ووقف الحرب في غزة، يبدو أن مواعيد الهجوم الانتقامي الإيراني على إسرائيل مُبهمة.وأشارت مصادر مطلعة إلى أن امتناع إيران عن الهجوم على إسرائيل بالتزامن مع مفاوضات التهدئة في غزة، ربما يُجبر "حزب الله" اللبناني إلى الالتزام أيضًا بذلك والانتظار لما ستسفر عنه نتائج مفاوضات قطر والتي من المقرر أن تُستأنف في القاهرة بعد أيام.الرد الإيراني على إسرائيلوقالت مصادر مُقربة من "حزب الله" إن الجماعة تؤجل الهجوم الانتقامي على إسرائيل، ربما لأنها لا تريد أن تكون عائقًا أمام إتمام صفقة وقف الحرب في غزة. في السياق، قالت هيئة البث الإسرائيلية إنّ قطر أبلغت إيران بالتقدم الحاصل في المفاوضات ودعت القيادات للتفكير مليًا قبل الهجوم الوشيك على تل أبيب.وتصاعدت حدة التوترات بين إيران وحلفيتها جماعة "حزب الله" اللبناني من جهة وإسرائيل من جهة أخرى، في أعقاب اغتيال القيادي البارز في "حزب الله" فؤاد شكر بغارة إسرائيلية على بيروت وبعدها بساعات تم اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، في طهران.وعقب ذلك توّعدت كل من إيران و"حزب الله" بالرد على إسرائيل بعد العمليتين التي قامت بهما إسرائيل قبل أسابيع.رسائل أميركا إلى إيرانوفي التفاصيل، قال مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط سابقا، ديفيد شينكر، إنّ استئناف مفاوضات وقف الحرب في غزة هي المبادرة الوحيدة التي قد تؤدي إلى إيقاف الرد الإيراني وكذلك رد "حزب الله" على إسرائيل.وأوضح شينكر في مقابلة مع قناة "المشهد" أنّ المفاوضات تبدو مثمرة وربما يكون الوقت الآن قريبًا أكثر من أي وقت مضى للوصول إلى اتفاق لاستعادة الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة.ولكن وفقًا لمساعد وزير الخارجية الأميركي السابق، فهناك فجوات لم يتم الاتفاق عليها في المفاوضات التي عُقدت في قطر، منها:لم يتم الاتفاق على وضع القوات الإسرائيلية في محور فيلادليفا.إعادة الفلسطينيين إلى شمال غزة والتأكيد على أنه لن ينضم أيّ من أعضاء "حماس" للعائدين إلى الشمال.ورأى شينكر أنّ التقدم في مفاوضات التهدئة في غزة يجعل من رد "حزب الله" الانتقامي مؤجلا لفترة محدودة انتظارًا لما ستسفر عنه هذه الجولة.وردًا على سؤال حول قيام الولايات المتحدة بمحاولة احتواء الرد الإيراني، قال شينكر إنّ هناك مفاوضات ما بين الولايات المتحدة وإيران بطريقة غير مباشرة، مضيفا: "الولايات المتحدة تأمل في أن تكون هناك مفاوضات دبلوماسية مع إيران، وتقوم بالفعل بإرسال رسائل إلى طهران".وأشار شينكر إلى أنّ الرسائل التي تبعثها أميركا إلى إيران ليست دبلوماسية فقط ولكن التحركات العسكرية لواشنطن في المنطقة تعدّ أيضًا رسالة إلى طهران، لافتًا إلى أنّ أميركا لا تريد أن تكون هناك حرب شاملة في المنطقة وكذلك إيران لا ترغب في ذلك.7 جبهات ضد إسرائيلورأى مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق، أنّ السياسة الأميركية تجاه إيران لم تكن حسب المطلوب ولكن هذه المشكلة ليست مشكلة إدارة بايدن فقط ولكنها مشكلة إدارات سابقة، مبينًا أنّ الإدارة الأميركية الحالية خففت من حدة تهديداتها تجاه طهران التي استغلت الفرصة من أجل القيام بتحركات كبيرة في المنطقة.وقال إنّ إيران تضغط حاليًا على إسرائيل عبر وكلائها في 7 جهات في المنطقة، وهو ما يشكل خطرًا على تل أبيب، مضيفًا: "إسرائيل لديها القدرة على الرد على إيران و(حزب الله) ولكن فتح 7 جبهات سيجعل من الصعب على إسرائيل مجابهة ذلك".وأكد شينكر ضرورة تنوع الرد الأميركي على طهران ما بين الدبلوماسي والعسكري، لافتا إلى أنّ طهران تستخدم جميع أدواتها في المنطقة من أجل شن حرب على إسرائيل.وردًا على سؤال يتعلق بمستقبل قطاع غزة بعد الحرب، قال إنّ خطط ما بعد الحرب ربما لا تروق لـ"حماس"، وبالتالي تسعى الإدارة الأميركية إلى الوصول إلى اتفاق مع "حزب الله" لخفض الصراع في المنطقة.وأشار إلى أنّ نتانياهو يجد صعوبة للوصول إلى وقف إطلاق النار في غزة أيضًا وربما ينتظر لما بعد الانتخابات الأميركية والوضع نفسه بالنسبة لزعيم "حماس" الجديد، يحيى السنوار، الذي يرغب في إطالة أمد الحرب وتوسيع رقعتها.(المشهد)