فيما تتواصل العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، يتحدث مسؤولون عن قرب التوصّل إلى هدنة مُقابل صفقة لتبادل الأسرى بين الجانبَين.وأصدر رئيس المكتب السياسيّ لحركة "حماس"، إسماعيل هنية، بيانًا قال فيه، إنّ الحركة تقترب من التوصل إلى هدنة مع إسرائيل.وأضاف البيان :"حركة حماس سلّمت ردّها للإخوة في قطر والوسطاء، ونحن نقترب من التوصل لاتفاق هدنة".في السياق نفسه، تحدّث مسؤولون أميركيون عن قرب التوصّل لهدنة إنسانية في قطاع غزة، وقال الرئيس الأميركي جو بايدن: "أعتقد أنّ اتفاق وشيك لإطلاق سراح الأسرى في حماس".أيضًا، قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، إنّ إنجاز الاتفاق يتوقّف على قضايا "بسيطة"و"لوجستية".في المُقابل، لا يزال القلق من توسّع حدّة الصراع في المنطقة قائمًا، خصوصًا في ظل وجود مناوشات بين الجيش الإسرائيليّ من جهة، و"حزب الله" اللبناني وجماعة "الحوثي" اليمنية من جهة أخرى.وقال خبراء ومحللون، إنّ الاتفاق على هدنة في قطاع غزة ستكون قريبة، خصوصًا بعد تصريحات أكثر من مسؤول عربي وغربي، عن قرب التوصّل لاتفاق لتبادل الأسرى، وإقرار هدنة في القطاع المُحاصر، مُستبعدين أن تتوسّع دائرة الصراع في المنطقة، لأنّ إسرائيل لا تريد أن تفتح جبهات أخرى في الوقت نفسه مع غزّة.اتفاق هدنة وتسوية سياسيةويعتقد عميد كلية الدراسات الاقتصادية والعلوم السياسية بجامعة الإسكندرية، الدكتور أحمد وهبان، بأن يكون هناك اتفاق قريبًا بخصوص هدنة إنسانية في قطاع غزّة.وقال في حديث لمنصة "المشهد": "بالنسبة للهدنة الموقّتة لن تكون حلًا نهائيًا ولكن في الوقت نفسه، الجانب الإسرائيليّ وصل إلى نتيجة أنه لا يستطيع أن يحسم الصراع في غزة من خلال الحرب البرية".وأشار وهبان إلى أنّ هدف إسرائيل بالقضاء على قوة "حماس" العسكرية من الصعب أن يحدث، لافتًا إلى أنّ الجانب الإسرائيليّ تكبّد خسائر كبيرة خلال حربه البرية في غزة.وتابع عميد كلية الدراسات الاقتصادية والعلوم السياسية بجامعة الإسكندرية: "ربما نقترب من تسوية يحدث فيها نوع من التهدئة، ويكتفي الجانب الإسرائيليّ بما قام به في قطاع غزة، لأنّ القضاء على حركة "حماس" أمر صعب للغاية ولا يمكن أن يحدث".هل يتوسّع الصراع؟وحول التخوّفات من توسيع دائرة الصراع في المنطقة، أوضح وهبان، أنّ إسرائيل لا تريد أن تدخل في حرب شاملة مع "حزب الله" اللبناني، لأنها تعلم أنّ اتخاذ خطوة كهذه سوف تكبّدها خسائر كبيرة وستفتح جبهة أخرى.ورأى أستاذ العلوم السياسية المصري، أنّ كلًا من "حزب الله" وإسرائيل لا يريد أن تكون هناك حرب شاملة، وكلا الطرفَين يدرك طبيعة المعادلة، وبالتالي يلجأ كل منهما إلى ما يسمى بالحرب الخاطفة أو الضربات الخاطفة فقط.واستطرد وهبان قائلًا: "الوضع نفسه في ما يخصّ جماعة "الحوثي" في اليمن، فلن تكون هناك حرب شاملة نظرًا لطبيعة الجغرافيا التي تفصل بين الطرفَين"، مشيرًا إلى أنّ ما يجري على الجبهتَين سواء اللبنانية أو اليمنية، هي رسائل إيرانية لأميركا وإسرائيل، لأنّ إيران هي من تتحكم في هاتَين الجبهتَين.إسرائيل فشلت في تحقيق أهدافهامن جانبه، قال الخبير الاستراتيجيّ والعسكريّ اللبناني، العميد ناجي ملاعب، إنّ من يقود الحرب الانتقامية ضد غزة هي الحكومة الإسرائيلية التي تظاهر نصف شعبها ضدّها، لافتًا إلى أنّ هذه الحكومة مستفيدة من الدعم الغربيّ اللامحدود.وأوضح ملاعب في حديث لـ"المشهد"، أنّ رئيس الوزراء الإسرائيليّ رفع سقف توقعاته خلال حربه التي دخلت في يومها الـ46، بشكل أحرج حلفاءه الغربيّين، لافتًا إلى أنّ هذه الحكومة تعيث تنكيلًا بالضفة الغربية وعمليات انتقامية في قطاع غزة، بشكل لا يحترم أيّ إنسانية.ورأى الخبير الاستراتيجيّ والعسكريّ اللبناني، أنّ إسرائيل فشلت في تحقيق أيّ من أهدافها التي أعلنت عنها في بداية الحرب، سواء في القضاء على القوة العسكرية لحركة "حماس"، أو تدمير الأنفاق أو تحرير أيّ أسير لدى الجانب الفلسطيني.استمرار العمليات استنزاف اقتصاديّ وعسكريّ لإسرائيلوتابع ملاعب: "ما يزال القتال في شمالي غزة مستمرًا ولم تستطع إسرائيل السيطرة عليه بشكل كامل، وقامت باقتحام المستشفيات وتدميرها، ولم تتمكن من تحرير أيّ أسير"، مُشيرًا إلى أنّ إسرائيل أمام هذا الفشل أُجبرت على القبول بهدنة إنسانية، وأبلغت بالفعل الجانب الأميركيّ بذلك ولم يتبقَّ سوى أمور لوجستية.وقال الخبير العسكري اللبناني، إنّ الحل العسكريّ الإسرائيلي وصل إلى طريق مسدود، وإذا استمرت عملياتها العسكرية فإنها ستورط نفسها بذلك في حرب استنزاف عسكرية واقتصادية كبيرة.(المشهد)