في الوقت الذي تعلن فيه إسرائيل عن سحب قواتها من شمال قطاع غزة، تعمل الولايات المتحدة على تجنب حرب ثانية واسعة النطاق في لبنان، حيث حذر المسؤولون الإسرائيليون من أن وقت الدبلوماسية ينفد، بحسب تقرير لصحيفة "واشنطن بوست".وأبلغت إسرائيل واشنطن في أواخر أنه إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق حدودي طويل الأمد مع لبنان خلال الأسابيع القليلة المقبلة، فإنها ستصعد قتالها مع "حزب الله"، وفقًا لما قاله دبلوماسي غربي و3 مسؤولين لبنانيين للصحيفة الأميركية.وأشارت إلى أن المسؤولين المطلعين على المحادثات فهموا أن إسرائيل كانت تتطلع إلى نهاية شهر يناير كهدف للتوصل إلى اتفاق.ولم يحدد الإسرائيليون "موعدا نهائيا صارما" لتصعيد حملتهم العسكرية ضد "حزب الله"، حسبما صرح مسؤول أميركي كبير لصحيفة "واشنطن بوست"، لكنه أقر بأن نافذة المفاوضات تضيق. وردا على استفسارات بشأن المطالب الإسرائيلية، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية ليور حياة: "الموقف الإسرائيلي هو أننا نفضل الحل الدبلوماسي، وإذا لم يكن الحل الدبلوماسي ممكنا، فسيتعين علينا أن نتصرف بأنفسنا".المقترح الأميركيووصل مبعوث البيت الأبيض عاموس هوشستاين، إلى بيروت الأسبوع الماضي لتمرير الاقتراح الإسرائيلي للتوصل إلى حل أولي للصراع. وبحسب المسؤولين اللبنانيين والغربيين، فإن الاقتراح يدعو "حزب الله" إلى سحب قواته على بعد بضعة أميال شمالاً، كما يدعو الجيش اللبناني إلى زيادة وجوده في المنطقة، وإنشاء منطقة عازلة بحكم الأمر الواقع بين المسلحين والحدود الإسرائيلية. وقال مسؤولان أميركيان إن قادة "حزب الله" لا يريدون حرباً شاملة مع إسرائيل، لكنهم قد يعارضون إبرام اتفاق حدودي بينما لا يزال مئات الفلسطينيين يقتلون كل يوم في غزة. وأشارا إلى أن المحادثات التي يقودها هوشستاين توفر على الأقل إمكانية حدوث انفراجة وخريطة طريق يتبعها الجانبان بمجرد أن يهدأ القتال في غزة.وسافر وزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى إسرائيل الأسبوع الماضي، حيث حث المسؤولين على عدم تصعيد الأعمال العدائية في الشمال. وقال بلينكن: "من الواضح أنه ليس من مصلحة أي شخص – إسرائيل ولبنان وحزب الله في هذا الشأن – أن يرى هذا التصعيد".وقال أحد المسؤولين المطلعين على المحادثات: "لا أعتقد أن الحكومة اللبنانية ستقبل بأنصاف الحلول". وفي العلن، بدا أن "حزب الله" يرفض الاقتراح الإسرائيلي. وفي خطاب ألقاه يوم الأحد، كرر زعيم الحركة حسن نصر الله، موقفه بأن وقف إطلاق النار في غزة هو مقدمة لأي محادثات دبلوماسية أو وقف القتال على الحدود.وقال نصر الله إن واشنطن "تضغط على لبنان من أجل إسرائيل لوقف وتعطيل هذه الجبهة. فليتوقف العدوان على غزة، وبعد ذلك يمكننا مناقشة القضايا التي تهم لبنان". (ترجمات)