قتل نحو 100 شخص في قطاع غزة من جراء القصف الإسرائيلي العنيف خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، وفق ما أعلنت وزارة الصحة في غزة الخميس، بينما أجرى مبعوث أميركي مباحثات في إسرائيل بشأن هدنة محتملة. وبعد مرور أكثر من 4 أشهر على بدء الحرب إثر هجوم "حماس" على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر، أصبح 2.2 مليون شخص مهددين بالمجاعة في قطاع غزة وفقا للأمم المتحدة. وبينما خلفت الحرب ما يقرب من 29500 قتيل في قطاع غزة بحسب وزارة الصحة التي تديرها "حماس" يعرب المجتمع الدولي عن القلق إزاء مصير ما يقرب من مليون ونصف مليون فلسطيني يتكدسون في رفح (جنوب) قرب الحدود المغلقة مع مصر. وقبل الفجر، نفّذ سلاح الجو الإسرائيلي نحو 10 غارات على المدينة، واستهدف القصف أيضا خان يونس على بعد بضع كيلومترات شمالا، حيث قال الجيش إنه قتل "15 إرهابيا" خلال المعارك. ووفق وزارة الصحة في غزة، أودى القصف خلال أربع وعشرين ساعة بحياة 97 فلسطينيا في جميع أنحاء القطاع المدمر الذي تفرض عليه إسرائيل حصارا مطبقا منذ 9 أكتوبر.ويصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على شن هجوم بري على رفح، من أجل هزيمة "حماس" في "معقلها الأخير" وتحرير الأسرى المحتجزين في غزة منذ هجوم 7 أكتوبر. في ذلك اليوم شنّت حماس هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل، قُتل خلاله أكثر من 1160 شخصا، معظمهم مدنيون، وفقا لحصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى بيانات إسرائيلية رسمية. وتقدّر إسرائيل أن 130 أسيرا ما زالوا محتجزين في القطاع يُعتقد أنّ 30 منهم قُتلوا، من أصل نحو 250 شخصا خطفوا خلال الهجوم. وردا على الهجوم، تعهّدت إسرائيل بالقضاء على "حماس" التي تحكم القطاع منذ عام 2007 وتعتبرها إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي "منظمة إرهابية".المحادثات "تسير بشكل جيد" بعد تنفيذه حملة قصف برية وبحرية وجوية على القطاع الذي تبلغ مساحته 362 كيلومترا مربعا، شنّ الجيش الإسرائيلي هجوما بريا في شمال قطاع غزة في 27 أكتوبر، وتقدم جنوده جنوبا حتى خان يونس. ووفق وزارة الصحة في القطاع، قُتل حتى الآن 29410 أشخاص غالبيتهم العظمى من المدنيين النساء والقصّر، ودمرت أحياء بأكملها في القطاع الفلسطيني ما أجبر 1.7 مليون ساكن على النزوح. وأكد البنك الدولي أن الحرب بين إسرائيل و"حماس" لها عواقب "كارثية" على البنية التحتية في غزة وتسببت في انكماش اقتصاد القطاع بأكثر من 80% من حوالي 670 مليون دولار في الربع الثالث إلى 90 مليونا فقط في الربع الأخير. وفي مواجهة الخسائر البشرية المتنامية، تتواصل المناقشات حول خطة صاغتها قطر والولايات المتحدة ومصر، تنص المرحلة الأولى منها على هدنة لمدة 6 أسابيع مرتبطة بتبادل محتجزين بأسرى فلسطينيين، وإدخال مساعدات إنسانية كبيرة إلى غزة. وبعد زيارة إلى القاهرة، أجرى بريت ماكغورك مستشار الرئيس الأميركي جو بايدن لشؤون الشرق الأوسط الخميس محادثات في إسرائيل شملت خصوصا وزير الدفاع يوآف غالانت. في هذا الصدد، قال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي إن "المؤشرات الأولية لدينا من بريت (ماكغورك) تشير إلى أن المناقشات تسير بشكل جيد"، مشيرا إلى أن المحادثات تتعلق "بتوقف طويل (في القتال) من أجل إطلاق سراح جميع الأسرى" و"إدخال المزيد من المساعدات الإنسانية" إلى قطاع غزة. وإطلاق سراح الأسرى هو أحد الأهداف الرئيسية للحرب التي أعلنها بنيامين نتانياهو الذي يريد مواصلة الهجوم على غزة حتى القضاء على "حماس". من جهتها، تطالب "حماس" بوقف إطلاق النار وانسحاب إسرائيل من غزة وإنهاء الحصار الإسرائيلي المفروض منذ عام 2007 وتوفير مأوى آمن للنازحين. دعم واسع لحل الدولتينويخضع توصيل المساعدات إلى غزة لموافقة إسرائيل، ويدخل الدعم الإنساني الشحيح إلى القطاع بشكل رئيسي عبر معبر رفح المصري، لكن نقلها إلى الشمال أصبح شبه مستحيل بسبب الدمار والقتال. وحذّر المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني الخميس في رسالة وجهها إلى رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، من أن الوكالة وصلت إلى "نقطة الانهيار". وقال في الرسالة "إنه لمن دواعي الأسف العميق أن أبلغكم اليوم أن الوكالة وصلت إلى نقطة الانهيار، مع دعوات إسرائيل المتكررة لتفكيكها وتجميد تمويل المانحين في مواجهة الاحتياجات الإنسانية غير المسبوقة في غزة". وفي ريو دي جانيرو، أعلن وزير الخارجية البرازيلي ماورو فييرا عن "إجماع فعلي" لأعضاء مجموعة العشرين "على دعم حل الدولتين" الإسرائيلية والفلسطينية لحل الصراع المستمر منذ عقود. يأتي ذلك غداة تصويت الكنيست الإسرائيلي لصالح قرار يعارض أي "اعتراف أحادي الجانب بدولة فلسطينية"، معتبرا أنه سيكون بمثابة مكافأة "للإرهاب غير المسبوق" الذي تمارسه "حماس". وكانت الولايات المتحدة استخدمت الثلاثاء حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي يطالب بوقف "فوري" لإطلاق النار في غزة. وهاجم الأمين العام لمنظمة أطباء بلا حدود الولايات المتحدة الخميس، قائلا إنه "مستاء" لاستخدامها حق النقض. وقال كريستوفر لوكيير خلال اجتماع للمجلس "لقد فشل (مجلس الأمن)، اجتماعا تلو الآخر، وقرارا تلو الآخر، في الاستجابة بفعالية لهذا النزاع، لقد رأينا أعضاء هذا المجلس يتداولون ويأخذون وقتهم، بينما يموت المدنيون"، مضيفا "إن سكان غزة بحاجة إلى وقف إطلاق النار، ليس عندما يكون ذلك ممكنا، بل الآن، إنهم بحاجة إلى وقف دائم لإطلاق النار، وليس فترة مؤقتة من الهدوء، وأي شيء آخر يعد خطأ جسيما". قتيل في جنين و2 في لبنان والخميس، أطلق 3 مسلحين فلسطينيين النار على مركبات قرب مستوطنة يهودية على مسافة غير بعيدة من القدس الشرقية، ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة 11، وفقا للشرطة الإسرائيلية. في المقابل، قتل شاب فلسطيني وأصيب 4 آخرون الخميس في قصف إسرائيلي استهدف سيارة في مخيم جنين للاجئين في الضفة الغربية، وفق ما أفادت وزارة الصحة الفلسطينية. وأظهرت لقطات فيديو من مكان الواقعة الخميس سيارة مشتعلة، وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن غارة جوية إسرائيلية استهدفت ناشطا مطلوبا لإسرائيل. كما قتل عنصران على الأقل من حزب الله الخميس جراء ضربة إسرائيلية استهدفت شقة سكنية في بلدة كفررمان القريبة من مدينة النبطية جنوب لبنان، على وقع تفاقم التصعيد الحدودي بين البلدين. وأعلن "حزب الله" مسؤوليته عن 10 هجمات على الأقل على مواقع إسرائيلية الخميس، فيما تشهد الحدود اللبنانية تصعيدا بين "حزب الله" وإسرائيل منذ اليوم التالي لبدء الحرب في غزة. (وكالات)