أكدت دعد شرعب، المستشارة الاقتصادية السابقة للزعيم اللييي الراحل معمّر القذافي أن المسؤولين الليبيين كانوا يركعون أمام القذافي ويقبّلون قدمه عندما يغضب منهم.وفي حديثها لبرنامج "توتر عالي" على قناة ومنصة "المشهد" من عمّان، قالت: "الذين يتبجّحون اليوم في مقابلات تلفزيونية ويتكلمون عليه (القذافي)، هم في الأصل كانوا يعملون معه"، مؤكدة أنها تتحدى أي مسؤول ليبي يقول غير ذلك. شرعب تكشف خيانة مخابراته له وتحدّثت شرعب عن تكليف القذافي لها بزيارة المساجين الليبيين في بريطانيا، وهم الذين كُلّفوا بتصفية المعارضة وكان الزعيم الليبي يُطلق عليهم اسم "الكلاب الظالة". وقالت إن هؤلاء سافروا إلى بريطانيا بعد قيام الثورة، وأنشأوا مجموعة تعارض القذافي بتمويل بريطاني. وأشارت إلى أنه لدى زيارتها لهم في السجون، تبيّن لها أنهم كانوا يقتلون ومن ثم يسلّمون أنفسهم إلى السلطات.وقالت لبرنامج "توتر عالي" إن أغلب القتلة لم يقابلوا القذافي على الحقيقة، وأكدوا لها أنهم يتبعون لمكتب اللجان الثورية، وكانوا يحصلون على التعليمات من مكتب العقيد السابق في الجيش الليبي محمد المجذوب. وأضافت شرعب: "للأسف الشديد، كانت المخابرات الليبية قد بلّغت القذافي أنها عيّنت محامين للسجناء بعد القبض عليهم". وأشارت إلى أن التسجيلات التي حصلت عليها من المساجين، كشفت عدم حصولهم على إسناد من المحامين وإنما الحكومة البريطانية هي التي عينّت المحامين لهم وليس المخابرات. وأكدت أن القذافي اكتشف حينها أنه تعرّض للخيانة من قبل جهاز مخابراته، الذي أخذ مبالغ طائلة لدفعها للمحامين. من المسؤول عن نهاية القذافي؟ وعن عدم وفاقها مع عبد الله السنوسي، قالت إنه أضرّ بالقذافي كثيرا، حتى أنه قبل الثورة بنحو 4 أعوام، توجّهت بالنصيحة إلى الزعيم الليبي الراحل بأن نهايته ستكون على يد السنوسي ورئيسة المراسم النسائية الخاصة بالزعيم مبروكة الشارف. وقالت إن مبروكة كانت تحاول إلهاء القذافي بقصص النساء اللواتي كنّ حوله، معتبرة أن الزعيم الليبي شأنه شأن أي رجل كانت له علاقات مع النساء. وأضافت شرعب في ردّها عن اتهامات سابقة بعلاقتها مع القذافي قائلة: "لو لمس ابنته، لكان قد لمسني". رسالة "سرّية" من بوش الأبكان القذافي لديه هاجس دائما أن الحل في ليبيا والمنطقة لدى الأميركيين، وفق شرعب، التي أكدت أن الزعيم الليبي كلّفها بمهمة ثانية وهي التوجه لزيارة الرئيس الأميركي جورج بوش الأب لنقل رسالة سرّية له. ولفتت إلى أن بوش خلال لقائه بها، قال لها: "اذهبي وقولي لرئيسك (القذافي) إنه إذا أراد حلاّ لمشكلة لوكربي فعليه أن يبدأ بالتفاوض مع البريطانيين ومن ثم نحن (الأميركيين)".تحرّش بزوجته.. فخطف طائرة وروت شرعب ما حدث أثناء عودتها بالطائرة من مكتبة القذافي في مدينة سرت إلى طرابلس، وقالت "فجأة، وجدنا أنفسنا في مواجهة السلاح وتم تقييدنا في حادثة اختطاف عبر طائرة ألمانية". وتحدثت عن أن الطائرة الليبية التي كانت ترافق الطائرة الألمانية، علمت بما جرى، وأنه تم التفاوض مع قائد التشريفات الليبي النوري المسماري على 70 مليون دولار للإفراج عن المختطفين معلّلا خطوته بأنه قام بذلك لأن القذافي "تحرش بزوجته". وأكدت شرعب وصول تحذيرات لكابتن الطائرة من مغبّة قصف طائرته بالصواريخ إن لم يستدر ويعود أدراجه في ظل محاصرة الطائرات بالمقاتلات من كل جهة. وأشارت إلى كيفية تواصل القذافي بها للاطمئنان عليها بعد أن تم السماح للمسماري بالعودة مع زوجته، في حين تم الإبقاء على مرافقيه الثمانية للتحقيق معهم. زعيم لا يحبه القذافيقالت شرعب إن القذافي لم يكن يكره أي زعيم عربي، وإنما كان يتحفّظ على تصرّفات بعضهم. وأكدت أن القذافي كانت له تحفّظات على تصرفات الرئيس المصري الراحل حسني مبارك و"يستهزأ" بها، كما كان يحبّ الرئيس اليمني الراحل علي عبد الله صالح.إلا أنها أكدت أن القذافي كان يُكنّ كرها كبيرا للأميركيين.الابن الأحبّ إلى قلبهوأشارت شرعب إلى أن القذافي أسرّ لها سابقا أنه كان يفضّل ابنه المعتصم عن باقي أبنائه. وقالت إن المعتصم القذافي الذي قُتل في 20 أكتوبر 2011، كان الأقرب إلى قلب معمر القذافي، وإنه على الرغم من المشاكل الكثيرة التي كان يورّط والده فيها إلا أن القذافي كان يقول لشرعب "أرى نفسي في المعتصم". وأضافت أن الزعيم الليبي الراحل كان يصطحب ابنه المعتصم أينما ذهب. حقيقة تُكشف للمرة الأولى عن القذافي إلا أن شرعب تحدّثت لـ"المشهد" عن قصة لا يعرفها أحد سواها، وهي حين حضوره للقمة العربية في الأردن. وقالت: "ركب معي في سيارتي وتلثّم وخرج من القصور الملكية قبل أن يقوم بجولة في عمّان وعاد لاحقا بدون حراسات". وأكدت أنه ائتمانها على حياته أثناء ذهابهما بالجولة دون حراسات، مضيفة أنه "عندما يخرج رئيس دولة ما معك بكون حراسة ويريد فقط أن يكون مواطنا عاديا، تشعر حينها كم كان يريد أن يعيش حياة طبيعية". (المشهد)