في رسالة مباشرة إلى المصطادين بالماء العكر في الأردن، حذّر رئيس مجلس الأعيان الأردني فيصل الفايز من زعزعة استقرار المملكة، معتبراً أن قوة الأردن هي قوة لفلسطين.وحذر الفايز في حديثه لبرنامج "توتّر عالي" على قناة ومنصة "المشهد" من أن زعزعة الاستقرار والطعن بالوحدة الوطنية في المملكة، هو أمر غير مقبول وسيتم التصدي له بكل قوة.من يريد شيطنة موقف الأردن من حرب غزة؟ الفايز أكد أن المملكة الأردنية الهاشمية ومنذ تأسيسها، تقف إلى جانب القضية الفلسطينية في شتى المجالات، وهو ما ظهر في مواقف ملوك الأردن على مرّ العقود وصولا إلى الدور الذي يلعبه العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بدعم القضية في شتى المحافل الدولية. وحول علاقته بقادة "حماس" في ظل حملات تُشنّ لتشويه دور الأردن التاريخي الداعم لفلسطين، قال الفايز: "تربطني علاقة مبنية على الاحترام المتبادل مع خالد مشعل (رئيس المكتب السياسي للحركة).. وجّهت رسالة واضحة لقادة "حماس" و"الإخوان" أن لا يعبثوا بالأمن في الأردن".وقال إن المجتمع الأردني بُني على توازنات وهي (حماس والإخوان) يعلمون هذه التوازنات، "وإذا عبثوا بالنسيج الاجتماعي الأردني لن يكون هذا لا لصالحهم ولا لصالح الأردن. إنها قنبلة موقوتة". وأوضح أن جماعة "الإخوان" عليها أن تعي أن اللعب بمُقدرات الأردن، سيؤثر بشكل سلبي على القضية الفلسطينية برمتها.وأكد الفايز أنه لا يوجد هناك تحفظ في توجيه أي اتهام لأي جهة تريد اللعب على وتر السلم المجتمعي الأردني. وقال إن حديثه لقادة "حماس" وجماعة "الإخوان" وتنبيههم من عدم شحن الشارع الأردني، هو بمثابة اتهام لكلتا الجهتين. وأضاف الفايز أنه لامس تغيّرا بموقف "حماس". وقال الفايز "خالد مشعل يعرف الأردن جيداً. سمحت له الدولة الأردنية بزيارة المملكة. لكن أن يتخذ هذا الموقف فأنا مستغرب منه".وشدد على أن اللعب على العاطفة لن يؤدي إلاّ إلى المزيد من الفوضى وأن الحروب لا تُخاض بالعواطف.محاولات استهداف الأردنوتحدّث الفايز عن اتفاقية السلام بين الأردن وإسرائيل، مؤكدا أن الملك الأردني الراحل الحسين بن طلال لم يوقّع على معاهدة السلام إلا بعد أن وقعت السلطة الفلسطينية اتفاق سلام مع إسرائيل.وفي الأحاديث التي تقول إن دور عمّان وصل بعد بغداد ودمشق وبيروت ضمن المخطط التوسعي الإيراني في المنطقة، أكد الفايز أن الأردن دولة قوية وعميقة والشعب الأردني يلتف حول القيادة الملكية. وأضاف "واجهنا تحديات عدة"، مستشهدا بالمحاولات التي كانت في مرحلة ما يسمى بـ"الربيع العربي". واعتبر الفايز أن الجهات التي تريد شرّا بالأردن لن تنجح في مساعيها. ورفض الفايز ما يتم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي والتي تحاول اللعب على وتر "الإقليمية" في الأردن، مؤكدا أن المجتمع الأردني بجميع مكوناته يقف خلف الملك وقيادته. وقال "هل تعلم أن هناك 80 ألف حساب وهمي يعمل ضدّ الأردن؟. لكن مع كل هذا، فإن كل التحديات التي واجهها الأردن من عهد الإمارة وصولا إلى عهد المملكة، تجاوزها المجتمع الأردني". وأكد أن الغالبية العظمى من الأردنيين مع الوحدة الوطنية وتماسك النسيج الاجتماعي الأردني، ولن يستطيع أحد العبث بهذا النسيج.من يُحرّف التظاهرات في الشارع الأردني؟ وفي هذا السياق، قال الفايز إن "الإخوان" من حيث يُدركون أو لا يدركون، يريدون تحويل الساحة الأردنية إلى ساحة حرب. وشدد على أنه لن يتم السماح لأي جهة خارجية أو داخلية للعبث بالنسيج الاجتماعي الأردني، لافتا إلى أن هناك تحوّلا بخطاب الدولة الأردنية موجّها إلى الجميع أن لا يعبثوا بأمن الأردن.وأكد أن العاهل الأردني بطبعه "صبور"، ولكن في النهاية يتم اتخاذ إجراءات لوقف التجاوزات. ونفى أن يتم فرض منع التظاهر على الأردنيين، معتبرا أن التظاهر والاحتجاج السلمي والتعبير عن الرأي كلها حقوق حفظها الدستور. وشدد على أن الدولة الأردنية لها الحق في وضع حدّ للتجاوزات إن وصلت إلى إساءات لرجال الأمن العام والدولة وشخص الملك، مؤكدا أن السواد الأعظم من الشعب الأردني يشارك في التظاهرات من دون تخريب للممتلكات العامة الذي هو تصرّف مرفوض. وقال الفايز "لن نمنع التظاهرات لأن كل مواطن له الحق في أن يتظاهر".الأردن وفلسطين وإسرائيلوجدّد الفايز التأكيد على أن الأردن لا يستطيع أن يتحمل عبء القضية الفلسطينية وحده، مبينا ضرورة وجود الموقف العربي والإقليمي والدولي الموحّد.وقال إن علاقة الأردن مع إسرائيل سيئة جداً، لأن ما يجري في غزة وفي الضفة الغربية لا يقبل به العاهل الأردني، ولا يمكن أن يقبل به أي أردني.وأكد أن الأردن هي الدولة العربية الوحيدة التي سحبت سفيرها في إسرائيل وطلبنا من السفير الإسرائيلي مغادرة عمّان، متسائلا: "ماذا يريد هؤلاء من يسمون أنفسهم بالمعارضة؟ ماذا يريدون أكثر من هذا؟". وشدّد الفايز على أن الأردن قوي ومستقبله زاهر، ولا داعي للخوف.أين تسير الحرب في غزة؟ وقال رئيس مجلس الأعيان الأردني إن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، تتحدث عن نيته الهجوم على رفح للقضاء على حركة "حماس"، إلا أن خلافاته مع الجانب الأميركي يُمكن أن تحبط العملية العسكرية. وأضاف أنه يتمنى أن تُفلح الجهود الأميركية في وقف الهجوم، لتفادي وقوع مأساة جديدة، وسيكون هناك قتلى وجرحى. ولفت إلى أن الوضع الميداني ليس بالسهل، آملا بأن تتكلل الجهود العربية والأوروبية والأميركية بالنجاح وأن تؤتي ثمارها. إدارة غزة بعد الحربونفى الفايز صحة التقارير التي تحدثت مؤخرا عن أن مصر والأردن من الممكن أن يشاركا في إدارة قطاع غزة بعد انتهاء الحرب. وقال: "لا يمكن ذلك. موقفنا واضح، لن نكون طرفاً في هذا. هناك السلطة الفلسطينية. لكن لن نكون طرفاً في هذا الموضوع".(المشهد)