أثارت تصريحات رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، عن الجيش المصري حالة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر وإسرائيل.وقال هاليفي أمام دورة ضباط في مدينة حولون، إن حالة من القلق تعم إسرائيل من "التهديد الأمني من مصر"، وأضاف أنه "لا يشكل تهديدا حاليا، لكن قد يتغير في أي لحظة".وأضاف "لا بد من القول إن مصر تملك جيشا كبيرا، لديه أسلحة وطائرات وغواصات متطورة، وسفن صاروخية، كما يمتلك كمية كبيرة من الدبابات المتطورة والقوات البرية".تصريحات هاليفي ليست هي الأولى من نوعها، فقد سبقها بأيام تصريحات لمندوب تل أبيب في الأمم المتحدة بشأن تسليح الجيش المصري.وحذر مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة، داني دانون، في مطلع الشهر الجاري من نمو قدرات الجيش المصري، في مقابلة له مع وسيلة إعلام إسرائيلية، وهو ما دفع مندوب مصر إلى الإدلاء بتصريحات مماثلة ردًا على ذلك، إذ أشار إلى أن الدول القوية والكبرى مثل مصر يلزمها امتلاك جيوش قوية وقادرة على حماية أمنها القومي.وأوضح مندوب مصر أن الجيوش القوية قادرة على الردع وخلق توازن بين القوى في أنحاء العالم كافة لنمو السلام والاستقرار."استهلاك محلي"وفي هذا السياق، يرى اللواء سمير فرج أن تصريحات هاليفي هي للاستهلاك المحلي الداخلي في إسرائيل، ولإثارة مخاوف الإسرائيليين للاستمرار في دعم ميزانية الجيش الإسرائيلي.وأكد فرج في تصريحات لمنصة "المشهد" أن مصر "لا تنشغل بمثل هذه التصريحات والدعاية، وهي تركز فقط على تطوير جيشها وتسليحه حسب التهديدات والأخطار التي تحيط بها".وقال إن "أي دولة تضع خطتها في التسليح بناء على التهديدات التي تعرض أمنها القومي للخطر، وهذا ما فعلته مصر في خطة تسليح الجيش المصري للسنوات الـ5 المقبلة".وأشار إلى أن إسرائيل هي الأخرى تسعى لتطوير جيشها باستمرار، ولفت إلى أنه بعد انهيار سوريا والعراق لم يبق جيش قوي في المنطقة إلا مصر.وبحسب أحدث تصنيف لموقع "غلوبال فاير باور" للعام 2025، فإن الجيش المصري يحتل المرتبة الـ19 على مستوى العالم ما يجعله الأقوى على مستوى المنطقة العربية وإفريقيا.هذا التصنيف استند إلى مجموعة من المعايير والقدرات التي تمتلكها الجيوش، فالجيش المصري لديه مجموعة من الأسلحة والمعدات المتقدمة والتي تشمل الطائرات والدبابات الحديثة فضلًا عن أنظمة دفاعية متطورة.وفي مجال القوات الجوية، تمتلك مصر مجموعة متنوعة من الطائرات المُقاتلة من بينها طائرات إف 16 الأميركية والرافال الفرنسية، حيث تشير تقارير إلى أن مصر تعتمد بشكل أساسي على طائرات إف 16 عبر 200 طائرة.كما تمتلك القوات الجوية المصرية مجموعة من طائرات الشحن العسكري والطائرات المخصصة لعمليات التدريب، فضلا عن مجموعة متطورة من الطائرات المروحية بما في ذلك مروحيات الأباتشي وطائرات "كي إيه" روسية الصنع والتي تقوم أيضا بأدوار هجومية وقتالية. "خطاب المظلومية"من جانبه، يرى الخبير العسكري اللواء محمد عبد الواحد، هذه التصريحات هي مبالغ فيها إلى درجة كبيرة وتستخدم للداخل الإسرائيلي. وقال: "دائما، المجتمع الإسرائيلي منذ نشأته وهو يتحدث على الأمن القومي الإسرائيلي، ومفهوم الأمن يعني عندهم التوسع في الأراضي، حتى لو كانت أراضي الغير".وأضاف عبد الواحد في حديثه مع "المشهد" أن "إشكالية الأمن تهدده. ويتاجر دائما بأن أمن إسرائيل معرض للخطر. كل حروبه وكل مشاكله مع جيرانه، بسبب أمن إسرائيل. عدم انسحابه من محور فيلادلفيا يبرره بأهمية أمن إسرائيل، وعمل حزام أمني لتأمين إسرائيل". وتابع "الحرب على غزة كلها كانت بسبب أمن إسرائيل وحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وكأن إسرائيل هي العالم كله، ولا نعلم إلى أي حدود".وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي لديه أحدث أسلحة في منطقة الشرق الأوسط وأحدث منظومات دفاع جوي في المنطقة بالكامل، وربما يكون في العالم، مؤكدا أنها تخصص ميزانية ضخمة لتسليح جيشها وخصوصا سلاح الجو والدفاع الجوي.ويرى عبد الواحد أن "هذا الخطاب يأتي في إطار خطاب المظلومية الذي اعتادت إسرائيل على استخدامه في كل مناسبة"، مؤكدا أن مصر لا تهتم بمثل هذه التصريحات.وتابع "كل مرة تشري مصر سلاحا. ينشرون الدعاية ضدها. وأن هذا السلاح يشكل خطورة، على الرغم من أنه يبقى سلاح متواضع وليس بمستوى التكنولوجي للأسلحة التي تشتريها إسرائيل". (المشهد)