تمتلك إسرائيل خطة سرية تهدف إلى إنشاء حكومة عسكرية في غزة وتعزيز العلاقات الإقليمية، وتتطلع إلى إقامة دولة فلسطينية مستقبلية وسلام مع المملكة العربية السعودية، حسبما كشفت صحيفة "جيروزاليم بوست" في تقرير حصري.وبحسب الصحيفة فإنّ المرحلة الأولى من الخطة ترتكز حول تشكيل حكومة عسكرية إسرائيلية شاملة في غزة، للإشراف على المساعدات الإنسانية وتحمّل المسؤولية عن السكان المدنيّين خلال "الفترة الانتقالية".وستشهد المرحلة الثانية من الخطة، تشكيل تحالف عربيّ -دوليّ بحسب الصحيفة، حيث من المقرر أن يكون هذا التحالف جزءًا من اتفاق تطبيع إقليميّ أوسع، يدعم إنشاء "السلطة الفلسطينية الجديدة".وقالت إنّ المسؤولين الذين لا ينتمون إلى حركة "حماس" ولا يرتبطون بشكل مباشر بحرس رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، سوف يرثون حكم غزة من إسرائيل، وتنتهي الإدارة العسكرية. وستحتفظ إسرائيل بالحق في إجراء عمليات أمنية في غزة، على غرار عملياتها في الضفة الغربية، كلما ظهرت احتياجات تشغيلية "لمواجهة الإرهاب أو البنى التحتية الإرهابية".أما المرحلة اللاحقة المشروطة باستقرار غزة ونجاح الكيان الجديد ("السلطة الفلسطينية الجديدة")، فتتطلب إجراء إصلاحات واسعة النطاق في يهودا والسامرة في ما يتعلق بعمل السلطة الفلسطينية، ومحتواها التعليمي، وإدارة الإرهاب، بحسب الصحيفة.المستقبل المحتمل للدولة الفلسطينية وأشار التقرير إلى أنه إذا سارت هذه المرحلة بسلاسة ضمن جدول زمني محدد مسبّقًا مدّته سنتان إلى 4 سنوات، فسوف تعترف إسرائيل بدولة فلسطينية محددة داخل أراضي السلطة الفلسطينية، وتنظر في نقل الأراضي الإضافية التي لا تتطلب الاستيطان إلى تلك الدولة. وهذه الخطة السرية، تقول الصحيفة إنّ من وضعها في إسرائيل "مجموعة من رجال الأعمال"، كما تم مشاركتها أيضًا مع شخصيات رسمية أميركية. وتتماشى المبادرة، التي تمثّل "بالون اختبار لنتانياهو"، مع جهود التسوية الشاملة في الشرق الأوسط التي تقودها الولايات المتحدة، والتي تشمل غزة والسلطة الفلسطينية.وعلى الرغم من أنّ نتانياهو لا يشارك بشكل مباشر في هذه المناقشات، وإنما يفوض مستشاره الموثوق رون ديرمر، إلا أنه يتقدم ويتداول بشكل نشط حول هذه الأفكار، وهو قادر دائمًا على إنكار المشاركة المباشرة من خلال نسبها إلى "رجال الأعمال"، كما تقول الصحيفة.ومن المهم الإشارة إلى أنّ هذه الخطة هي جزء من إستراتيجية إسرائيل الأوسع "لليوم التالي" من الحرب، إلى جانب مبادرات أخرى عدة.تجسيد لأسلوب نتانياهو كما نشر نتانياهو مبعوثين عدة للقيام بمهام موازية، في حين يظل هو نفسه غير ملتزم بأيٍّ منها، بحسب التقرير.ولفتت الصحيفة إلى أنّ مخطط رجال الأعمال هو الخطة الرئيسية التي يدرسها نتانياهو، ولكن من "مسافة آمنة" نموذجية لأسلوبه. على سبيل المثال، في أوائل العقد الماضي، انخرط نتانياهو سرًا في مفاوضات مطوّلة مع محمود عباس من خلال "قناة لندن"، بوساطة المحامي المقرب منه آنذاك إسحق مولكو والممثل الشخصيّ للرئيس الفلسطيني، حسين آغا، بحسب الصحيفة.وأكد نتانياهو للرئيس الأميركيّ الأسبق باراك أوباما، أنه يسير في هذا المسار بموافقته لكنه بقي "على مسافة آمنة". وقد تم دمج هذا النهج لاحقًا في المفاوضات التي قادها وزير الخارجية الأميركية جون كيري مع إسرائيل والسلطة الفلسطينية، والتي تُوّجت باقتراح أميركيّ مفصّل لإقامة دولة فلسطينية، وهو الاقتراح الذي وافقت عليه إسرائيل، في حين لم يرد بشأنه محمود عباس بعد.وقال التقرير إنّ من الضروريّ عدم نسيان أنّ نتانياهو يدرك أنّ وقته محدود في الحكومة، في حين شوّهت أحداث 7 أكتوبر إرثه الحالي، وهي كارثة لم يسبق لها مثيل منذ تأسيس إسرائيل.(ترجمات)