في الآونة الأخيرة، باتت أنظار العالم تتجه نحو مستقبل حرب غزة في أعقاب توقف العمليات العسكرية في لبنان، والمعروفة بجبهة الإسناد.وصباح اليوم الأربعاء، دخل اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان بين إسرائيل و"حزب الله" حيّز التنفيذ. وأمس الثلاثاء، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، إنه مستعد لتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان لكنه سيرد بقوة على أي انتهاك من جانب "حزب الله". وأضاف أن وقف إطلاق النار سيسمح لإسرائيل بالتركيز على التهديد الإيراني وسيمنح الجيش فرصة لنيل قسط من الراحة وإعادة استكمال إمداداته، وعزل حركة "حماس". وأكد نتانياهو أنه بالتنسيق الكامل مع الولايات المتحدة، فإن إسرائيل تحتفظ بحرية العمل العسكري الكاملة. وقال إنه إذا انتهك "حزب الله" الاتفاق أو حاول إعادة التسلح، فسوف نضربه بحزم. مع انتهاء العمليات في لبنان، قد تكون غزة محط الأنظار مجددا، حيث يُحتمل أن تتزايد الضغوط العسكرية والسياسية على الفصائل الفلسطينية. من جهة أخرى، فإن التغيرات في موازين القوى الإقليمية والدولية قد تؤثر بشكل كبير على إستراتيجيات الأطراف المتصارعة. تفتيت "وحدة الساحات" وفيما يخص مستقبل الحرب في غزة بعد توقف ما يُسمّى بـ"جبهة الإسناد" في لبنان، قال المحلل السياسي ورئيس الجمعية الأردنية للعلوم السياسية الدكتور خالد شنيكات، إنه من الواضح أن الضغط سيزداد على حركة "حماس". وأضاف أن "حزب الله" لم يدخل الحرب فعليا، إلا منذ فترة وجيزة، وليس منذ عام 2023 "وبالتالي فإنه بالنسبة لغزة والفصائل الفلسطينية لم يتغير الوضع كثيرا لأنهم بقوا يقاتلون وحدهم لمدة عام تقريبا". وأوضح شنيكات في حديثه لمنصة "المشهد" أن وقف إطلاق النار في لبنان "سيشكل ضغطا على ‘حماس’، وغزة فعليا خصوصا في هذه المرحلة على الأقل تُركت وحيدة لتواجه مصيرها في ظل الوضع الراهن". وشدد على أن "محور المقاومة" يواجه "معضلة أخلاقية"، وهي أنه دعا لما يسمى "وحدة الساحات"، لكن بخروج "حزب الله" لن يتم الحديث عن هذا المصطلح لاحقا.وبين شنيكات أن كل جبهة "أخذت مصيرها بيدها"، في ظل أن إسرائيل استطاعت ان تحقق نجاحا في هذه النقطة. وقال "يبدو أن غياب حسن نصر الله قد ترك فراغا في الحزب، حيث لم تعد قيادته قادرة على مقارعة إسرائيل كما كان يتحدث الأمين العام السابق". وأشار إلى أن المعادلة وحتى قبل دخول "حزب الله" بشكل رسمي في الحرب على إسرائيل، كانت الولايات المتحدة ودول غربية وحتى إسرائيل قدمت له حوافز من أجل أن لا يدخل الحرب ويترك "جبهة الإسناد". وأضاف "أصر ‘حزب الله’ على ما يسمى بوحدة الساحات"، حيث كشفت الحرب أن إسرائيل تمكّنت من "تفكيك دول محور المقاومة على الأقل فيما يتعلق بالجبهة اللبنانية". وشدد على أن الجبهة اللبنانية مختلفة عن جبهة العراق التي ضعُفت حيث "لم نعد نسمع عن هجماتها إلا نادرا، على الأقل منذ فترة ليست بالقصيرة وربما تشتعل الأوضاع مرة أخرى". ضغوط على "حماس" وإسرائيل إلى ذلك، قال المحلل السياسي من رام الله جهاد حرب، إن وقف إطلاق النار في لبنان قد يساعد أو قد يشكل ضغطا على الطرفين "حماس" وإسرائيل وخصوصا نتانياهو للوصول إلى اتفاق يتعلق بوقف إطلاق النار في قطاع غزة. وأضاف حرب في تصريحات لمنصة "المشهد" أنه سيكون هناك ضغط داخلي على حركة "حماس" بعد 14 شهرا من الحرب والظروف الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. وتابع "في ذات الوقت سيكون هناك ضغط على رئيس الحكومة الإسرائيلية الذي وقّع اتفاقا مع لبنان على الرغم من عدم وجود أسرى إسرائيليين". وقال حرب "سيكون هناك ضغط من المجتمع الإسرائيلي على الحكومة الإسرائيلية لاستعادة الأسرى من قطاع غزة". وأضاف "إن كانت هناك أثمان باهظة كما يقول الإسرائيليون كي تنتهي هذه الحرب وربما في المستقبل تعود بشكل من الأشكال خلال السنوات القادمة لأن المشكلة الرئيسية التي دفعت للوصول إلى 7 أكتوبر مستمرة، وهي بقاء الاحتلال الإسرائيلي وسياساته المتعلقة بضم الأراضي الفلسطينية أو ما يسمى بالتوسع الاستعماري لإسرائيل في أراضي فلسطين". وأكد حرب أن "هذه ستبقى الحلقة المركزية لنشوب العديد من المعارك في مراحل قادمة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بغض النظر عن جبهات الإسناد".(المشهد)