ورقة الأسرى.. هل تنجح "حماس" في إجبار إسرائيل على وقف الحرب؟

محللون: تل أبيب أمام معضلة بسبب الأسرى في غزة (أ ف ب)
محللون: تل أبيب أمام معضلة بسبب الأسرى في غزة (أ ف ب)
verticalLine
fontSize
هايلايت
  • إسرائيل قدمت مقترحا جديدا لا يلزمها بإنهاء الحرب في غزة.
  • "حماس" ترغب في الوصول لاتفاق ينهي الحرب في القطاع.
  • مصادر: "حماس" تستعد لاستئناف القتال في غزة.

يتصاعد القلق من اندلاع القتال مُجددًا في قطاع غزة المحاصر، وذلك بعد انتهاء المرحلة الأولى من الاتفاق أمس الأحد من دون الوصول لاتفاق حول المرحلة الثانية من هدنة غزة.

إسرائيل ترفض الدخول في مفاوضات المرحلة الثانية، وقامت بتقديم مقترح جديد تمامًا رفضته حركة "حماس" بالفعل، ومع ترنّح وقف إطلاق النار، تسعى "حماس" وإسرائيل إلى مسارين، أحدهما دبلوماسي والآخر عسكري، وفق صحيفة "نيويورك تايمز".

على الجبهة الدبلوماسية، تصرّ "حماس" على تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق الأصلي، الذي يدعو إلى إنهاء الحرب، والانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة، وإطلاق سراح المزيد من الأسرى والسجناء.

ولكن إسرائيل قدمت اقتراحًا جديدًا لتمديد وقف إطلاق النار الحالي لمدة 7 أسابيع، وخلال هذه الفترة سوف تكون "حماس" ملزمة بإطلاق سراح نصف الأسرى الأحياء المتبقين فضلًا عن رفات نصف المتوفين.

في يوم الأحد، عزا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الاقتراح إلى عمل مبعوث الرئيس ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف.

لأسابيع، كانت إسرائيل ترسل إشارات تفيد بأنها غير مهتمة بالمضي قدمًا في المرحلة الثانية من الاتفاق. وفي حين وافق الجانبان على المرحلة الثانية من حيث المبدأ، إلا أنهما لم يتوصلا إلى التفاصيل مطلقًا وتوصلا إلى رؤى متضاربة.

ويبدو أنّ الاقتراح الجديد، كما وصفه نتانياهو يوم الأحد، محاولة لاستبدال اتفاق وقف إطلاق النار بشروط من شأنها أن تمكّن إسرائيل من إعادة الأسرى من دون الالتزام بإنهاء الحرب.

ولكنّ المحللين قالوا إنّ الاقتراح ربما يكون محاولة لزعزعة محادثات وقف إطلاق النار بطريقة تكسر الجمود بين إسرائيل و"حماس"، موقتًا على الأقل.

أوراق ضغط

وقالت المحللة في منتدى السياسة الإسرائيلية، شيرا إيفرون، "إنّ هذا ليس ممكنًا حقًا، ولكنه عرض افتتاحي. وقد يجبر على إجراء مناقشة تربط بين مواقف الجانبين لتمديد وقف إطلاق النار لبضعة أسابيع أو أكثر".

في المرحلة الأولى من الصفقة المكونة من 3 مراحل والتي تم الاتفاق عليها في يناير، أطلقت "حماس" سراح 25 أسيرًا إسرائيليًا وسلمت جثث 8 آخرين في مقابل أكثر من 1500 فلسطيني مسجونين لدى إسرائيل. ولكن من دون المزيد من عمليات تبادل الأسرى والسجناء المخطط لها، فإنّ إسرائيل ستكون لديها حوافز أقل للحفاظ على الهدنة.

وتعتبر "حماس" فكرة التخلي الفوري عن نصف الأسرى فكرة غير قابلة للتنفيذ، لكنها قد تفكر في تبادل عدد صغير من الأسرى أو الجثث مقابل سجناء فلسطينيين، حتى من دون الالتزام بإنهاء الحرب، كما قال المحللون. إنّ الأسرى يمثلون أقوى وسيلة ضغط تمتلكها "حماس"، وفي كل مرة تستبدل فيها أسيرًا إسرائيليًا بأسرى فلسطينيين، تضعف قدرتها التفاوضية.

وقد اعترف مسؤولان إسرائيليان، بأنّ "حماس" ربما تكون على استعداد للتخلي عن عدد صغير فقط من الأسرى، أو رفاتهم، من دون ضمانات بنهاية الحرب.

وقال المسؤولان إنّ هذه الديناميكية قد تجعل إسرائيل في نهاية المطاف تختار بين إعادة بدء الحرب لإسقاط "حماس" أو إنقاذ الأسرى الذين يُعتقد أنهم ما زالوا على قيد الحياة.

وقال ياكوف أميدرور، وهو لواء متقاعد عمل مستشارًا للأمن القومي لنتانياهو: "تقف إسرائيل على أعتاب معضلة".

الاستعداد للحرب

ورغم إرسال كل من إسرائيل و"حماس" مفاوضين للتحدث مع وسطاء مصريين وقطريين. ولكن حتى مع استمرار المناقشات الدبلوماسية، يستعد الجانبان لاحتمال العودة إلى الحرب.

قامت "حماس" بجمع القنابل غير المنفجرة في جميع أنحاء غزة وإعادة استخدام المتفجرات وحالاتها المعدنية كأجهزة متفجرة بدائية، وفقًا لأحد أعضاء كتائب القسام، الجناح العسكري لـ"حماس".

وأشار المصدر إلى أنّ الحركة كانت تجند أعضاء جددًا وتحل محل القادة الذين قُتلوا في الحرب.

وفقًا لمسؤولين إسرائيليين، استعدت إسرائيل على نطاق واسع لحملة جديدة ومكثفة في غزة. وقالوا إنّ أيّ عمليات جديدة ستشمل استهداف مسؤولي "حماس" الذين يستنزفون إمدادات المساعدات المخصصة للمدنيين، فضلًا عن تدمير المباني والبنية الأساسية التي تستخدمها الحكومة المدنية التي تديرها "حماس".

(ترجمات)

تعليقات
سجّل دخولك وشاركنا رأيك في الأخبار والمقالات عبر قسم التعليقات.