تتجه الأنظار في الـ28 من الشهر الجاري، صوب العاصمة الروسية موسكو، حيث الاجتماع المرتقب لعدد من الفصائل الفلسطينية المختلفة، بما فيها حركة "حماس" و"الجهاد الاسلامي"، وحركة "فتح" لإجراء محادثات مهمّة بناءً على دعوة موجهة من وزارة الخارجية الروسية، حسبما أعلن رئيس الوزراء الفلسطينيّ محمد اشتية، خلال كلمة له أمام مؤتمر ميونخ للأمن قبل نحو أسبوع، أنّ روسيا دعت جميع الفصائل الفلسطينية للاجتماع في 26 من الشهر الجاري في موسكو، وسنرى ما إذا كانت "حماس" مستعدة للنزول معنا على الأرض.وأضاف أشتيه، "نحن مستعدون للتعامل إذا لم تكن (حماس) مستعدة، فهذه قصة مختلفة نحن بحاجة إلى الوحدة الفلسطينية"، موضحًا "أنه حتى تصبح (حماس) جزءًا من هذه الوحدة، يتعين عليها أن تفي بشروط مسبّقة معينة".وفي هذا السياق، أعلن نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف محادثات بين عدد من الفصائل الفلسطينية المختلفة، اعتبارًا من الـ 28 من فبراير الجاري في موسكو، وخصوصا مع حركتَي "الجهاد" و"حماس" اللتين تعتبرهما إسرائيل والغرب منظّمتين إرهابيّتين، موضحًا أنّ المناقشات ستمتد حتى الأول أو الثاني من مارس المقبل.وأوضح المسؤول الذي يشغل أيضًا منصب مبعوث الكرملين الخاص لمنطقة الشرق الأوسط أنه تمت دعوة جميع ممثلي الفلسطينيّين وجميع القوى السياسية التي لديها ممثلون في مختلف البلدان، بما في ذلك سوريا ولبنان، وحركة "فتح" ممثلة في رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.توقيت مهمويأتي الاجتماع المرتقب الفصائل الفلسطينية في موسكو، في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة للشهر الـ5 على التوالي، والتي راح ضحيتها الآلاف من المدنيّين ووسط تفاقم للأوضاع الإنسانية، لذلك يقول القياديّ بحركة فتح ياسر أبو سيدو، إنّ "دعوة روسيا من أجل عقد مصالحة فلسطينية شاملة قريبة، في ظل التحديات التي تواجه القضية خطوة مهمة، ومن الواجب في الوقت الراهن ترتيب البيت الفلسطينيّ الداخليّ الذي ما يزال يعاني العديد من الانقسامات، التي بكل تأكيد لا تصبّ في صالح القضية الفلسطينية"، واعتبر أنّ من المهم توحيد الشعب الفلسطيني ّمن خلال الحوار على خلفية ما تتعرض له القضية الفلسطينية من مؤامرات لتصفيتها.وتتمتع روسيا بعلاقات جيدة مع جميع الأطراف الفاعلة في فلسطين، وتلعب دورًا مهمًا تجاه القضية الفلسطينية، وتجلّى ذلك في استضافتها للعديد من وفود الفصائل الفلسطينية المختلفة، والتي كان آخرها استضافة وفد من حركة "حماس" عقب أيام قليلة من عملية "طوفان الأقصى"، السبب الرئيسيّ في الصراع الدائر في قطاع غزة الآن، الأمر الذي أحدث غضبًا عارمًا في الأوساط الإسرائيلية.ومن هنا يرى القياديّ بحركة فتح في حديثه لمنصة "المشهد"، أنّ روسيا تشكل قوة أساسية في النظام الدولي، ودورها الداعم للقضية الفلسطينية مرحب به بشكل دائم ومحل تقدير للكلّ الفلسطيني، مشيرًا إلى أنّ روسيا تملك تأثيرًا كبيرًا على مختلف الفصائل الفلسطينية، وأعرب عن أمله في أن يُفضي الحوار في روسيا لتحقيق وحدة وطنية تتجاوز كل الأزمات الداخلية من أجل مواجهة إسرائيل.وكانت مصر قد استضافت في مدينة العلمين في يوليو من العام الماضي، اجتماعات للأمناء العامّين للفصائل الفلسطينية، وتمخضت هذه الاجتماعات عن تشكيل لجنة بهدف إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة، إضافة إلى بحث دخول مختلف الفصائل خصوصًا حركة "حماس" في منظمة التحرير الفلسطينية.ويقول أبو سيدو، إنّ وفد حركة "فتح" سيعرض في اجتماع موسكو استئناف الحوار الوطنيّ الفلسطيني، من النقطة التي توقف فيها خلال الاجتماع الذي عُقد بمدينة العلمين المصرية العام الماضي، موضحًا أنّ الحرب الدائرة الآن فرضت تحديات جديدة، ومنها ضرورة الاتفاق على حكومة فلسطينية من الكفاءات، لتتولى إدارة قطاع غزة وإعادة إعمار ما دمرته الحرب في القطاع، وإغاثة الفلسطينيّين الذين شردتهم الحرب ودمرت بيوتهم وممتلكاتهم.هل اقترب موعد تشكيل حكومة جديدة؟وفي ما يتعلق بالأخبار المتداولة في الساعات الأخيرة عن قرب تشكيل حكومة فلسطينية جديدة من التكنوقراط خلال الأيام القليلة المقبلة، أوضحت القيادية بالتحالف العام للمرأة الفلسطينية وسام الريس في حديثها مع "المشهد"، أنّ الأولوية الآن هي لوقف آلة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والعمل على إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية كافة التي يحتاجها السكان هناك، وأكدت في الوقت ذاته، أنّ تشكيل حكومة جديدة يعدّ بمثابة المنفذ للقضية الفلسطينية برمّتها.وذهبت وسام إلى القول بأنّ فكرة تشكيل حكومة تكنوقراط تم طرحها منذ فترة لإعادة ترتيب البيت الفلسطينيّ بشكل كامل، مؤكدة أنّ الحكومة الجديدة لن يكون لها تأثير فعليّ على الأرض، إلا بالاتفاق بين جميع الفصائل وعلى رأسهم "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، مشيرة إلى أنّ أبرز مهامّ تلك الحكومة، سيتمثّل في الآتي:إعادة دمج مؤسسات غزة مع الضفة الغربية بعد أن تنتهي الحرب.الإعداد لانتخابات تشريعية ورئاسية بشكل كامل.الإشراف على بعض الرواتب لموظفي السلطة الفلسطينية في الضفة وغزة.ورأت وسام أنّ شكل الحكومة سيتحدد وفقًا لما ستؤول إليه الأوضاع عقب الحرب، خصوصًا قدرة حركة "حماس" التي تسيطر على القطاع، من إدارة شؤونه كما كان الحال منذ عام 2007، مطالبة بأن تكون الحكومة المقبلة مشكّلة من وزراء مهنيّين بعيدًا على الحزبية، لتكون قادرة على إعادة إعمار قطاع غزة بعيدًا عن التجاذبات الحزبية، إضافة إلى قدرتها على عودة الحياة إلى طبيعتها مرة أخرى للقطاع.(المشهد)