منذ نكبة 1948، لم تتوقف إسرائيل عن محاولة تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، وبين الحين والآخر، تتجدد هذه الفكرة عبر تصريحات وخطط رسمية، سواء إسرائيلية أو أميركية، كان آخرها اقتراح الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب نقل سكان قطاع غزة إلى مصر والأردن.تاريخ تهجير الفلسطينيين من غزة شهد الفلسطينيون أولى موجات التهجير القسري عند إعلان قيام إسرائيل عام 1948، ما دفع ما يقرب من 3 أرباع مليون فلسطيني للجوء خارج أراضيهم. وللاستجابة لهذه الكارثة الإنسانية، تأسست وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) عام 1949. في عام 2018، وخلال ولاية ترامب الأولى، طُرحت خطة "صفقة القرن"، التي تضمنت أفكارا لتهجير الفلسطينيين، إلا أنها قوبلت برفض عربي واسع، خصوصا من الأردن ومصر. وأعلن الملك عبدالله الثاني آنذاك رفض فكرة "الوطن البديل" والتوطين، مؤكداً أن فلسطين والقدس "خط أحمر". عودة فكرة تهجير الفلسطينيين من غزة في أعقاب اندلاع حرب غزة في أكتوبر 2023، عادت إسرائيل لإحياء فكرة التهجير القسري. ونشر معهد "مسجاف" الإسرائيلي ورقة تدعو إلى نقل الفلسطينيين إلى مصر، فيما دعا وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش إلى "الهجرة الطوعية" للفلسطينيين. وفي 2024، طرح ترامب مبادرة جديدة لمصر والأردن لاستقبال اللاجئين الفلسطينيين، واصفا غزة بأنها "مكان مدمر". وبينما قوبلت هذه المبادرة بترحيب من اليمين الإسرائيلي، رفضتها مصر والأردن بشدة. الموقف العربي تجاه تهجير الفلسطينيين من غزةحذرت جامعة الدول العربية من خطورة تهجير الفلسطينيين من غزة، مؤكدة أن ذلك يرقى إلى مستوى "التطهير العرقي"، ودعت إلى تسوية القضية الفلسطينية عبر تنفيذ حل الدولتين، بما يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. بدورها، أعلنت مصر رفضها القاطع لأي محاولات تجاه تهجير الفلسطينيين من غزة، مؤكدة أن ذلك يهدد استقرار المنطقة ويقوض فرص السلام. كما شددت على ضرورة تنفيذ حل الدولتين لضمان حقوق الشعب الفلسطيني.أما الأردن، فقد جدد وزير الخارجية أيمن الصفدي رفض بلاده تهجير الفلسطينيين من غزة، مؤكدا أن "الأردن للأردنيين وفلسطين للفلسطينيين". وحذر الصفدي من أن أي محاولة تهجير ستُعتبر "إعلان حرب"، مشدداً على ضرورة تثبيت الفلسطينيين على أرضهم والعمل على تحقيق السلام العادل.مع الجهود المبذولة لتهدئة الأوضاع في غزة وإعادة الإعمار، يقود الأردن ومصر، بدعم دولي، مبادرات تهدف إلى استعادة الحقوق الفلسطينية وتحقيق الاستقرار في المنطقة. وتبقى قضية تهجير الفلسطينيين خطا أحمر لا يمكن تجاوزه، مع استمرار الرفض العربي والدولي لأي محاولات تمس بحقوق الشعب الفلسطيني التاريخية. (وكالات)