بعد أخذ وردّ وتخمينات وتكذيبات، وصمت دام أسبوعين، أعلن الجيش الإسرائيليّ الثلاثاء، مقتل مروان عيسى القياديّ في "كتائب القسام"، الجناح العسكريّ لحركة "حماس"، وأحد أبرز الأسماء المطلوبة لإسرائيل. ومساء الثلاثاء قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيليّ دانيال هاغاري، إنّ قوات بلده اغتالت عيسى في قصف مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، وذلك بعد أيام من الإعلان الأميركي. فمن هو مروان عيسى الرجل الذي يُعتبر قتله انجازًا لإسرائيل في حربها ضد "حماس"؟من هو مروان عيسى؟في 11 من شهر مارس استهدفت غارة إسرائيلية مبنًى سكنيًا في مخيم النصيرات وسط غزة، علّق المتحدث باسم الجيش الإسرائيليّ على تلك الغارة، مؤكدًا أنها نُفّذت بعد معلومات استخباراتية عن وجود مروان عيسى في المكان.مروان عيسى 58 عامًا هو نائب قائد الجناح العسكريّ لحركة "حماس" محمد الضيف، والرجل الثالث بالحركة، يُعتبر من أهمّ قيادييها المطلوبين لدى إسرائيل، حتى قبل بداية الحرب في غزة في أكتوبر الماضي.تسميه إسرائيل "رجل الظل" بسبب قدرته على التواري والاختفاء عن أعين الإسرائيليّين الذين ظلوا يلاحقونه طيلة سنوات طويلة، وتملك صورة يتيمة له يُعتقد أنها التُقطت قبل سنوات طويلة.في هيكلية كتائب القسام، يعدّ مروان عيسى الرجل الثاني بعد محمد ضيف، وتقول إسرائيل إنه أحد المخططين لهجمات 7 أكتوبر الماضي، بعد أن تم الكشف عن وثائق على صلة بالهجوم تحمل توقيع "أبو البراء" وهو لقبه الحركي.وُلد عيسى في غزة عام 1965، لعائلة هُجّرت من قرية بيت طيما قرب عسقلان عام 1948.وفي فترة شبابه كان عيسى رياضيًا مولعًا بكرة القدم، وقد نشط في فريق نادي خدمات البريج لكرة السلة، وكان أحد أبرز لاعبيه. اعتقله إسرائيل خلال الانتفاضة الأولى عام 1987 لمدة 5 سنوات، كما قضى 4 سنوات في سجون السلطة الفلسطينية، وأُفرج عنه مع اندلاع الانتفاضة الثانية في 2000.صنّفته وزارة الخارجية الأميركية كإرهابيّ لدوره في "حماس" سنة 2019.ساهم عيسى في وضع هيكلة كتائب عز الدين القسام، وتقلّد منذ التحاقه بها في فترة التأسيس، مناصب متعددة إلى أن صار رجلها الثاني.لا يقف دور عيسى عند المهامّ العسكرية، فهو رجل الصلة بين الجناح العسكريّ لـ"حماس" والجناح السياسي، وفي عام 2009 انتُخب عضوًا بالمكتب السياسيّ للحركة.لاحقت إسرائيل مروان عيسى على امتداد سنوات طويلة، وتقول إنه متورّط في قضية اختطاف الجنديّ جلعاد شاليط، لكنها لم تنجح في اغتياله في مناسبات عديدة، رغم أنها قصفت منزله في أكثر من مرة، لذلك يُعتبر اعلانها اليوم مقتله الذي لم تعلق عليه حركة "حماس"، انجازًا كبيرًا لها بعد سنوات من الترصّد والملاحقة.(المشهد)