انتشر عناصر من الجيش اللبناني ومسعفون الأربعاء في شارع مكتظ بالضاحية الجنوبية لبيروت، أمام مبنى متضرر استهدفته الضربة المنسوبة إلى إسرائيل التي أودت بحياة قيادي في "حماس"، وفاجأت السكان الذين لم يعلموا بوجود مكتب للحركة الفلسطينية.وقُتل نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" صالح العاروري، مع 6 أشخاص آخرين بينهم قياديان في جناحها العسكري، في الضربة التي يُرجّح أنها من طائرة مسيّرة، وأدت إلى تدمير طابقين بالكامل من المبنى المتواضع. وتُعدّ الضاحية الجنوبية معقلا لـ"حزب الله" اللبناني الحليف لطهران، والذي تربطه علاقة وثيقة بـ"حماس". وصباح الأربعاء، كان الجيش اللبناني يفرض طوقا أمنيا في منطقة الانفجار، بينما سجّل تواجد كثيف لعناصر من الحزب بزيّهم الأسود. وقال مسؤول من "حزب الله" في المكان رفض الكشف عن اسمه إن "3 ضربات من مسيّرات إسرائيلية استهدفت المبنى"، مؤكدا سقوط 7 قتلى. في أرض خلاء قبالة المبنى حيث سيارة متفحّمة وسيارات أخرى تضرّرت بشكل كبير، كان مسعفون من الهيئة الصحية الإسلامية التابعة للحزب يجمعون الحطام ويبحثون عن أشلاء بشرية. وقال أحمد (40 عاما)، وهو موظف في متجر حلويات مجاور رفض إعطاء اسمه الكامل: "سمعت 3 انفجارات، اعتقدت في بادئ الأمر أنه رعد". وأضاف: "لم يكن أحد يعلم بوجود مكتب لحماس هنا". وتحيط بالمبنى متاجر ومبانٍ سكنية وعيادات، وبحسب الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية، كان يستضيف لدى وقوع الضربة، اجتماعا لتنظيمات فلسطينية. "حرب إبادة"من جهته، قال الإعلامي محمد برجي (46 عاما): "كنت عند طبيب الأسنان على بعد أمتار"، مندّدا بعملية "اغتيال في وسط منطقة سكنية". وذكر بأنه في الضاحية الجنوبية "هناك مجمعات تم استهدافها خلال حرب يوليو عام 2006" مع إسرائيل، مضيفا "الضاحية الجنوبية هي نبض المقاومة". وأشار إلى أن الضاحية "تعرضت آنذاك لحرب إبادة مثلما يحصل في غزة الآن". ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل و"حماس" بقطاع غزة في 7 أكتوبر الماضي، تشهد الحدود اللبنانية-الإسرائيلية تبادلا يوميا للقصف بين "حزب الله" والجيش الإسرائيلي. وأسفر ذلك عن مقتل 165 شخصا على الأقل في الجانب اللبناني، بينهم 120 عنصرا من الحزب. وقال قائد شرطة اتحاد بلديات الضاحية النقيب علي فران لفرانس برس: "نحن لسنا ساحة حرب هنا، ساحة الحرب هي على الحدود". وأضاف: "نحن اختبرنا إسرائيل في 2006 حين دمرت الضاحية الجنوبية"، قائلا "الآن ننتظر منها الأسوأ، لأنها معتادة على هذه الأمور. ما نراه في غزة، قد نراه في لبنان، في الضاحية". وكان العاروري الذي ساهم في تأسيس "كتائب عز الدين القسام" الجناح العسكري لـ"حماس"، في الضفة الغربية بين عامي 1991 و1992، التقى نصر الله في 25 أكتوبر. ويقطن في الضاحية الجنوبية ذات الغالبية الشيعية نحو 800 ألف نسمة، وفق فران. "اعتداء خطير على لبنان"ومنذ اندلاع الحرب في قطاع غزة، يعقد أسامة حمدان، أحد أبرز مسؤولي الحركة الفلسطينية، مؤتمرات صحافية شبه يومية في قاعة على أطراف الضاحية. يقيم قياديون عدة من "حماس" في المنفى واستقروا في لبنان بحماية من "حزب الله". كما أقام في الضاحية الجنوبية ممثلون لـ"الحوثيين" اليمنيين المدعومين من إيران. وإثر الضربة اعتبر "حزب الله" أن "جريمة اغتيال الشيخ صالح العاروري.. اعتداءً خطيرًا على لبنان وشعبه وأمنه وسيادته ومقاومته"، مشددا على أنّها "لن تمرّ أبدًا من دون رد وعقاب". واعتبر رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، قصف إسرائيل مكتب "حماس "توريطاً" للبنان في الحرب، وطلب من وزير الخارجية عبدالله بو حبيب تقديم شكوى إلى مجلس الأمن الدولي. (أ ف ب)