جاهزية "حزب الله" من عدمها لخوض الحرب في أي وقت مع إسرائيل باتت الحديث الشاغل في تل أبيب بعد استخدام الحزب أسلحة جديدة منذ الثامن من أكتوبر الماضي.آخر هذه الأسلحة استخدام "حزب الله" للمره الأولى صواريخ "فلق 2"، لضرب مركز قيادة عسكري في شمال إسرائيل، ما يجعل التصعيد في أوج وضوحه.كما أن إعلان "حزب الله" استهداف أكثر من 20 موقعا إسرائيليا خلال يومين فقط، منه في الجولان والجليل الأعلى، ردت عليه إسرائيل بقصف مماثل، أشعل الحرائق في الأراضي اللبنانية الحدودية، فضلا عن استمرارها بتنفيذ مسلسل الاغتيالات والاستهداف لتصفية قادة وناشطين في الحزب داخل لبنان."حزب الله" وإسرائيل وبعد تصريحات لمسؤول في الحزب بأن الحرب المقبلة مع إسرائيل لن تكون إلا حرب النهاية وفق تعبيره، نشرت القناة الثانية الإسرائيلية تقريرا أشارت فيه إلى أن التشكيلات المهمة للحزب لم تتضرر حتى الآن، رغم الرشقات المتقطعة بين الجانبين. كما ذكر التقرير، أنه حتى لو تم التوصل إلى اتفاق مع "حزب الله"، فلن يؤدي ذلك إلا لتأجيل الحرب على أقصى تقدير خلال عامين أي حتى نهاية 2026، ما ينذر باحتمالية حرب استنزاف طويلة.وفي هذا الشأن، قال العميد والخبير العسكري والإستراتيجي خليل الحلو لقناة "المشهد": الحرب بدأت فعليا بين الطرفين منذ 8 أكتوبر، ويمكن وصفها بأنها حرب استنزاف كلفت لبنان الكثير، فهناك أكثر من 65 قرية في جنوب لبنان متضررة، بنسب تتراوح بين 30% و70%، وهناك خسائر لـ"حزب الله" بأكثر من 320 مقاتلا، منهم من الكوادر".وتابع الحلو قائلا: "إسرائيل هي التي تقوم بعمليات في الداخل اللبناني سواء من خلال قصف جوي لمراكز أو لأنفاق أو لمراكز قيادة أو منشآت أو أيضا إغتيالات، "وحزب الله" يرد، وإسرائيل تقوم بذلك لعدم إعطاء الحزب الفرصة لاختيار الأهداف، ورغم ذلك كثف الحزب من استهدافه للمراكز العسكرية في إسرائيل وهو يركز على 3 قرى إسرائيلية".صاروخ "فلق 2" ليس سلاحا جديداوأضاف الحلو: "صاروخ فلق 2 الذي استخدمه الحزب ليس سلاحا جديدا ومتطورا، بل هو صاروخ يحمل رأسا متفجرا يزن 150 كغ، ويطلق كل صاروخ على حدة من آليات متحركة، لذلك يصعب إستهدافه لأن الآلية ترمي وتنسحب فورا، من هنا يمكن القول أننا في قلب التصعيد".وقال الحلو: على المستوى الإستراتيجي الولايات المتحدة لا تريد حربا بين إسرائيل و"حزب الله"، وهي تضغط كثيرا على إسرائيل لعدم القيام بذلك منذ الأيام الأولى للحرب.لا يترك الأميركيون مناسبة إلا ويذكرون الإسرائيليين بعدم الخوض في حرب موسعة في لبنان، لأنهم لا يريدون أن يتورطوا بحرب مباشرة مع حليف "حزب الله" إيران، كما أن إيران لا تريد أن تضحي بـ"حزب الله" في حرب في لبنان.لا يريد الحزب توسيع النزاع لأنه حتى الآن لم يستعمل نوعين من الأسلحة، وهي الصواريخ أرض بحر ضد منصات الغاز والنفط على الشواطئ الإسرائيلية، وكذلك لم يستعملوا الصواريخ الدقيقة التي هددوا إسرائيل بها منذ عام 2018، مما يعني أن "حزب الله" يقول لإسرائيل لا أريد توسيع الحرب.إسرائيل تريد توسيع الحربوأكد الحلو أن الذي يرغب بتوسيع الحرب هو الجانب الإسرائيلي، وإذا وقعت حرب شاملة ستكون نتيجتها تصعيدا عسكريا واسع النطاق من الجانب الاسرائيلي، خصوصا إذا أصاب "حزب الله" هدفا استراتيجيا في إسرائيل، أو تعمدت إسرائيل ارتكاب أي خطأ قد يستدرج الحزب إلى الحرب".وتابع الحلو: "إسرائيل تحشد على حدودنا الجنوبية 4 فرق عسكرية، كل فرقة مؤلفة من 6 ألوية، عدا ألوية المساندة، وهذه القوة الكبيرة كافية لعمل بري واسع في الداخل اللبناني، كما أن إسرائيل تقوم بإحراق الأحراج اللبنانية في محاولة كشف مداخل الأنفاق التي يستعملها "حزب الله" للرماية على إسرائيل، وتستعمل الطيران الحربي على علو منخفض في محاولة لكشف مكان الصواريخ المضادة للطائرات للحزب، كما أن رمي الحزب لصاروخ مضاد للطائرات على طائره أف 16 إسرائيلية قد يؤدي إلى حرب واسعة في حال لم تعد تستطيع أميركا لجم إسرائيل والضغط عليها".(المشهد)