دأب مركز "ألما" للبحوث والدراسات الإسرائيلي، والذي يتخذ من الجليل موقعاً له، عبر الأعوام الماضية، الكشف عن ما يزعم أنها مواقع عسكرية لـ"حزب الله" في لبنان، وآخر منشوراته فيديو يظهر وجود أنفاق ومخازن أسلحة لـ"حزب الله" في قضاء جبيل (شمال بيروت) على طريق تربط حدث بعلبك في البقاع حيث تقع مناطق نفوذ "حزب الله"، بالبحر الأبيض المتوسط مرورا بجرد العاقورة. ويجدد المركز في كل تقريرٍ جديد ينشره في موقعه الإلكتروني التأكيد أن معلوماته مستقاة من الاستخبارات الإسرائيلية، ولها أهدافٌ واضحة ومحددة لإثبات قدرة إسرائيل في الاختراق والحصول على معلوماتٍ دقيقة.فما صحّة الفيديو الذي نشره المركز؟ وكيف علّق المعنيون في قضاء جبيل اللبناني؟على "حزب الله" أن يصارح اللبنانيينعضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب زياد الحواط، دعا عبر منصة "المشهد"، "حزب الله"، إلى أن يؤكد أو ينفي صحة المعلومات المتداولة في الفيديو، معتبراً أن هذا الموضوع بعهدته وعليه أن يشرح للمجتمع الجبيلي أولاً، واللبناني ثانياً إمكان وجود أنفاق ومخازن أسلحة في منطقة مأهولة بالسكان، وهي قرى بعيدة كل البعد من جبهات القتال مع الإسرائيليين". وسأل الحواط: "ما مبرر وضع هذه الأسلحة؟!". واعتبر الحواط أنه على الأجهزة الأمينة أن تتحرّك وأن تتحقّق ويكون الفيديو بمثابة إخبار لديها، وحول صحة ما ورد فيه أم لا، أشار إلى أنه يطالب منذ البداية "بتطبيق الدستور واحترامه والبدء بالبحث الجدي بإستراتيجية دفاعية حقيقية لمعالجة هذا السلاح الذي أصبح يشكّل عائقاً كبيراً أمام قيام الدولة وأمام الاستقرار وتثبيت الجمهورية، وهذا السلاح يخطف لبنان ويأخذه إلى محور لا يشبه الشعب اللبناني وهو يشكل كارثة ومصيبة على الشعب".وتابع الحواط: "هذا السلاح أخذ لبنان رهينة لمشروع ولاية الفقيه، وأتى بالويلات على الشعب اللبناني، يأخذ قرار الحرب والسلم، يحدد من هو صديق لبنان ومن هو حليفه ومن هو العدو".وبالتالي شدد الحواط على أن "حزب الله" يفرض بسلاحه أمرا واقعا على الداخل اللبناني وعلى الخارج بتحديد سياسة الدولة الخارجية، وهو يقحم لبنان بصراعات المنطقة، انطلاقاً من الأراضي اللبنانية وفتح المجال لتنظيمات مسلحة حليفة له كبعض الفصائل الفلسطينية التي تستخدم الأراضي اللبنانية منصّة لإطلاق صواريخها.المعلومات مغلوطةوعلى الجانب الآخر، حيث تقع أنفاق "حزب الله" ومخازنه المزعومة، اعتبر رئيس بلدية لاسا رمزي المقداد أن "هذا الموضوع ليس بجديد"، سارداً حقيقة الواقع أن "مصلحة مياه بيروت وجبل لبنان كانت قد أنشأت مشروع سد جنة وهذا السد موجود على أراض كبيرة"، موضحاً أن "النفق الظاهر في الفيديو مركز أو قاعدة صواريخ موجود في بلدة قرطبا وهذه البلدة 100% مسيحية ولا وجود لـ"حزب الله" فيها، لا من قريب ولا من بعيد". وأكد المقداد أن "المعلومات عن وجود نفق لـ"حزب الله" عارية من الصحة"، مضيفا: "النفق أقيم لاختبار نوعية الصخر وهذا السد توقف العمل به منذ 17 أكتوبر بسبب تدهور الوضع الاقتصادي وكانت الدولة اللبنانية لزّمته لشركة برازيلية لمصلحة مياه بيروت وجبل لبنان".وأوضح أن "هذا المشروع يعمل فيه 1500 موظف تم تسريحهم مع وقف العمل وسحبوا كل المعدات، ولا شيء سري بهذا المشروع وبالتالي المعلومات بالفيديو مغلوطة 100%، لا بل مليار بالمئة".ورأى المقداد أن نشر الفيديو في هذا التوقيت يأتي في إطار التهويل فقط لا غير، فالنفق يمكن لأي إنسان أن يصل إليه ويدخله، لافتا إلى أن "اللون الأبيض الذي يظهر بالفيديو هو بياض النهر".دعوة الجيش اللبناني للتدخل منصة "المشهد" تواصلت مع النائب السابق فارس سعيد، الذي أشار إلى أن ما يعرفه عن هذه الطرق التي تربط حدث بعلبك في البقاع وبالبحر الأبيض المتوسط، تمر بجرد العاقورة وبسلسلة قرى شيعية من دون أن تمر بأي قرية مسيحية.وأشار إلى أنه معلوم أن "هذه الطريق قطعها الإسرائيليون خلال الحرب عام 2006 عندما ضربوا جسري الفيدار والكازينو، وقطعوا التواصل عبرها الذي كان بين البقاع وجبل لبنان وصولا إلى البحر".وتابع سعيد: "مرّ 20 عاما وأنا أتحدث وأحذر من الفلتان العقاري والأمني في المنطقة بسبب "حزب الله"، أما موضوع اليوم الفيديو الذي نشره موقع إسرائيلي، فإذا كان صحيحا فهو مصيبة لأنّه يعرّض المنطقة لخطر، وتكون إسرائيل تمهّد لذرائع معيّنة لضرب المنطقة، وإذا كان غير صحيح تكون إسرائيل تعمدت نشره لخلق صراع أو فتنة مسيحية - شيعية في المنطقة وهذا أيضاً مصيبة أكبر".وشدد سعيد على أن المطلوب ردٌّ رسمي على المعلومات المتداولة، فمنذ انتشار الفيديو في البلدة صباحا وهناك قلق في الجرد حول كيفية البقاء والعيش إلى جانب مخازن أسلحة إذا ما صحت المعلومات.وأضاف النائب سعيد في حديثه لـ"المشهد": "نطالب مديرية التوجيه بالجيش اللبناني بالتحقق من الموضوع وطمأنتنا، خصوصاً أن الجيش موجود عند مفترق المنيطرة حدث بعلبك، وموجود في لاسا وعند تخوم وادي نهر إبراهيم، فليخبرنا بحقيقة وجود مخازن أسلحة من عدمه".وتعليقا على موضوع الأنفاق التي أشار إليها الفيديو الإسرائيلي، قال سعيد إن "هذه أنفاق إذن الصور صحيحة نحن رأيناها بأم العين ونزورها، هذه في منطقة جنة مار سركيس وأقيمت من أجل بناء سدّ جنة ولم يستكمل العمل بها، ولكن في هذا الوقت لا نعلم إذا كان هناك من يستخدمها كمستودعات أسلحة، نحن كل ما يهمنا أن هذا الخبر انتشر وعلى الجيش اللبناني أن يطمئننا".(المشهد - بيروت)