بعد أكثر من 100 يوم من قتال "حماس"، لم يحظ العبء الهائل المستمر الذي يتحمله الجنود المقاتلون في إسرائيل اهتمام الحكومة، وفق صحيفة إسرائيلية.ففي بعض الوحدات القتالية، يكون عدد الجنود الذين انسحبوا بسبب مشاكل عقلية أعلى من أو يساوي عدد الجنود الذين أصيبوا في المعركة.واعتبر تقرير لصحيفة "هآرتس"، أنّ الحرب في قطاع غزة تختلف عن أيّ شيء شهدته قوات الجيش الإسرائيلي، على الرغم من أنّ "حماس" هي خصم أضعف من معظم الجيوش العربية التي واجهتها إسرائيل في الحروب السابقة.ولم يواجه الجيش وجنوده مثل هذا العبء منذ حرب لبنان الأولى في عام 1982. ولم تبدأ تلك الحرب بمثل هذه الصدمة العظيمة الناجمة عن فشل استخباراتيّ قوي، كما حدث في الحرب الحالية.تغيير قواعد القتال في غزةوفي وقت سابق من الأسبوع، انتهت العمليات الهجومية للفرقة 36 وسط قطاع غزة. وغادرت ألوية القطاع لفترة راحة وإعادة تنظيم، مع احتمال الانتقال إلى الحدود مع لبنان.وفي معظم مناطق قطاع غزة حيث ينشط الجيش الإسرائيلي، يكون القتال أقل حدة في هذه المرحلة. وتنشغل القوات بالعثور على الأنفاق والأسلحة، هنا وهناك، في مواجهة مقاتلي "حماس".وتتمثل التهديدات الرئيسية في ظهور مجموعات صغيرة من تحت الأرض وتهاجم بنيران القناصة أو القذائف الصاروخية أو زرع عبوات ناسفة.وفي خان يونس، حيث تتمركز معظم القوات، تحت الفرقة 98، يتمثل النشاط الرئيسيّ في محاولة الوصول إلى كبار قادة "حماس" داخل الأنفاق، وتحديد المواقع التي يتم فيها احتجاز الأسرى.عدم العودة للميدانعلى الرغم من الروح القتالية التي أظهرها الجنود منذ اندلاع الحرب، هناك جنود أخذوا إجازاتهم، ولم يعودوا إلى وحداتهم في غزة، لأسباب متعددة.ولعلّ السبب الرئيسيّ هو القسوة المفرطة التي يظهرها بعض الجنرالات، في ما يتعلق بفترات الراحة خارج قطاع غزة، أو في قواعد الجيش الإسرائيلي، وحتى في ما يتعلق بالعلاقة الفضفاضة للغاية مع أهالي الجنود.وفي ديسمبر، ذكرت صحيفة "هآرتس"، أنّ أهالي الجنود في لواء المظلّيين المجندين كانوا غاضبين، لأنّ هذا اللواء يوفر اتصالًا أقل بين الجنود وأولياء الأمور مقارنة بالألوية الأخرى. لكنّ هيئة الأركان العامة لم تتدخل لحل هذه المعضلة.(ترجمات)