تدخل أزمة البحر الأحمر مرحلة جديدة، تزيد من التوتر بين القوى العالمية، وذلك بعد الإعلان عن اتفاق روسي صيني مع "الحوثيين" بشأن الملاحة في البحر الأحمر، وهذا ما أكده قائد "حوثي" لوريتز قائلاً إن الجماعة قدمت تطمينات لروسيا والصين بأن السفن التابعة لهما ستُبحر عبر البحر الأحمر وخليج عدن بأمان.وتشير تقارير إلى أن هذا الاتفاق جاء بعد محادثات جرت في عُمان بين دبلوماسيين صينيين وروس وقيادي "حوثي"، لكن ما الذي سيحصل عليه "الحوثيون" مقابل هذا الاتفاق؟ تقول التقارير إن الدولتين ستقدمان الدعم السياسي لـ"الحوثيين" في هيئات مثل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، من خلال منع المزيد من القرارات ضد الجماعة.وهذا الدعم ليس بالجديد على روسيا والصين، حيث امتنعت الدولتان في يناير الماضي عن التصويت على قرار رعته الولايات المتحدة الأميركية واليابان، وأدان بأشد العبارات هجمات "الحوثيين" على السفن، وفي هذا السياق شكّكت روسيا والصين بشرعية ضربات "الحوثيين" ضد السفن، وقالتا إن مجلس الأمن لم يأذن بهذه الضربات.حرب باردة في البحر الأحمر؟ وبحسب البينتاغون نفّذ "الحوثيون" ما لا يقل عن 50 هجوماً على سفن قبالة سواحل اليمن، منذ بداية الخريف، وعن ذلك يقول الباحث في الشؤون الصينية إلهام لي عبر قناة "المشهد" إن: الصين تسعى لتوسيع نفوذها في منطقة الشرق الأوسط، سواء من خلال الطرق السياسية أو الاقتصادية، وحتى من خلال الطرق العسكرية أيضاً.لكن بمقارنة النفوذ البريطاني والأميركي والروسي في الشرق الأوسط، النفوذ العسكري الصيني صغير جداً، لذلك بدأت الصين بنشر السفن الحربية في خليج عدن، لضمان الملاحة الدولية، بالإضافة إلى ذلك.إذا تم التوقيع على هذه الاتفاقية سيحصل "الحوثيون" على مقابل.مرور السفن من دون مهاجمتها من قبل "الحوثيين" سيكون له نتائج إيجابية، وربما أيضاً تمهد لاتفاقيات بين الحكومة اليمنية و"الحوثيين".ما موقف الغرب من الاتفاقية؟ من جهته، يوضح عضو حزب المحافظين البريطاني أحمد ياسين، لقناة "المشهد" أن الولايات المتحدة الأميركية تاريخياً كانت مسيطرة على خطوط الإمداد، وشنت حروبا من أجل الممرات المائية، مثل ما حدث في قناة سويس عام 1956، لكن الآن ومع سيطرة "الحوثيين" على البحر الأحمر، "تحاول أميركا ومعها الدول الأوروبية إضعاف النفوذ "الحوثي" من خلال الضربات الجوية، لكن هذه الضربات جاءت بنتيجة عكسية، ودفعت "الحوثيين" لتكثيف هجماتهم، والاتفاق مع روسيا والصين".ويرى أحمد أن الحل لا بد أن يكون يسلك طريق الدبلوماسية، مؤكدا أنه كان بإمكان الغرب أن يقلص نشاط "الحوثيين" من خلال تخفيض الدعم الأميركي لإسرائيل في حربها على غزة، وبالتالي يسحب البساط من تحت "الحوثيين"، لكن كل ذلك لم يحدث، على العكس لجأ الغرب إلى الضربات الجوية.ويضيف أحمد أن "الحوثيين" هم أداة بيد إيران والصين والدول المتحالفة معها، ويتم استخدامهم للتأثير على الممر المائي الإستراتيجي وهو مضيق باب المندب، "لكن الضربات الجوية الغربية إذا استمرت ستؤدي للإغلاق الكامل لقناة السويس، حينها ستكون الكارثة الاقتصادية الكبرى، بالنسبة للاقتصاد العالمي وخصوصا الاقتصاد الأوروبي، لأن أوروبا فقدت عنصر الأمان لقطاع الطاقة، بعد أن كانت تعتمد على الغاز الروسي الطبيعي". (المشهد)