نشر الجيش الإسرائيلي مؤخرا مقاطع فيديو عدة، زعم أنها تظهر أنفاقا لـ"حزب الله" في جنوب لبنان، ما تسبب بانفجارات ضخمة أدى أحدها الأسبوع الماضي، إلى إصدار تحذير من زلزال بقوة 4.9 درجات على مقياس ريختر في شمال إسرائيل والجولان.أثارت هذه التفجيرات مخاوف من حدوث زلازل بالفعل، إلا أن عددا كبيرا من الخبراء استبعدوا حدوث هذا الأمر، موضحين أن التفجيرات لا تحدث في أعماق كبيرة وأن عددها محدود نسبيا.في المقابل، حذر أستاذ الجيولوجيا الإنشائية والزلازل طوني نمر من خطورة هذه التفجيرات وإمكانية أن تؤدي إلى حدوث زلازل.خبير جيولوجي يحذروفي هذا الإطار، قال الأستاذ المحاضر والباحث في الجيولوجيا وعلم الزلازل بالجامعة الأميركية في بيروت الدكتور طوني نمر لبرنامج "استوديو العرب" على قناة ومنصة "المشهد" إنه "عندما حذرت من خطورة التفجيرات الإسرائيلية وتأثيرها على إمكانية حدوث زلازل كبيرة، اعتمدت على واقعة حصلت نهار السبت الماضي، حيث تم تسجيل وتفعيل أجهزة رصد الزلازل في شمال فلسطين نتيجة أمر ما، وعاد وعلق الجيش الإسرائيلي أنه ليس هناك من زلازل، إنما هي تفجيرات حصلت في نفس الوقت في جنوب لبنان، ولكن هذه التفجيرات على ما يبدو حفزت الحركة الزلزالية في المنطقة".المنطقة زلزالية بامتيازوتابع نمر قائلا: "أنا لم أطلق تحذيري من فراغ، نعم الزلازل ممكن أن تحفز على الفوالق، ونحن نعرف أن فالق البحر الميت الذي ينطلق من خليج العقبة، مروراً بوادي عربة والبحر الميت وغور الأردن وبحيرة طبريا ويصل إلى منخفض الحولة، ينفصل في منخفض الحولة إلى فالقين، وهذين الفالقين عندما يصلان إلى لبنان ينفصلان إلى 4 فوالق".وأضاف نمر: "من هنا، يمكننا أن نقول إن المنطقة زلزالية بامتياز وقد شهدت الكثير من الزلازل عبر التاريخ، إذا كان في لبنان أو في فلسطين أو في الأردن أو حتى في سوريا، ما حصل نهار السبت لم يأت من فراغ، بل تم تحفيز أو تم تسجيل هزة أرضية، وعلق الجيش الإسرائيلي على ذلك بأنه نتيجة للتفجيرات التي حصلت في جنوب لبنان، ولكن نحن نعلم جيدا أن الأنشطة البشرية حول العالم ممكن أن تؤدي إلى تحفيز الحركة على الفوالق الزلزالية، وبالتالي ممكن أن تؤدي إلى زلازل".الزلازل تطال إسرائيلوردا على سؤال عن المخاطرة الإسرائيلية في هذا الصدد والتي قد تؤدي إلى زلزال مدمر قد يطال إسرائيل هي أيضا في المنطقة، قال نمر: "نحن نعلم جيدا أن زلزال تركيا الذي وقع في 6 شباط 2023، تمت فيه الحركة على فالق بطول 350 كلم، وبالتأكيد أي أمر قد يحدث في جنوب لبنان على أي فالق من الفوالق الزلزالية، لن ينحصر هناك إنما سوف يتمدد شمالا أو جنوبا باتجاه فلسطين المحتلة، بالتالي هذه نقطة ينبغي الانتباه لها جيدا، وأنا أعلم أن الخبراء الإسرائيليين يعون جيدا هذا الموضوع".وختم نمر قائلا: "عندما يحصل تحفيز معين، تنطلق موجات زلزالية شبيهة بالموجات الزلزالية من موقع الانفجارات الإسرائيلية التي جرت يوم السبت، وهذه الموجات تتمدد في كل الاتجاهات فإذا وصلت على نقطة معينة أو نقطة ضعف معينة على الفوالق الزلزالية بأي عمق، ممكن أن تحفز الحركة على هذا الفالق الزلزالي، وبالتالي ليس بالضرورة أن ينطلق الزلزال من عمق معين، بل ممكن أن تحصل على السطح وتنطلق الحركة الزلزالية على الفالق الزلزالي من السطح مروراً أفقياً أو عمودياً".(المشهد)