أصبح الرئيس الروسيّ فلاديمير بوتين ونظيره الصيني شي جين بينغ أقرب من أي وقت مضى، إلا أنّ ذلك ليس السبب الوحيد وراء زيارة بوتين إلى الصين، وفقا لشبكة "سكاي نيوز" البريطانية.فالرئيسان يريدان إصالة رسالة مفادها أنّ الوقت قد حان لإقامة نظام عالميّ جديد، لا يهيمن عليه الغرب.ويريد الكرملين أيضاً أن يقول للمراقبين إنّ روسيا ليست وحدها، وإنّها لم تعد بحاجة إلى أوروبا لكنّ الهدف الأساس لبوتين يتعلق بالاقتصاد؛ فقد تركت الحرب في أوكرانيا روسيا معزولة عن الأسواق الغربية، ولذلك فهي تحتاج إلى الصين. فقد أثّرت الحرب الروسيّة - الأوكرانيّة على قطاعات رئيسيّة في روسيا مثل النفط والغاز، وشكّلت مصدراً لزيادة الإنفاق إذ من المتوقّع أن يصل الإنفاق الدفاعيّ إلى ما يقارب الـ9% من الناتج المحليّ الإجماليّ هذا العام. ولذلك يُحاول بوتين التأكّد من أنّ روسيا قادرة على الاستمرار في تحمّل تكاليف الحرب، وهنا يأتي دور الصين، بحيث سيُحاول بوتين الضغط من أجل المزيد من الدعم لاقتصاد الحرب.شي وبوتينوانتقد الرئيس الصيني ونظيره الروسي ما وصفاه بأنه تزايد في عداء السلوك الأميركيّ وتعهدا بتوثيق العلاقات الدفاعيّة والعسكريّة القويّة بالفعل بين موسكو وبكين.وأشار الرئيس الصينيّ إلى أنّ بلاده وروسيا على اتفاق بشأن مجموعة من القضايا المهمة من بينها الأزمة في أوكرانيا وأنّ الدولتين ستقاومان الجهود الغربيّة الراميّة إلى إضعاف العلاقات بينهما، في تجاهل واضح لواشنطن التي سعى وزير خارجيتها خلال زيارة للصين الشهر الماضي لإقناع بكين بتقليص علاقاتها مع موسكو.وقال شي لبوتين "العلاقات بين الصين وروسيا في الوقت الراهن لم تتحقق بسهولة، ويجب على الطرفين الاعتزاز بها ورعايتها".وأضاف "الصين مستعدة... لتنمية ونهضة بلدينا، والعمل معًا لدعم النزاهة والعدالة في العالم".وأتى بيان مشترك على ذكر مخاوف بشأن ما وصفها بأنّها جهود من الولايات المتحدة للإخلال بالتوازن النوويّ الاستراتيجيّ وبشأن الدفاع الصاروخيّ الأميركيّ العالميّ الذي يهدّد روسيا والصين فضلًا عن خطط الولايات المتحدة المتعلقة بأسلحة غير نوويّة عاليّة الدقة.ووصف بوتين، في أول رحلة خارجيّة يقوم بها منذ تنصيبه هذا الشهر لفترة رئاسيّة جديدة، تعاون موسكو وبكين في الشؤون العالميّة بأنه أحد عوامل الاستقرار الرئيسيّة على الساحة الدوليّة.وقال بوتين لشي "معًا ندافع عن مبادئ العدل وعن نظام عالميّ ديمقراطيّ يعكس واقع تعدد الأقطاب ومؤسس على القانون الدولي".(ترجمات)