يخطط الرئيس الأميركي جو بايدن لإرسال مدير وكالة المخابرات المركزية ويليام بيرنز في الأيام المقبلة للمساعدة في التوسط في اتفاق بين "حماس" وإسرائيل يتضمن إطلاق سراح جميع الأسرى المتبقين المحتجزين في غزة وأطول وقف للأعمال العدائية منذ بدء الحرب العام الماضي، بحسب مسؤولين مطلعين على الأمر.ومن المتوقع أن يسافر بيرنز إلى أوروبا لإجراء المحادثات ويلتقي برئيسي المخابرات الإسرائيلية والمصرية ديفيد بارنيا وعباس كامل ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، حسبما ذكر هؤلاء الأشخاص الذين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم للمناقشة، حيث إن المفاوضات الحساسة، ولم يتم الإبلاغ عن التجمع المخطط له من قبل، وفقا لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.محادثات من أجل التوصل إلى هدنة في غزةومن المتوقع أن تعتمد مناقشات بيرنز في أوروبا على محادثاته الهاتفية مع نظرائه، فضلاً عن عمل كبير مسؤولي البيت الأبيض في الشرق الأوسط، بريت ماكغورك، الذي عقد هذا الأسبوع اجتماعات ذات صلة في العاصمة القطرية الدوحة وفي القاهرة. ويتضمن الاقتراح الإسرائيلي الأخير وقفاً للقتال لمدة 60 يوماً مقابل إطلاق سراح تدريجي لأكثر من 100 أسير، بدءاً بالنساء والأطفال المدنيين، يليه الرجال المدنيون والعسكريون والرجال ورفات الذين ماتوا منذ أسرهم. ومثل هذا التوقف من شأنه أن يسمح لإسرائيل بمواصلة القتال بعد فترة الهدوء التي دامت شهرين تماشياً مع تعهد نتنياهو بتحقيق "النصر الكامل" من خلال تدمير "حماس". واقترح الإسرائيليون أيضًا أن يوافق كبار قادة "حماس" على مغادرة غزة، لكن أحد المسؤولين المطلعين على المفاوضات قال إن الفكرة لم تكن مقبولة بالنسبة للجماعة وقادتها العسكريين، والعديد من المسؤولين قالوا إن المفاوضات بشأن هذه النقاط الرئيسية لا تزال نشطة.وقال الجنرال المصري السابق والمسؤول الدفاعي سمير فرج، إن كلا من "حماس" وإسرائيل أبدتا استعدادا للعودة إلى طاولة المفاوضات. وأضاف "الجميع يريد السلام، لكن الجميع يريد الفوز في المفاوضات. نحن نحاول التوصل إلى حل وسط".وقال فرج إن احتجاز "حماس" للأسرى يضع الجماعة "في موقف قوي للغاية".توقيت المحادثاتوتأتي المناقشات في الوقت الذي تطوق فيه القوات الإسرائيلية مدينة خان يونس الجنوبية، حيث يعتقد أن كبار قادة "حماس" يتواجدون. واتهمت الأمم المتحدة إسرائيل بقصف مجمع للأمم المتحدة يأوي 30 ألف نازح يوم الأربعاء، الأمر الذي أثار إدانة نادرة من الولايات المتحدة، الأمر الذي نفته إسرائيل.وتزامنت أعمال العنف مع غضب قطر بسبب تصريحات نتانياهو المسربة التي اتهم فيها الدوحة بالفشل في الضغط على "حماس" لإطلاق سراح الأسرى. بدورها، أعربت قطر عن "فزعها" من التصريحات التي وصفها المتحدث باسمها ماجد الأنصاري بأنها "غير مسؤولة ومدمرة"، لكنها "ليست مفاجئة". وقال أنصاري إنه إذا ثبت أن تعليقات نتانياهو "صحيحة، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي لن يؤدي إلا إلى عرقلة وتقويض عملية الوساطة، لأسباب يبدو أنها تخدم مسيرته السياسية بدلاً من إعطاء الأولوية لإنقاذ أرواح الأبرياء". في السياق، قال فرج إنه بعد موجة من الجهود الدبلوماسية هذا الشهر، يبدو أن "الطرفين على وشك التوصل إلى اتفاق، لكن "حماس" طلبت ضمانة، لأنها في بعض الأحيان تقوم بتسليم الأسرى وبعد ذلك تهاجمهم إسرائيل مرة أخرى".وأشار فرج إلى أن الولايات المتحدة هي الجهة الوحيدة القادرة على تقديم مثل هذا الضمان، حتى لو لم يعر نتانياهو اهتماما يذكر للتوسلات الأميركية بشأن إدارتها للحرب ودخول المساعدات الإنسانية إلى غزة في الأشهر الأخيرة، فإن مصر تعتقد أن الولايات المتحدة تحتفظ بنفوذ حاسم بفضل مساعدتها العسكرية لإسرائيل. ويعتقد الزميل البارز في جامعة رايخمان والرئيس السابق للشؤون الفلسطينية في المخابرات العسكرية الإسرائيلية مايكل ميلشتاين، أنه يمكن التوصل إلى اتفاق في الأسابيع المقبلة، قائلا "في إسرائيل، هناك المزيد والمزيد من الأصوات التي تريد حقا الترويج لمثل هذه الصفقة، وأعتقد أن "حماس" تدرك أيضا أن المراحل التالية من الصراع يمكن أن تسبب لهذه المنظمة أضرارا جسيمة. كلا الجانبين يريد النظر في هذه الفكرة".(ترجمات)