قال وزير الخارجية الفلسطينية السابق، الدكتور ناصر القدوة، إنّ "استقالة الحكومة الفلسطينية جاءت كخطوة لإثبات أنّ رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ما يزال يسيطر على الوضع، وأنه يستطيع أن يقيل حكومات أو يغيّر حكومات ويأتي بحكومات جديدة"، مشيرًا إلى أنّ "الحكومة قدّمت استقالتها وعادت لمزاولة عملها كحكومة تصريف أعمال".وفي مقابلة مع الإعلاميّ طوني خليفة ضمن برنامج "استوديو العرب" الذي تبثّه قناة "المشهد"، أعرب القدوة عن اعتقاده بأنّ "خطوة استقالة الحكومة جاءت كجزء من التكتيك المتّبع لوضع المزيد من الضغط على (حماس) خلال اجتماع الفصائل في موسكو بعد أيام عدة، لكي تتنازل عن بعض مطالبها التي طرحتها في السابق".ورقة ضغطمضيفًا، "استقالة الحكومة هي ورقه ضغط على (حماس) وتشير الى استعداد أوليّ لتشكيل حكومة أخرى مشروطة بموافقات من (حماس) ومن غيرها".وكانت وسائل إعلام عربية قد سرّبت أنباءً عن نية الحكومة بتقديم استقالتها، وقيام الرئيس عباس بتكليف رئيس صندوق الاستثمار محمد مصطفى بتشكيل حكومة جديدة، وهو ما لم يحدث حتى الآن.بالمقابل، قال القدوة إنّ "عدم تكليف مصطفى سببه وجود فيتو أميركيّ على تولّيه هذا المنصب، وذلك بسبب تهم الفساد المرتبطة به، بالإضافة إلى أنّه مرفوض من قبل كثير من الجهات، بما في ذلك من قبل الشعب الفلسطينيّ وجهات داخليه محسوبة على النظام".ودعا القدوة إلى "إجراء تغيير بشكل حقيقيّ وفعلي، تغييرًا في الصلاحيات وتغيير في القدرة على اتّخاذ القرار في كل المسائل الأساسية الكبيرة والقادمة في مواجهة أيّ حكومة".وقف الحرب قبل رمضانوردًّا على تصريحات بايدن حول قرب الوصول إلى وقف لإطلاق النار رأى القدوة أنه "للأسف ليس انتهاء الحرب، ولكن سيكون هناك توقف للمعارك خلال شهر رمضان باتفاق جزئيّ واتفاق حول تبادل للأسرى والمعتقلين وربما عوده للنازحين، ولو كان ذلك جزئيًا، وأيضًا دخول الموادّ والمساعدات الإنسانية بشكل كامل".وأضاف "العديد من الأطراف الإقليمية والدولية حريصة ألا تكون هناك معارك خلال الشهر الفضيل ولكنّ هذا لن يمثّل حلًّا طبعًا. المهم هنا أنه خلال فتره وقف المعارك 5 أو 6 أو 7 أسابيع سوف تعمل كل الجهات على فرض أجنداتها".واعتبر القدوة أنّ "الموضوع الأساسيّ هنا، سوف يكون بقاء نتانياهو وحكومته أم ذهابه، وهذا سوف يفتح الباب أمام بعض التطورات المهمة بما في ذلك التغيير الفلسطينيّ والانسحاب الإسرائيليّ الكامل من القطاع، وربما بعض الترتيبات الأمنية، والأهمّ من كل ذلك الاطار السياسيّ الذي يحدد الشكل النهائيّ للحل".مضيفًا، "إذا انتصر نتانياهو وبقيت حكومته، فأنا اعتقد بأننا ذاهبون الى أوضاع صعبه جدًا وعودة الحرب والهجوم على رفح، وربما تستمر هذه الأوضاع المتوترة حتى الانتخابات".ورأى القدوة أنّ "نتانياهو يعرف أنّ نهاية المعارك تعني نهايته، وبالتالي هو يريد استمرار هذه الحرب وهنا العقدة. بقاء نتانياهو سوف يمنع احراز أيّ تقدم بما في ذلك بالنسبة للحالة الفلسطينية، لأنّ الأطراف المعنية تعرف جيدًا أنه حتى لو حدث هذا التغيير لا قيمة له طالما بقي الوضع الإسرائيليّ على ما هو عليه".وأشار القدوة إلى أنّ "هناك خطوطًا حمراء لا تستطيع إسرائيل تجاوزها، وأول خط أحمر هو منع التهجير الى سيناء، وأنا اعتقد أنّ هناك تراجعًا عن بعض التصريحات العلنية لنتانياهو في ما يتعلّق بهذا الموضوع، ثم هناك خطّ أحمر آخر، وهو سلامة الازدحام السكانيّ وسلامة المدنيّين المقدسيّين".(المشهد)