شبح أزمة الصواريخ الكوبية يعود من جديد، فالسواحل الأميركية المُحاذية لكوبا على موعد مع استقبال غواصة نووية روسية من نوع "كازان" بحسب بيان للجيش الكوبي.ومن المُفترض أن ترسل الغواصة النووية الأسبوع المقبل، إلى هافانا رفقة 3 سفن بينها الفرقاطة أدميرال جورشكوف وقاطرة إنقاذ، من دون أنّ تكون محملة بأسلحة نووية، في خطوة ليست الأولى، ولكنها الأكبر وفقًا لشبكة "سي إن إن".الحرب الباردةهذه الخطوة تُذكر العالم بأيام حالكة من الحرب الباردة، عندما أثار نشر صواريخ نووية روسية في الجزيرة الكوبية، أزمة عام 1962 واقتربت حينها واشنطن وموسكو من الحرب النووية. الإعلان الكوبيّ عن زيارة الغواصة تأتي بعد تهديد الرئيس الروسيّ فلاديمير بوتين بتقديم أسلحة لدول حول العالم لضرب الدول الغربية التي تتحرك لتهديد روسيا. التهديد الروسيّ جاء وسط حديث عن إمكانية سماح الدول الغربية لكييف بضرب موسكو بصواريخ بعيدة المدى. فهل ستكون كوبا بمثابة بالون اختبار روسيّ تشعر فيه واشنطن وحلفاؤها بتهديداتهم المماثلة لموسكو على الحدود الأوكرانية؟ أم أنّ الصدام النوويّ بات أقرب من أيّ وقت مضى؟ في السياق نفسه، قال الرئيس الأميركي، جو بايدن، أمس خلال زيارته باريس، إنّ بوتين لن يتوقف عند حدود أوكرانيا فقط. وأضاف: "أوروبا برمتها ستكون مهددة".رد فعل للتهديد الغربيفي التفاصيل، قال الدبلوماسيّ الروسيّ السابق، إلكسندر زاسبيكين، إنّ الإعلام الغربيّ على ما يبدو يقوم بتضخيم موضوع زيارة الغواصة الروسية إلى كوبا، ولكنه في الوقت نفسه رأى أنّ التحركات الروسية تأتي في سياق ردها على التهديدات الغربية المتواصلة لموسكو. وأضاف في مقابلة مع قناة "المشهد"، أنّ الغواصة في زيارة رسمية لكوبا ولا تحمل أيّ أسلحة نووية، لافتًا إلى أنّ هناك مؤشرًا مهمًا لهذه الزيارة، وهو أنّ الغرب لا يجب أن يثق في روسيا. وأشار إلى أنّ هناك تصعيدًا غربيًا ضد روسيا من خلال مناورات بحرية كبرى، وبالتالي ما تفعله روسيا حاليًا هو ردّ فعل على التصعيد. ورأى الدبلوماسيّ الروسي، أنّ الوضع الحاليّ لا يشبه الأزمة الكوبية في ستينيات القرن الماضي، إبان الحرب الباردة بين الولايات المتحدة وروسيا، لكنه يرى أنّ الأوضاع تُنذر بمخاطر كبيرة بسبب التصعيد الحاليّ بين الجانبين. وتطرق زاسبيكين إلى الحديث عن إمداد كييف بطائرات مقاتلة من طراز إف 16 وميراج، وقال إنّ ذلك يعدّ تحوّلًا في الموقف الغربيّ ويشكل تهديدًا كبيرًا لموسكو، وهو ما يُفسر التهديدات الروسية المتواصلة للغرب خلال الفترة الماضية. وأوضح الدبلوماسيّ الروسيّ أنّ روسيا ستردّ على الغرب ليس بالشكل نفسه الذي يقوم به الغرب، ولكن بأشكال مختلفة ولكن في النهاية الوضع خطير ويُنذر بتدهور الأوضاع. وقال إنّ روسيا تعيد حساباتها بخصوص التطورات الاخيرة، ولن تقف صامتة أمام التهديدات الغربية.خطر التصعيد قائممن جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة جورج تاون، إدمون غريب، إنّ هناك تصعيدًا كبيرًا بين الجانبين. وأضاف: "رأينا خلال الأيام الماضية سماح بايدن لكييف باستخدام صواريخ بعيدة المدى لضرب أهداف داخل روسيا. وأوضح في مقابلة مع قناة "المشهد"، أنّ روسيا على الجانب الآخر تنظر إلى هذه التطورات على أنها خطر متزايد، وأنّ الغرب لا يهتم بالتحذيرات الروسية. ورأى غريب أنّ إرسال الغواصة الروسية إلى هافانا ما هو إلا ردّ فعل لروسيا على التحركات الغربية في البحر من خلال مناورات موسعة، لافتًا إلى أنّ هذه المناورات يتم الإعداد لها منذ فترة وستتواصل خلال الفترة المقبلة. وقال إن معظم الخبراء في الغرب يعتقدون أن التدريبات العسكرية بمثابة تهديد لروسيا، في المقابل تريد روسيا أن تبعث برسالة مفادها أنّ لديها قدرات عسكرية قادرة على الرد. وأضاف: "رغم أنّ الغواصة لا تحمل رؤوسًا نووية، ولكنها تحمل صواريخ بعيدة المدى قادرة على الوصول إلى بعض الولايات الأميركية، مشيرًا إلى أنّ خطر الصعيد قائم إذا استمرت هذه الأوضاع. (المشهد)