أكدت مصادر سورية رسمية، مساء الجمعة، أن الرئيس بشار الأسد لا يزال يتابع عمله من العاصمة دمشق، نافية بشكل قاطع التقارير التي تحدثت عن تنحيه أو وجوده في إيران. وجاء ذلك بعد انتشار فيديو مفبرك على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر الرئيس السوري بشار الأسد وهو يعلن تنحيه ونقل صلاحياته لرئيس مجلس الشعب. فما حقيقة تنحي بشار الأسد؟ما حقيقة تنحي بشار الأسد؟أوضحت وزارة الإعلام السورية عبر بيان نشرته على "فيسبوك" أن الفيديو مزيف وتم إنتاجه باستخدام تقنيات الذكاء الصناعي، داعية المواطنين إلى توخي الحذر من هذه الفيديوهات التي وصفتها بأنها "تستهدف الدولة ومؤسساتها العليا".وأكدت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن مثل هذه المقاطع تهدف إلى "خلق الفوضى والإرباك" في الداخل السوري. معارك على الأرضعلى الصعيد الميداني، شهدت سوريا تصعيدًا عسكريًا واسع النطاق في الأيام الأخيرة، بعد أن أطلقت "هيئة تحرير الشام" والفصائل المتحالفة معها هجومًا مفاجئًا تمكنت خلاله من السيطرة على محافظات حلب، إدلب، وحماة، بالإضافة إلى ريف حمص الشمالي.وأسفرت هذه المعارك عن سقوط أكثر من 800 قتيل، بينهم عشرات الجنود السوريين، وفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان. الأردن يغلق الحدود في تطور متصل، أغلقت السلطات الأردنية معبر جابر الحدودي مع سوريا، وهو المعبر الوحيد العامل بين البلدين، بسبب "التطورات الأمنية" في سوريا.ودعت وزارة الخارجية الأردنية مواطنيها المقيمين في سوريا إلى مغادرة البلاد فورًا حفاظًا على سلامتهم. كما أعلن وزير الداخلية الأردني مازن الفراية أن حركة المرور عبر المعبر ستقتصر على عودة الأردنيين وشاحناتهم، بينما ستمنع المغادرة إلى الأراضي السورية. نفي أردنيفي سياق آخر، نفت السفارة الأردنية في واشنطن بشدة تقريرًا نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" زعمت فيه أن مسؤولين أردنيين طلبوا من الرئيس السوري بشار الأسد مغادرة سوريا وتشكيل حكومة منفى. وأكدت السفارة في بيان أن هذه الادعاءات "كاذبة تمامًا" وتشكل "خرقًا خطيرًا للمعايير الصحافية"، مطالبة الصحيفة بنشر تصحيح فوري. ويستضيف الأردن أكثر من 1.3 مليون لاجئ سوري، وفقا للحكومة الأردنية، بينهم 680 ألف لاجئ مسجل لدى الأمم المتحدة. ومع تصاعد التوترات في سوريا، تسعى السلطات الأردنية إلى ضمان سلامة مواطنيها في ظل الظروف الأمنية المتدهورة في البلد المجاور.بين نفي رسمي سوري ودعوات أردنية للمغادرة، تشهد الأزمة السورية تصعيدا ملحوظًا على المستويين الإعلامي والميداني، يبقى السؤال حول ما إذا كانت هذه التطورات ستؤدي إلى تغييرات جذرية في المشهد السياسي والعسكري أم أنها مجرد فصل آخر من فصول الصراع المستمر منذ عام 2011. (المشهد)