تصاعد الصراع عبر الحدود بين "حزب الله" اللبنانيّ والقوات الإسرائيلية الأربعاء، ما أحيا المخاوف من أنّ الاشتباكات اليومية قد تتوسع إلى حرب شاملة.وأصاب صاروخ أُطلق من لبنان بلدة صفد شمال إسرائيل، ما أدى لمقتل جنديّة تبلغ من العمر 20 عامًا وإصابة 8 أشخاص على الأقل.وردت إسرائيل بغارات جوية أسفرت عن مقتل 8 أشخاص بينهم 7 مدنيّين في جنوب لبنان.واندلعت أعمال العنف عبر الحدود بسبب الحرب بين إسرائيل و"حماس" في غزة، والتي اندلعت بدورها بسبب هجوم 7 أكتوبر على جنوبيّ إسرائيل شنته "حماس" حليفة "حزب الله".ولم يعلن "حزب الله" مسؤوليّته عن هجوم الأربعاء، لكنه تعهد بمواصلة هجماته حتى يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.ووسط مخاوف من مزيد من التصعيد إليكم نظرة على ترسانتَي الطرفين: ما هي قدرات "حزب الله" العسكرية؟"حزب الله" هو القوة شبه العسكرية الأكثر بروزًا في العالم العربي، حيث يتمتع ببنية داخلية قوية وترسانة كبيرة، وبدعم من إيران، اكتسب مقاتلوه الخبرة خلال الصراع السوري المستمر منذ 13 عامًا، حيث ساعدوا في قلب ميزان القوى لصالح القوات الحكومية.وقد تفاخر زعيم "حزب الله" حسن نصر الله بأنّ الحزب لديه 100 ألف مقاتل، رغم أنّ تقديرات أخرى تشير إلى أنّ عدد قواته أقل من نصف هذا العدد. وتريد إسرائيل أن يسحب حزب الله قوات النخبة، المعروفة باسم "قوة الرضوان"، الخاصة به من الحدود، حتى يتمكن عشرات الآلاف من الإسرائيليّين الذين نزحوا من البلدات والقرى الشمالية، من العودة إلى ديارهم.ويمتلك "حزب الله" ترسانة ضخمة من صواريخ أرض-أرض، أغلبها صغيرة الحجم ومحمولة وغير موجهة، وفقًا لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، وهو مركز أبحاث في واشنطن. وتقدّر الولايات المتحدة وإسرائيل أنّ "حزب الله" والجماعات المسلحة الأخرى في لبنان، لديها نحو 150 ألف صاروخ وقذيفة، ويعمل "حزب الله" أيضًا على تطوير صواريخ دقيقة التوجيه.وكان حزب الله قد أطلق في السابق طائرات مسيّرة على إسرائيل، وفي عام 2006 ضرب سفينة حربية إسرائيلية بصاروخ أرض-بحر، وتمتلك قواته أيضًا بنادق هجومية ورشاشات ثقيلة وقذائف صاروخية الدفع، وقنابل تُزرع على جوانب الطرق، وأسلحة أخرى.خلال الصراع الحالي، استخدم "حزب الله" بشكل متكرر صواريخ كورنيت المحمولة المضادة للدبابات روسية الصنع، وفي حالات نادرة، أطلق صواريخ بركان التي يمكنها، بحسب نصر الله، حمل رأس حربيّ يزن ما بين 300 و500 كيلوغرام.في الأسابيع الأخيرة، أدخل "حزب الله" أسلحة جديدة، بما في ذلك صاروخ أرض-أرض يصل مداه إلى 10 كيلومترات مع ورأس حربيّ يزن 50 كيلوغرامًا.ما هي القدرات العسكرية الإسرائيلية؟يحظى الجيش الإسرائيليّ منذ فترة طويلة بدعم الولايات المتحدة، بتمويل سنويّ يبلغ 3.3 مليار دولار، بالإضافة إلى 500 مليون دولار لتكنولوجيا الدفاع الصاروخي.إسرائيل هي إحدى الدول الأفضل تسليحًا في الشرق الأوسط الكبير، وتشمل قواتها الجوية الطائرة المقاتلة الأميركية المتقدمة من طراز "إف-35"، وبطاريات دفاع صاروخيّ بما في ذلك صواريخ باتريوت الأميركية الصنع، ونظام الدفاع الصاروخيّ "القبة الحديدية"، ونظامَي الدفاع الصاروخيّ اللذين تم تطويرهما مع الولايات المتحدة، "أرو" و"ديفيدز سلينغ".تمتلك إسرائيل ناقلات جند مدرعة ودبابات، وأسطولًا من الطائرات المسيّرة وغيرها من التقنيات المتاحة لدعم أيّ معارك حضرية.ولدى إسرائيل نحو 170 ألف جنديّ في الخدمة الفعلية، وقد استدعت نحو 360 ألف جنديّ احتياط للحرب، أي ثلاثة أرباع طاقتها التقديرية، وفقًا للمعهد الدوليّ للدراسات الاستراتيجية، وهو مركز أبحاث بريطاني. ومع دخول الحرب الآن شهرها الخامس، عاد العديد من جنود الاحتياط إلى ديارهم. كما تحتفظ إسرائيل منذ فترة طويلة ببرنامج أسلحة نووية غير معلن.ما مدى خطورة التصعيد الأخير؟في حين يعتقد معظم المحللين أنّ هناك رغبة قليلة في شن حرب شاملة من جانب "حزب الله" أو إسرائيل، إلا أنّ هناك مخاوف من أن يؤدي سوء التقدير من قِبل أيٍّ من الجانبين إلى تصعيد كبير. وأرسلت الولايات المتحدة وفرنسا ودول أخرى، دبلوماسيّين في الأسابيع الأخيرة، لمحاولة تخفيف التوترات على الحدود.وفي حديثه الثلاثاء ردّ نصر الله على تهديدات المسؤولين الإسرائيليّين بشن هجوم إذا لم يسحب حزبه قواته من الحدود، وقال، "إذا وسّعتم (الصراع) فسوف نتوسع".ويعد تبادل القصف الأربعاء، والذي أصاب بعضه مناطق بعيدة نسبيًا عن المنطقة الحدودية، مؤشرًا واضحًا على مخاطر احتمال خروج أعمال العنف عن نطاق السيطرة.وخاض الجانبان حربا استمرت 34 يومًا عام 2006 وانتهت بعدم ترجيح كفّة أيٍّ من الجانبين. (وكالات)