هل بدأت الهجرة العكسية من لبنان إلى سوريا؟ سؤال كبير يطرح بقوة هذه الأيام مع زيادة حدة التوتر على طول الحدود الإسرائيلية - اللبنانية ووسط تكرار الاستهدافات الإسرائيلية كذلك في العمق اللبناني وبينها الضاحية الجنوبية لبيروت.حالة النزوح اللبناني هذه لم تسجل أرقاما دقيقة، ما يجعل تتبع أمرها مسألة صعبة في هذا الوقت. لكن مصادر عديدة تحدثت عن مسارعة سكان ضاحية بيروت الجنوبية لوضع خطط طوارئ، منذ أن استهدفت غارة إسرائيلية المسؤول العسكري لـ"حزب الله" فؤاد شكر وأثارت مخاوف من حرب واسعة النطاق.هجرة عكسيةإلى جانب انتقال البعض إلى مناطق في الداخل اللبناني، لجأ آخرون إلى خطة بديلة تكمن في الانتقال إلى سوريا المجاورة ضمن هجرة عكسية. معهد دراسات الهجرة في الجامعة اللبنانية، رصد حالة القلق في أوساط اللبنانيين إذ قال بعضهم إنهم يفكرون في اللجوء إلى سوريا إذا تصاعدت الحرب في لبنان. هذه الحرب شردت حتى الآن حوالي 100 ألف شخص من جنوب لبنان عندما بدأت المواجهة بين "حزب الله" وإسرائيل.لكن خشية توسع الصراع وخروجه عن السيطرة خلال الأسابيع الأخيرة هو ما يثير قلق سكان كثيرين ويدفعهم للتفكير بالهجرة نحو سوريا.أرقام غير دقيقةوفي هذا الشأن، قال النائب المستقل في البرلمان اللبناني أديب عبد المسيح لقناة "المشهد":ليس هناك أي إحصائيات دقيقة أو قانونية أو رسمية من الجانب اللبناني بما يختص الهجرة العكسية باتجاه سوريا، وهناك أسباب لذلك.الحدود مع سوريا مفتوحة وهناك عدة معابر غير شرعية يسلكها بعض السوريين وحتى اللبنانيين أيضا باتجاه سوريا أو بالعكس، لذا لن تستطيع السلطات اللبنانية تأكيد العدد الرسمي للأفراد الذين يدخلون إلى سوريا، وليس لدينا أي معلومات دقيقة حتى الآن. نحن فقط نسمع عن هجرة عكسية لكن بالقدر القليل وليس كحرب تموز 2006، بالتالي لم يدخل لبنان بعد الخطر الذي دخله في حالة حرب 2006.وتابع: "فنقلها بصراحة، نصف الشعب اللبناني لن يدخل إلى سوريا حتى لو كان هناك حرب شرسة أو شاملة على لبنان، حيث إن العلاقات اللبنانية - السورية ليست كما قبل 2006".واستطرد: "لو أنني كنت من البيئة الحاضنة لـ"حزب الله" كنت اتجهت إلى سوريا لأنها قريبة من لبنان ولا يوجد مشكلة في الدخول إليها وهي أرخص من إيران ومن العراق وأقل كلفة، وأكرر لا مشكلة لدينا أبدا مع الشعب السوري، لكن البيئة الحاضنة للمكون الشيعي هي من تدخل إلى سوريا بشكل كبير، وفي المقابل هناك العديد من اللبنانيين الذين لا يدخلون إلى سوريا لأسباب وقائية بسبب المشكلة السياسية ما بين الدولة السورية والنظام السياسي السوري ومكونات لبنانية عديدة".ضغط أميركيومن جهته، قال المستشار في رئاسة مجلس الوزراء السوري الدكتور عبد القادر عزوز لقناة "المشهد": "بداية، نتمنى أن لا تتطور الأمور باتجاه مواجهة شاملة في لبنان، ونتطلع إلى أن يكون هناك ضغط كافي تمارسه الولايات المتحدة الأميركية على الكيان الصهيوني لوقف آلة القتل والتدمير والجرائم بحق شعوب المنطقة وبحق شعبنا الفلسطيني، وبكل الأحوال سوريا لديها تجربة مع استقبال أهلنا اللبنانيين في 12 تموز عام 2006".وأردف بالقول: "لدى اللبنانيين الكثير من الأصدقاء ومن الأقارب في سوريا، واليوم يدخل إلى سوريا لبنانيين من جميع الطوائف والمكونات، ويأتون سواء لزيارة عوائلهم أو أقاربهم أو للسياحة أو لغير ذلك بدون أي عوائق، وبالتالي لا يوجد أي قرار سياسي بمنع اللبنانيين من دخول سوريا وفق ضوابط وإجراءات معينة، كما أن أبناء سوريا لم يتربوا على أي خطاب كراهية أو خطاب عنصرية أو خطاب تمييزي أو تحريضي على الإطلاق".وعن اللاجئين السوريين في لبنان، قال عزوز: "جوهر وحجر الزاوية في موضوع عودة النازحين أو اللاجئين السوريين في لبنان، هو العودة الآمنة والطوعية وبالتالي الدول السورية لا تستطيع إعادة السوريين بشكل قسري، الأمر ينبغي أن يتم من خلال الجهود التي تزيل الأسباب التي دفعت السوريين لمغادرة سوريا وأهمها المناطق تحت سيطرة قوى الاحتلال والقوى الانفصالية".(المشهد)