يوماً بعد يوم، تظهر مفاجآت جديدة حول حقيقة ما جرى في 7 أكتوبر، فبعد أكثر من 40 يومًا على اندلاع الحرب في غزة، كشفت صحيفة إسرائيلية رواية مختلفة عن التي روّجتها إسرائيل في بداية حربها حول قيام مقاتلي حركة "حماس" بقتل المدنيين في إسرائيل.وبحسب صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، فتحقيق الشرطة الإسرائيلية كشف عن تورّط الجيش الإسرائيلي في مقتل مئات المدنيين الذين كانوا متواجدين في حفل موسيقي بغلاف غزة، يوم السابع أكتوبر.ونقلت "هآرتس" عن مسؤول في الشرطة الإسرائيلية قوله: "كشف التحقيق في الحادث أن مروحية قتالية إسرائيلية وصلت إلى مكان الحادث من قاعدة رمات دافيد أطلقت النار على الإرهابيين وأصابت على ما يبدو بعض الإسرائيليين هناك".ويرى خبراء ومحللون سياسيون، في حديث لمنصة "المشهد" أنّ هذه الرواية مُغايرة عن تلك التي قدّمتها إسرائيل في بداية الحرب وتكشف عن حالة التخبط والخلل الأمني الإسرائيلي في ذلك اليوم، كما تكشف عن قيام إسرائيل بترويج روايات قد تكون "كاذبة" بهدف كسب دعم دولي في حربها على قطاع غزة.تخفيف الضغط على "حماس"في السياق، قال مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير حسين هريدي، إنّ التقرير الذي نشرته الصحيفة الإسرائيلية، نقلًا عن تحقيقات الشرطة الإسرائيلية، أجبر حكومة الحرب في إسرائيل على فتح تحقيق عما جرى يوم السابع من أكتوبر.وأوضح في حديث لمنصة "المشهد"، أنّ تغيّر السردية الإسرائيلية حول ما حدث يوم السابع من أكتوبر، سيخفف الضغط على حركة "حماس" لأن إسرائيل في بداية عملياتها البرية في غزة كانت تحمل "حماس" المسؤولية الكاملة لقتل المدنيين الإسرائيليين.وأشار هريدي إلى أنّ حكومة الحرب في إسرائيل كانت تعرف منذ البداية أن القتلى المدنيين في صفوفهم جزء منهم مات بنيران صديقة خلال قصف الطيران ولكنها لم تعلن عن ذلك إلى أن نشرت الصحيفة الإسرائيلية هذا التحقيق.ورأى مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، أنّ هذه المعلومات الجديدة ستؤثر على الرأي العام العالمي وستبحث المؤسسات الإعلامية الغربية ذلك وسيتعاملون مع السردية الإسرائيلية بتشكك.وأضاف هريدي، أنّ هذه التطورات لن توقف القصف الإسرائيلي على غزة ولكنها في النهاية ستؤدي إلى تغيّر في الرأي العام العالمي تجاه ما يحدث في غزة.قصور أمني وارتباك إسرائيليمن جانبه، قال المحلل السياسي المصري، الدكتور أسامة السعيد، إنّ التقرير الذي نشرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية هو نتيجة أولية لتحقيقات الشرطة حول ما حدث يوم 7 أكتوبر، لافتًا إلى أنّ هذا التحقيق يأتي ضمن سلسلة تحقيقات داخلية تقوم بها إسرائيل للكشف عن القصور الأمني الذي حدث وتسبب في تسلل مقاتلي حركة "حماس" للداخل الإسرائيلي.وأشار السعيد، في حديث لـ"المشهد"، إلى أنّه يمكن قراءة التقرير المنشور على مستويين وهما:المستوى الإجرائي: والذي يكشف عن قصور كبير لدى أجهزة الأمن الإسرائيلية وهو ما بدا واضحًا خلال الساعات الأولى للحرب، إذ كشفت التحقيقات أن بعض المدنيين الإسرائيليين قُتلوا في غارات إسرائيلية.المستوى السياسي: التقرير يكشف كذب الرواية الإسرائيلية والتي روجتها في بداية الحرب عن الجرائم التي ارتكبتها حركة "حماس" بحق الأطفال والنساء.وتابع المحلل السياسي المصري: "إسرائيل كانت تعرف كل هذه الحقائق ولكنها قررت أن تقدم رواية كاذبة لكسب التعاطف الدولي معها ونجحوا بالفعل في ذلك إذّ تبنى قيادات أوروبية وأميركية الرواية الإسرائيلية".وأضاف السعيد أنّ الرواية الإسرائيلية لم تخضع لتدقيق حقيقي حول ما جرى يوم السابع من أكتوبر، لافتًا إلى أنّ تعمد إسرائيل نشر هذه السردية هدفه شحن المواقف الدولية لصالحها.الدعم الغربي لإسرائيلورأى أنّ المعلومات الجديدة التي كشفت عنها الصحيفة الإسرائيلية بعد أكثر من 6 أسابيع من الحرب لن تغيّر في الرأي العام العالمي ولكنها فرصة جيدة للدول الداعمة للقضية الفلسطينية ليضغطوا على العالم بهذه الرواية التي تكشف زيف ادعاءات إسرائيل.لكن هل تغير هذه المعلومات الرأي العام العالمي؟ يجيب المحلل السياسي المصري، بأن الرأي العام العالمي ينقسم إلى شقين:شق رسمي: وهو موقف صناع القرار في أميركا وبعض القادة الأوروبيين لن يتغير لأنهم سوف يخلقون الأعذار لتبرير ما تقوم به إسرائيل في قطاع غزة، فهم مع إسرائيل على طول الخط سواء كانت مُعتدية أو مُعتدى عليها.شق شعبي: هناك شحن شعبي دولي كبير تجاه إسرائيل ومتعاطف مع القضية الفلسطينية ولكنهم في نفس الوقت لن يغيّروا في مواقف صناع القرار في بلادهم.(المشهد)