شكّلت العقوبات التي فرضتها بريطانيا والولايات المتحدة على 7 إسرائيليّين فبراير الماضي، المرة الأولى التي يتم فيها استهداف المستوطنين في الضفة الغربية بهذه الطريقة.وتم فرض عقوبات أميركية إضافية بإضافة اسم جديد إلى القائمة في 14 مارس، وفق صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية.وبالكاد أضرت هذه القيود بحركة الاستيطان، بعد مرور أكثر من 5 أشهر على الهجوم الإسرائيليّ على غزة، بقدرة أكبر من القوة والجرأة من أيّ وقت مضى. إنّ الترحيل القسريّ للفلسطينيّين وتوسيع مستوطنات الضفة الغربية التي تُعتبر غير قانونية بموجب القانون الدولي، "ينفجر"، وفقًا للناشطين الذين وصفوا عام 2023 بأنه العام "الأكثر عنفًا" على الإطلاق. ويؤمن كلّ من وزير الأمن القوميّ إيتمار بن غفير، ووزير المالية بتسلئيل سموتريش، "بحقهما الإلهيّ في الأرض" ويعارضان بشدة قيام دولة فلسطينية. وحتى قبل حرب غزة، وافقت حكومة بنيامين نتانياهو على بناء المستوطنات بوتيرة قياسية. ويتزايد حاليًا عدد المستوطنين الأفراد الذين يندفعون إلى حالة من الغضب والهياج، ويطالبون بمساحات من الأراضي لم توافق إسرائيل على بنائها، عبر إقامة مزارع مؤقتة على قمم التلال الاستراتيجية. صراع بين الإسرائيليّين والفلسطينيّينوأجبرت أعمال العنف التي ارتُكبت في إطار هذه العملية، ما يزيد على 1200 فلسطينيّ على ترك منازلهم في مختلف أنحاء الضفة الغربية خلال الأسابيع الـ16 من الحرب، وفقًا لبيانات الأمم المتحدة، وهو عدد أكبر مما كان عليه الحال في الأشهر الـ22 السابقة. وتخشى الولايات المتحدة وآخرون أن تؤدي التوترات المتصاعدة في الضفة الغربية إلى صراع أوسع بين إسرائيل والفلسطينيّين. وتقول الصحيفة إنّ عنف المستوطنين، هو القضية الوحيدة التي أبدت واشنطن استعدادها لاتخاذ إجراءات عقابية ضد إسرائيل للضغط على نتانياهو للتراجع. ومع ذلك، فقد أطلق نتانياهو العنان للمتطرفين في حكومته، وفقًا لساريت ميكايلي من منظمة بتسيلم الحقوقية التي تتخذ من القدس مقرًا لها. وأضافت: "هناك توسع مستمر في المستوطنات.. هناك فيضانات في التمويل لهذا المشروع".وتابعت ميكايلي: "هناك غطاء سياسيّ تقريبًا لكل ما يحدث على الأرض".ويعيش الآن أكثر من 700 ألف إسرائيليّ في مستوطنات أقيمت خلف الخط الأخضر الذي يرسم الحدود الأصلية للبلاد، قبل حرب عام 1967، واحتلال الضفة الغربية والقدس الشرقية. وفي حين اتسمت حركة الاستيطان الأولية بالحماسة الدينية والأيديولوجية، فإنّ نسبة كبيرة من المستوطنين الذين ينتقلون الآن، يفعلون ذلك لأسباب تتعلق بنوعية الحياة، من بيئة الضواحي إلى السكن الأرخص. وقال رئيس بلدية مستوطنة إفرات السابق عوديد ريفيفي: "أغلبية الناس يعبرون الخط الأخضر، إما بسبب المجتمعات التي وجدوها، أو أنهم يريدون العيش فيها، أو بسبب تكاليف المعيشة". وأكد أنّ شعبية المستوطنة ارتفعت منذ أن انتقل إلى المدينة لأول مرة قبل أكثر من 30 عامًا، وأصبح الطلب على المساكن الآن يفوق العرض بكثير. وأشارت ميكايلي إلى أنه بينما يميل الناس إلى التفكير في هؤلاء المستوطنين، على أنهم "أطفال مجانين يركضون ويلقون الحجارة أو يشعلون النار في الأشياء"، فإنهم ليسوا متطرفين معزولين، مبيّنة أنهم "جنود" في قوات المشاة. وقالت: "لقد تم إرسال هؤلاء الأشخاص وتمويلهم ودعمهم من قبل الدولة". أعمال عنفوتعرّض المستوطن الإسرائيليّ إيلي فيدرمان وصهره ينون ليفي، لعقوبات، شملت قيودًا مالية وقيودًا على السفر، بسبب تقارير عن أعمال عنف حول مزرعتهما في تلال جنوب الخليل. وزعم أنّ أيّ تقارير عن أعمال عنف "ملفّقة" من قبل "جماعات فوضوية يسارية".منح نتانياهو وزير المالية سموتريش، صلاحيات إضافية على الضفة الغربية في وزارة الدفاع، وهي الهيئة المسؤولة عن إدارة الأراضي المحتلة. وجلبت انتخابات الكنيست لعام 2022 نحو 10 من سكان المستوطنات إلى البرلمان، أو نحو 10% من أجماليّ أعضاء البرلمان. وفي وقت لاحق، تم إقرار مشروع قانون يسمح بإعادة بناء 4 مستوطنات اعتُبرت غير قانونية وتم تفكيكها قبل 20 عامًا.والآن، ومع ازدياد جرأة المتطرفين وتغيير الهجوم على غزة الحقائق على الأرض بالقوة، كانت رئيس بلدية مستوطنة كدوميم السابقة فايس، تحدد مجموعات من العائلات لتجهيزهم للعودة إليها. وقالت: "سيخرج كل العرب من غزة وستكون غزة منطقة يهودية.. دعوهم يذهبون إلى إفريقيا أو تركيا أو إسكتلندا. عندما لا يتم تكثيفهم في مكان واحد، ربما سيكونون أفضل".(ترجمات)