تسارعت وتيرة تقدم قوات المُعارضة السورية اليوم السبت، باتجاه العاصمة السورية دمشق، وذلك بعد أن سيطرت بشكل كامل على محافظة درعا، وفق تقارير إعلامية والمرصد السوري لحقوق الإنسان.تأتي هذه التطورات فيما بدأ وزراء خارجية إيران وتركيا وروسيا اجتماعا في الدوحة لبحث الوضع في سوريا حيث سيطرت الفصائل المعارضة المسلحة على مناطق عدة في الأيام الماضية مع تراجع قوات الحكومة، بحسب ما أفادت وزارة الخارجية الإيرانية. وتشارك الدول الثلاث في صيغة أستانا التي أطلقت قبل أعوام سعيا لاسكات صوت الأسلحة في سوريا، من دون أن تكون منضوية في المعسكر نفسه على أرض المعركة.تضارب الأنباءميدانيًا، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن قوات الجيش السوري أخلت بلدات عدة على بعد حوالي 10 كيلومترات من جنوب غرب العاصمة دمشق، مشيرا إلى أنّ النظام السوري خسر السبت سيطرته على محافظة درعا في جنوب البلاد، بعد سيطرة مقاتلين من فصائل معارضة على مدينة رئيسية.وقال مدير المرصد إن "مقاتلين محليين سيطروا على مدينة الصنمين، غداة سيطرتهم على مدينة درعا، بعد انسحاب قوات النظام منها".وقالت وسائل إعلام سورية، إن الجيش السوري انسحب من عدة بلدات ومناطق بريف دمشق ومن بينها منطقة الكسوة وكناكر ودير ماكر وكذلك من منطقة عرطوز بريف دمشق، لافتة إلى أن الجيش بات على بعد 10 كم من العاصمة.وقال مسؤولون محليون ومصادر أمنية لرويترز اليوم السبت إن عشرات من الجنود السوريين دخلوا العراق عبر معبر القائم الحدودي بالتنسيق مع القوات العراقية. في المقابل، نفت وزارة الدفاع السورية، انسحاب الجيش من مناطق في ريف دمشق. وفي منشور على" تليغرام" قال حسن عبد الغني القيادي في الفصائل المعارضة التي تشن هجوما منفصلا في وسط البلاد، "قواتنا دخلت مدينة الصنمين.. وبهذا نصبح على بعد أقل من 20 كيلومترا من البوابة الجنوبية للعاصمة دمشق"، في إشارة ضمنية الى تنسيق بين الهجمات.واجتاح مقاتلو المعارضة حلب قبل أسبوع لتنهار بعدها الدفاعات الحكومية في أنحاء البلاد بسرعة مذهلة إذ استولى المقاتلون على سلسلة من المدن الكبرى وانتفضوا في أماكن بدا أن المعارضة انتهت فيها منذ فترة طويلة.وأفاد المرصد بمقتل 7 مدنيين السبت جراء قصف وغارات سورية وروسية على بلدات في محيط مدينة حمص التي تحاول الفصائل المعارضة التقدم اليها، وفق ما أحصى المرصد السوري لحقوق الانسان. وأفاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن عن مقتل "7 مدنيين بقصف وغارات سورية وروسية على بلدات في محيط مدينة حمص". وإلى جانب السيطرة على حلب في الشمال وحماة في الوسط ودير الزور في الشرق، انتفض مقاتلو المعارضة في السويداء ودرعا بالجنوب، قائلين أمس الجمعة إنهم سيطروا على المدينتين ونشروا مقاطع مصورة تظهر احتفالات المعارضة هناك.وقال الجيش السوري إنه ينفذ غارات جوية في محيط حماة وحمص وينشر تعزيزات على تلك الجبهة. وأضاف أنه يعيد تمركزه حول درعا والسويداء دون الاعتراف بسيطرة مقاتلي المعارضة عليهما.وتيرة متسارعةوفاجأت وتيرة الأحداث العواصم العربية وأثارت مخاوفهم من موجة جديدة من عدم الاستقرار في المنطقة، فيما قالت قطر اليوم السبت إن الحرب الأهلية تهدد وحدة أراضي سوريا.واندلعت الحرب الأهلية في سوريا عام 2011 على شكل انتفاضة ضد حكم الأسد اجتذبت قوى خارجية كبرى وأتاحت المجال لمتشددين إسلاميين للتخطيط لهجمات في أنحاء العالم وأدت إلى نزوح ملايين اللاجئين السوريين إلى دول مجاورة.ويقول مسؤولون غربيون إن الجيش السوري في وضع صعب إذ لم يتمكن من وقف مكاسب المعارضة واضطر إلى التقهقر.واعتمد الأسد لفترة طويلة على حلفاء لإخضاع المعارضة المسلحة إذ شنت طائرات حربية روسية غارات جوية بينما أرسلت إيران قوات حليفة، منها مقاتلو "حزب الله" وفصائل عراقية، لدعم الجيش السوري واقتحام معاقل المعارضة.اليوم، قال مصدر من "حزب الله" إن الحزب أرسل ألفي مقاتل إلى سوريا لدعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد.(وكالات)