تثير الضربات الحوثية المستمرة تساؤلات جديدة لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن حول كيفية وقف الهجمات ومنع الحرب المستمرة في قطاع غزة من تأجيج صراع إقليمي أكثر زعزعة للاستقرار، بحسب تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال".وذكرت الصحيفة الأميركية أن سفينة شحن تترعض لخطر الغرق في خليج عدن بعد أن ضربها "الحوثيون" في اليمن في أهم ضربة منذ أن بدأت الجماعة المدعومة من إيران شن هجمات الخريف الماضي في مضيق باب المندب، الممر الملاحي الأهم في العالم.وقالت شركة الحلول الرقمية البريطانية فانغارد تيك، إن الرد الذي قادته الولايات المتحدة تلقى ضربة أخرى يوم الأحد عندما أدى هجوم "للحوثيين" إلى شل ناقلة البضائع السائبة المملوكة للمملكة المتحدة روبيمار في البحر الأحمر، مما أجبر الطاقم على ترك السفينة وسط مخاوف من احتمال غرقها.تجميد الشحن العالمي وأكد الرئيس التنفيذي لشركة ويندوارد للذكاء الاصطناعي البحري آمي دانيال، أنه إذا غرقت السفينة روبيمار، فإن ذلك "سيؤدي على الأرجح إلى مزيد من الحذر من قبل العديد من الشركات العالمية".ونفذت الولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية ما يقرب من 20 غارة جوية على أهداف "للحوثيين" في اليمن منذ منتصف يناير في محاولة لإنهاء هجمات المسلحين على السفن في البحر الأحمر. وأطلق "الحوثيين" عشرات الطائرات بدون طيار والصواريخ على أهداف خلال الأشهر الأربعة الماضية فيما يقولون إنها محاولة للضغط على إسرائيل لوقف حربها في غزة.وحاول "الحوثيون" مهاجمة ما لا يقل عن 45 سفينة، وأسقط الجيش الأميركي ما يقرب من 95 طائرة مسيرة وصاروخًا، وفقًا للبنتاغون. وأدت هجمات "الحوثيين" إلى تجميد الشحن العالمي، مع انتشار موجات الصدمة الاقتصادية المستمرة في جميع أنحاء العالم. وانخفض حجم حركة المرور من سفن أميركا الشمالية وأوروبا التي تعبر البحر الأحمر بنسبة 67٪ في الأسبوع المنتهي في 17 فبراير مقارنة بشهر أكتوبر، وفقًا لشركة "Windward". كما توقفت بعض شركات التأمين، مثل شركة "Assuranceforeningen Skuld" النرويجية، عن تغطية جميع الرحلات القريبة من المياه اليمنية تمامًا.وبينما تراجعت الهجمات على القوات الأميركية في الأردن وسوريا والعراق في الأيام الأخيرة، فإن هجمات "الحوثيين" مستمرة بلا هوادة. وقال مسؤول أميركي إن "الحوثيين" استهدفوا عمدا السفن العسكرية الأميركية يوم الأحد باستخدام صواريخ باليستية مضادة للسفن للمرة الأولى.خيارات بايدن ويرى مدير مشروع إيران في مركز أبحاث مجموعة الأزمات الدولية في واشنطن علي فايز، أن "الحوثيين" من غير المرجح أن يتبعوا أي توجيه من طهران للحد من هجماتهم.وتابع: "لا يستطيع الإيرانيون حقاً كبح جماح الحوثيين. نرى الآن في العراق أنهم تمكنوا على الأقل من وقف الهجمات على القوات الأميركية - ربما مؤقتًا. وهذا ليس نوع التأثير الذي يمارسونه على الحوثيين".بدوره، يرى مساعد وزير الدفاع السابق والذي يشغل الآن منصب مدير كبير لبرامج الشرق الأوسط في المجلس الأطلسي ويليام ويشسلر، أن إدارة بايدن يجب أن تفكر في شن حملة عسكرية موسعة، بما في ذلك الضربات لاستهداف قادة "الحوثيين" بشكل مباشر.في المقابل، يقول فايز وكيفن دونيجان، نائب الأميرال المتقاعد الذي قاد القوات البحرية الأمريكية في الشرق الأوسط كقائد للأسطول الخامس من عام 2015 إلى عام 2017، إن الطريقة الأكثر فعالية للحد من تهديد "الحوثيين" هي وضع حد للحرب في غزة.وأضاف دونيجان: "علينا أن نعمل على حل الصراع في غزة أو إيقافه بطريقة ما. هذا هو الشيء الوحيد الذي سيسمح بحدوث أشياء أخرى. وفي غضون ذلك، لا يمكننا أن نسمح للحوثيين بتفجير سلسلة التوريد العالمية".وقالت الزميلة غير المقيمة في معهد الشرق الأوسط والمتخصصة في اليمن ندوى الدوسري، إن الحملة العسكرية الأميركية الموسعة لن تكون فعالة أيضًا.وأضافت الدوسري: "الضربات الجوية لن تحيد قدرات الحوثيين. الضربات الجوية تثبت صحة رواية الحوثيين بأنهم في حالة حرب مع أمريكا وإسرائيل".وشجعت الدوسري الولايات المتحدة على تكثيف دعمها العسكري المباشر للحكومة اليمنية. (ترجمات)