يبدو أنّ الرئيس الأوكراني يعيش أسوأ أيامه، فبينما كانت تتفاوض أميركا وروسيا على إنهاء الحرب في بلاده ويجتمع الزعماء الأوروبيين في مباحثات طارئة حول أوكرانيا، وجد فولوديمير زيلينسكي نفسه على الهامش، وفق صحيفة "تليغراف" البريطانية.كانت هناك علامات على أنّ نفوذه في الغرب كان يتلاشى حتى قبل فوز دونالد ترامب في الانتخابات. عندما زار الرئيس الأوكراني مبنى الكابيتول في سبتمبر الماضي، كافح لمقابلة أصحاب النفوذ في واشنطن، وهو تناقض صارخ مع الحشود المتحمسة التي اجتذبها إلى نفس المبنى قبل عامين.لكنّ المدى الكامل لتهميش زعيم زمن الحرب أصبح واضحًا حقًا هذا الأسبوع.في حين كان الرئيس الأوكراني يصعد درجات قبر أتاتورك، لوضع إكليل من الزهور خلال زيارته لتركيا، كان مستقبل أمته يُرسم في الرياض، حيث التقى وفد أميركي لأول مرة بنظرائه الروس لمناقشة طريقة للخروج من الحرب.ولم تتم دعوته إلى قمة طارئة لقادة أوروبيين في باريس يوم الاثنين، والتي تمت الدعوة إليها ردًا على الدفع المفاجئ من جانب ترامب للتوصل إلى اتفاق.حتى قرار زيلينسكي بالقيام بزيارة غير معلنة إلى أنقرة أكد كيف تغيرت الأرض. ففي حين استضافت إسطنبول محادثات بين أوكرانيا وروسيا في وقت مبكر من الحرب، يبدو أنّ المملكة العربية السعودية أصبحت الآن الوسيط.وكان الزعيم الأوكراني يخطط للسفر إلى الرياض، لكن في مؤتمر صحفي أعلن أنه قرر إلغاء الرحلة."لا أهتم"ويبدو أنّ هذا كان لأنه لم يتلقَّ سوى القليل من المعلومات، لدرجة أنه لم يستطع حتى التأكد ما إذا كانت الولايات المتحدة، أو أيّ مندوبين روس، سيظلون هناك لعقد اجتماعات ذات مغزى."لا أعرف من سيبقى هناك ومن سيذهب"، قال وهو يبدو منهكًا للغاية أمام مجموعة من الأعلام التركية والأوكرانية، "ولأكون صادقًا لا أهتم".من الواضح أنّ إبعاد زيلينسكي يمثل طموحًا رئيسيًا لفلاديمير بوتين - لم يفعل أحد المزيد لإحباط طموح موسكو لإخضاع أوكرانيا وسحق روحها. ويعتبر فشل أجهزة استخبارات جهاز الأمن الفيدرالي الروسي في قتله أمرًا محرجًا. يبدو أنّ أفضل أمل، كما يعتقد الكرملين الآن، هو الضغط من أجل إجراء انتخابات، والتدخل فيها بالقواعد المعتادة، وتنصيب دمية موالية لموسكو ستوافق على نوع من اتفاق السلام المهين الذي يرفضه زيلينسكي بالتأكيد.وقد يكون من الممكن حتى أن ينضم الأميركيون إلى إستراتيجية الكرملين. لم يرحب ترامب قط بزيلينسكي، في حين يشارك ابنه صور الرئيس الأوكراني التي تصفه بأنه "باحث عن الذهب" و"متصنّع". بدأ الرئيس الأميركي يكرر القول بأنّ زيلينسكي لا يحقق نتائج جيدة في استطلاعات الرأي، حيث أظهرت بعض استطلاعات الرأي انخفاض ثقة الناخبين إلى نحو 50% في أواخر عام 2024، انخفاضًا من 70% قبل عام. وجه الهزيمةوإذا رفض زيلينسكي التوقيع على صفقة الثروة المعدنية الباهظة التي كشفت عنها صحيفة "تليغراف" يوم الثلاثاء، فقد يجعل ترامب أيّ دعم أميركي إضافي مشروطًا - على الأقل خلف الكواليس - باختيار زعيم أوكراني جديد.قد يفرض ترامب وبوتين إجراء انتخابات أوكرانية قبل توقيع اتفاق سلام. ولكن هنا حيث تواجه الجهود الرامية إلى إبعاد زيلينسكي مشكلة. لا شك أنّ شعبيته قد خفتت مؤخرًا: فالحرب تسير بشكل سيّئ، وفي الأسبوع الماضي فرض عقوبات على أعدائه السياسيين، بما في ذلك الرئيس السابق بيترو بوروشينكو، وسط شائعات بأنهم كانوا يحشدون ضده.وليس من السهل على روسيا التأثير على الانتخابات الأوكرانية كما كان قبل بدء الحرب. إذ إنّ أغلب السكان يبصقون عند ذكر اسم بوتين. وأكثر شرائح السكان الأوكرانيين تأييدًا لموسكو تعيش في منطقة دونباس، والتي تم استيعابها بالفعل في روسيا، وبالتالي فهي غير قادرة على المشاركة في السياسة الانتخابية الأوكرانية.(ترجمات)