وصل وزير الخارجية الأميركية، أنتوني بلينكن، إلى القاهرة صباح الأربعاء، في زيارة خاطفة تركز على الجهود الرامية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة. وتأتي هذه الزيارة في وقت تشهد فيه المنطقة توترًا متزايدًا بسبب اتساع دائرة الحرب واحتمالات تصعيد العنف، خصوصًَا بعد أن توعدت جماعة "حزب الله" بالثأر من إسرائيل، عقب انفجارات أجهزة اتصال "البايجر" في لبنان، أسفرت عن مقتل 9 أشخاص وإصابة نحو 3 آلاف آخرين. زيارة مخصصة لمصرتعدّ هذه الزيارة العاشرة لبلينكن إلى المنطقة منذ بدء الحرب بين إسرائيل و"حماس" قبل نحو عام، وهي مميزة بعدم شمولها أيّ دولة أخرى، بما في ذلك إسرائيل، أقرب حلفاء واشنطن في المنطقة. المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، أوضح أنّ السبب وراء عدم زيارة إسرائيل هذه المرة، هو أنّ المقترح الأميركيّ لوقف إطلاق النار لم يكتمل بعد، وأنّ الهدف من الزيارة هو مناقشة القضايا الثنائية مع مصر، وقال: جدول لقاءات بلينكن مع المسؤولين المصريّين، يتضمن بشكل مباشر كيفية التوصل إلى مقترح نعتقد أنه سيحصل على موافقة الطرفين لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة "حماس". هناك بعض القضايا التي نحتاج إلى مناقشتها مع الحكومة المصرية، لعلاقتها بمقترح وقف إطلاق النار هذا الذي نحاول تحقيقه. بلينكن لن يزور إسرائيل لأنّ واشنطن تهدف إلى مناقشة القضايا الثنائية مع مصر في هذه الرحلة، وأنّ مقترح وقف إطلاق النار في غزة الذي تعمل عليه الولايات المتحدة والوسطاء، ليس جاهزا بعد لتقديمه إلى إسرائيل. سيكون من السابق لأوانه عرض مثل هذا المقترح، أو القيام بأيّ تحركات دبلوماسية أخرى.الوضع الإقليمي المتوترتأتي زيارة بلينكن وسط حالة تأهب قصوى في المنطقة، بعد تصاعد التوترات إثر الهجمات التي شهدتها لبنان، والتي لم تعلق إسرائيل عليها، يضاف إلى ذلك استمرار التصعيد العسكريّ في غزة، وتزايد الضغوط الدولية لإيجاد حل دبلوماسيّ ينهي الحرب المستمرة منذ عام.ومنذ بدء الحرب، كثفت الولايات المتحدة جهودها الدبلوماسية، حيث يسعى بلينكن لبناء توافق دوليّ على خطة لوقف العنف في غزة، ومع عدم زيارة إسرائيل هذه المرة، يبدو أنّ واشنطن تسعى إلى استكمال التفاصيل الدبلوماسية قبل تقديم مقترح شامل للحل. (وكالات)