أكد الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء المتقاعد الدكتور صالح المعايطة إنه عندما نتحدّث عن "الحوثي" فإننا "نتحدث عن الحجم والتأثير" خصوصا وأن الجماعة لا تُقاس بحجمها وإنما بتأثيرها.وقال المعايطة في حديثه لقناة "المشهد" إن تأثير "الحوثيين" يأتي من الموقع، خصوصا وأن "السواحل اليمنية بطول 2200 كلم وباب المندب وخليج عدن وبحر عمان وبحر العرب إلى مضيق هرمز، فإن هذا الحيّز الجغرافي الضخم الممتد والمنتشر، فيه كل طرق الملاحة البحرية سواء ناقلات النفط أم الملاحة التجارية". وأوضح أن الانتشار الواسع للقوات الأميركية والحركة الهائلة لسفن الشحن خصوصا وأن 95% من نفط الشرق الأوسط يمر من هذه الممرات المائية، أوجدت هدفا سهلا بتوزيعها.ومنذ انطلاق عمليات واشنطن في المنطقة، كان هدف القوات الأميركية هو منع "الحوثيين" من اعتراض الملاحة ومن ثم انتقلت أميركا إلى "الصدّ" وبعدها إلى استهداف معاقل الجماعة في البرّ اليمني. وأشار المعايطة إلى أن القوات الأميركية والبريطانية والغربية لم تقم باستهداف القيادات "الحوثية"، وإنما منصات إطلاق الصواريخ وما زالت الحرب محدودة. وأضاف "إذا أخدنا مساحة اليمن البالغة 555 كلم مربع، فإن هذه المساحة الجغرافية الشاسعة تُعطي مجالا للجماعة للانتشار بشكل مجموعات صغيرة في جبال وكهوف وبمناطق فوق وتحت الماء وهذا يعيق المهمة الأميركية". وأشار إلى أن أميركا كقوة بحرية وجوية باتت غير قادرة على تعامل مع قوات تعمل بشكل الذئاب المنفردة.طوربيدات ومسيّرات بحريةوبعد أن استطاع "الحوثيون" من إغراق سفن في باب المندب من دون ردع أميركي، قال المعايطة إن الجماعة استهدفت سفنا تجارية في أعماق البحار ولم تستهدف بوارج وسفنا عسكرية أميركية مراقبة ومُسيطر عليها. وأشار إلى أن "الحوثيين" استهدفوا السفن التجارية ولم يستهدفوا القوات العسكرية الأميركية، لأنها تكون قادمة في المياه الإقليمية. وأوضح أن الغواصات التي يدّعي "الحوثي" أنه يمتلكها هي ليست بالغواصات التي يعرفها الجميع، وإنما هي طوربيدات غير مأهولة وانتحارية وتسير بسرعة ضعفين سرعة الغواصة وقد تكون موجهة. وبين المعايطة أن الهدف من هذه الطوربيدات ليس التدمير وإنما إحداث ثقوب في السفن وتعطيل معين في قاعدة الهدف المستهدف. وشدد على أن أميركا حريصة جدا ألاّ تنزلق بحرب على مساحة جغرافية اليمن، وكأن هناك عدوا تقليديا اسمه "الحوثي". وأضاف أن واشنطن "لا تنظر إلى الحوثي كعدو تقليدي وقوة مقابل قوة في المجال المادي".عملية "حارس الإزدهار"وأشار إلى أن الولايات المتحدة تحاول تقليل الخسائر واستمرار الملاحة الدولية، في ظل أن نحو 11 مليار دولار تمرّ يوميا في البحر الأحمر. وإن كانت إدارة بايدن قد رفعت سابقا "الحوثيين" من قائمة التنظيمات "الإرهابية" وأعادتها مجددا في الأسابيع الأخيرة، أكد المعايطة أن "المصالح فوق المبادئ". وقال إن المواقف والظروف والمعطيات لدى الولايات المتحدة تغيّرت حاليا. وأكد المعايطة أن إيران هي الفائز الأكبر من معظم ما يحدث في المنطقة، حيث إنها دائماً ما تقاتل في المناطق الرماديّة عبر وكلائها. وقال إن إيران تستثمر بالأخطاء الاستراتيجية التي ينتهجها الغرب في منطقة الشرق الأوسط، معتبرا أن عملية "حارس الازدهار" لا يوجد لها استراتيجية واضحة فعالة.(المشهد)