قال المدير الإقليميّ لمنظمة الصحة العالمية لمنطقة الشرق الأوسط، الدكتور أحمد المنظري، إنّ الهدنة الإنسانية في قطاع غزة في مُجملها أقصر من أن تؤدي إلى تغيير ملحوظ في الأوضاع الحرجة للمستشفيات، التي توقفت عن العمل إما كليًا أوجزئيًا من جرّاء الاستهداف بالهجمات أو بسبب قطع جميع الإمدادات أو نفادها.وأضاف المنظري، في حديث لمنصة "المشهد": "ما أمكننا القيام به حتى الآن، هو إدخال قرابة 200 شاحنة تحمل الإمدادات العاجلة واللوازم الطبّية والمساعدات الإنسانية".ومع نزوح عدد كبير من سكان شمال القطاع إلى جنوبه، ووسط انقطاع التيار الكهربائي وارتفاع معدلات سوء التغذية وتدهور وضع مرافق الصرف الصحي، لم يدخل سوى نحو 1400 شاحنة محمّلة بالإمدادات الإنسانية إلى غزة، عبر مصر الشهر الماضي، وفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية. وأكدت الوكالة الأممية أنّ هذا العدد أقلّ بكثير من المتوسط الشهري من الشاحنات التي كانت تدخل إلى القطاع قبل الحرب، والبالغ 10 آلاف شاحنة محمّلة بالسلع التجارية والمساعدات الإنسانية.أهمية الوقود لمستشفيات غزةوأوضح المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لمنطقة الشرق الأوسط، أنه جرى تفريغ 137 شاحنة أمام مقر الأنروا، مُتابعًا: "رغم أنها أكبر شحنة إنسانية منذ بدء الصراع، لكنها لا تفي بالمطلوب وتقلّ كثيرًا عن حجم الطلب الهائل".وأشار المنظري إلى أهمية استمرار تدفق الوقود لمستشفيات قطاع غزة، لافتًا إلى أنه جرى إدخال كمية من الوقود بلغت 29 ألف لتر و4 شاحنات من الغاز، وهي كمية محدودة قياسًا باحتياجات المستشفيات والمنشآت الأخرى ووسائل النقل، إلا أنها بداية لا بأس بها.وأوضح أنّ الهلال الأحمر الفلسطينيّ يقوم بتوزيع اللوازم الطبية التي تمّ السماح بإدخالها على المستشفيات والمراكز الصحية التي لا تزال تعمل. ولكنها كميات أقلّ من الاحتياجات الحالية.وتابع المدير الإقليميّ لمنظمة الصحة العالمية: "منذ بداية الهدنة، تم إجلاء عدد من المرضى في قافلتَين، الأولى ضمت 31 رضيعًا والثانية شملت 151 مريضًا بحالات مرضية مختلفة، في حين وصل أغلب الرضّع ضمن القافلة الأولى إلى مصر، فقد وصل المرضى ضمن القافلة الثانية إلى مستشفى غزة الأوروبيّ ومستشفى النجار جنوبي غزة، بعد رحلة مضنية ومعاناة شديدة".وأشار إلى أنه جرى نقل 73 مريضًا مصابًا باعتلالات أو إصابات خطيرة، من بينهم: 18 مريضًا يحتاجون إلى الغسيل الكلوي.26 مريضًا يعانون إصابات خطيرة في العمود الفقري.8 مرضى يعانون حالات مزمنة وخيمة.مريضان في حاجة إلى رعاية حرجة.و19 مريضًا يستخدمون كراسيَ متحركة.وأضاف المنظري، أنه:" جرى نقل المرضى في 14 سيارة إسعاف وفّرتها جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني وزودتها بطواقمها، بالإضافة إلى حافلتَيْن، ورافق المرضى 8 عاملين صحّيين و70 فردًا من أفراد أسرهم".واختتم المنظري حديثه بقوله: "نأمل أن تساعد الهدنة في دخول عدد أكبر من المصابين للعلاج في المستشفيات المصرية، و لكن لم يصلنا حتى نهاية اليوم الثاني، ما يفيد الاتفاق على إجلاء المزيد من المرضى، رغم وجود نحو حالات حرجة تستدعي الإجلاء، وتتعرض للخطر في حالة استمرار وجودها في ظل الظروف العصيبة، وغياب مقومات الرعاية الصحية كافة".علاج 9447 مصابًا في مصرفي السياق نفسه، استعرض وزير الصحة المصري، الدكتور خالد عبد الغفار، الجهود التي تبذلها الدولة المصرية لتقديم الدعم الصحّي لمصابي قطاع غزة.وأوضح وزير الصحة المصري، خلال اجتماع مجلس الوزراء الأربعاء الماضي، أنّ إجماليّ الذين تلقّوا خدمات طبية من قطاع غـزة بداية من 1 نوفمبر حتى تاريخه، بلغ 9.447 حالة من بينها 1.932 طفلًا.وأشار عبد الغفار، إلى أنه جرى نقل المصابين إلى المستشفيات المصرية والتي شملت مستشفيات (العريش، والشيخ زويد، وبئر العبد، وأبو خليفة، ومعهد ناصر، وعين شمس العام، والسلام التخصصي، والمجمّع الطبي)، لافتًا إلى أنّ 71% من الحالات ما زالت تتلقّى العلاج بالمستشفيات المصرية.(المشهد)