تواصل إسرائيل عمليات تجريف الأراضي الزراعية وهدم المنازل والمدارس في المنطقة الحدودية بين قطاع غزة وإسرائيل، من أجل إقامة منطقة عازلة.ويقول مسؤولون إسرائيليون، إن منطقة الحظر التي سيُمنع الفلسطينيون من دخولها هي إجراء أمني حاسم في خطتهم لتجريد غزة من السلاح وطمأنة الإسرائيليين بأنهم يستطيعون العودة بأمان إلى البلدات والمجتمعات القريبة من الحدود التي تم إخلاؤها بعد هجوم أكتوبر. وبحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" فإن الخطط التي رسمها المسؤولون الإسرائيليون منذ الأيام الأولى للحرب، تقضي بترك منطقة محظورة يزيد عرضها بأكثر من 800 متر حيث ستتمكن القوات الإسرائيلية من رؤية ومنع أي شخص يقترب من الحدود. وفي حال تحققها بالكامل، فإن المنطقة العازلة ستقلل مساحة القطاع البالغ طوله 25 ميلاً بنسبة 16%، بحسب عدي بن نون، أستاذ الجغرافيا في الجامعة العبرية.وتعارض إدارة بايدن الخطة وحذرت من أي اقتراح من شأنه أن يهدد السلامة الإقليمية لقطاع غزة، الذي تبلغ مساحته حوالي 140 ميلاً مربعاً أي بحجم فيلادلفيا. وأحدثت الحرب بين إسرائيل و"حماس" في قطاع غزة تحولاً جذرياً في القطاع الفلسطيني، وأودت بحياة أكثر من 31 ألف شخص في غزة، وفقا للسلطات الصحية هناك، وتسببت في تشريد أكثر من 85% من سكان القطاع البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة، وتدمير ما لا يقل عن نصف مباني القطاع.كجزء من خطتها لقطاع غزة بعد الحرب، قامت إسرائيل بهدم مئات المنازل والمباني والأراضي الزراعية الفلسطينية داخل حدود القطاع لإنشاء منطقة أمنية عازلة يبلغ عرضها أكثر من نصف ميل. وقبل الحرب، فرضت إسرائيل منطقة أمنية بمساحة 330 ياردة داخل غزة بهدف منع أي شخص من الاقتراب من الجدار، وأطلق الجنود الإسرائيليون النار وقتلوا فلسطينيين اقتربوا كثيراً من الحدود. توسيع المنطقة العازلة والآن، رغم اعتراضات الولايات المتحدة. ومع حلفائها الغربيين الآخرين، تتحرك إسرائيل لتوسيع تلك المنطقة العازلة. وتقوم إسرائيل أيضًا بإنشاء طريق يبلغ طوله أكثر من 4 أميال والذي سيقسم قطاع غزة إلى قسمين. ويقدر بن نون، أستاذ الجغرافيا في الجامعة العبرية، أن إسرائيل دمرت ما لا يقل عن 150 مبنى حتى الآن لبناء الطريق، الذي يقول إن عرضه يبلغ حوالي 350 ياردة. ومن المقرر أن يتم استخدام الطريق بين الشرق والغرب وتسيير دوريات فيه حتى اكتمال العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، والتي قد تستمر لأشهر أو سنوات، وفقًا للمسؤولين الإسرائيليين، الذين يقولون إنهم ليس لديهم أي نية لإعادة احتلال غزة بشكل دائم ولكنهم يخططون للحفاظ على "السيطرة الأمنية". وقال بن نون: "باستخدام الجرافات والتفجيرات الخاضعة للرقابة، دمرت إسرائيل أكثر من 40% من المباني المقدرة بـ 2800 مبنى في المنطقة العازلة المقترحة". وبحسب الصحيفة، فإن العمل على إنشاء المنطقة العازلة يؤثر بالفعل على آلاف الفلسطينيين، الذين تم هدم منازلهم ومساجدهم ومبانيهم السكنية ومدارسهم على طول الحدود كجزء من الخطة الإسرائيلية.(ترجمات)