سقوط نظام الأسد وانسحاب قواته من مختلف تحصيناته العسكرية أتاح الفرصة لقوات سوريا الديمقراطية الكردية (قسد) بالتمدد لتلك المناطق. واليوم أمام انشغال الجيش السوري بالمعارك الدائرة في اللاذقية وطرطوس. أكدت مصادر سورية أن "قسد" بدأت بتعزيز انتشارها في مدينة حلب سعيًا للسيطرة عليها.ومنذ الخميس الماضي، تصاعدت الأحداث في منطقة الساحل السوري عقب هجوم لعناصر من فلول الأسد على عناصر الإدارة السورية. وقالت وزارة الدفاع السورية اليوم الإثنين، إنها تمكنت من إحباط الهجوم وإبعاد فلول الأسد عن المراكز الحيوية.تسبب المعارك في مقتل أكثر من ألف شخص وذلك وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأضاف أن 745 منهم من المدنيين و125 من أفراد قوات الأمن السورية و148 من المسلحين الموالين للأسد.تحركات "قسد"بالعودة إلى قوات سوريا الديمقراطية. أكدت تقارير إعلامية أن قوات تابعة لـ "قسد" دخلت خلال اليومين الماضيين إلى حلب وسيطرت على أجزاء من المدينة وقامت بوضع حواجز عسكرية هناك.التحركات دفعت تركيا إلى إعلان حالة استنفار لقواتها العسكرية على محاور عدة لمواجهة قسد وتجلى ذلك بقصف رتل كبير لها في دير حلب قبل استدعاء تشكيلات كبيرة إلى منطقة سد تشرين.بدوره، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع السورية إن الجيش تصدى لهجوم من قوات "قسد" وأوقع خسائر في صفوفهم. كما حذّرت تركيا من التصعيد الجاري في منطقة الساحل السوري وأكدت خارجيتها أن التوترات الأخيرة قد تقوض الجهود الهادفة استقرار ووحدة سوريا.وحول سبب الاستنفار التركي، قال مراقبون إنه أحد تجليات الدعم التركي للإدارة السورية فيما أرجعه البعض إلى الرمزية التاريخية التي تمثلها حلب بالنسبة لأنقرة.موازين القوىفي التفاصيل، قال المحلل السياسي الكردي رستم محمود، إنّ قوات سوريا الديمقراطية ليست لديها أي طموحات للسيطرة على مدينة حلب ولا يمكن أن تفكر قسد باحتلال أو السيطرة على مدينة كبرى مثل حلب.وأضاف في مقابلة له مع برنامج "المشهد الليلة" الذي يقدمه الإعلامي رامي شوشاني على قناة "المشهد" أن قوات سوريا الديمقراطية تدرك جيدًا أن هناك حساسية من سيطرتها على حلب، مؤكدا أن قسد ملتزمة بالتواجد فقط في بعض الأحياء ذات الأغلبية الكردية بهدف حمايتهم.وأشار محمود إلى أن "قسد" تعرف أن ما يجري في عموم سوريا لا يحتاج إلى مزيد من خلط الأوراق كما تعرف أن توازنات القوى في المنطقة لن تسمح لها بخطوة كهذه.ورأى المحلل السياسي الكردي أن تركيا تحاول عبر خطاب إعلامي رفع حالة الجاهزية والاستنفار من قِبل السوريين ضد قوات قسد للتشكيك في نواياها في حين أن ما يجري في الحقيقة هو محاولات ميليشيات موالية لتركيا القيام بعمليات قتل ونهب في حلب.(المشهد)