كشفت صحيفة "هآرتس" أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يواجه مأزقا سياسيا وعسكريا بعد تنفيذ المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل و"حماس"، مما قد يصعّب عليه العودة إلى القتال في غزة. إسرائيل استلمت 4 جثامين لمخطوفين، فيما أطلقت سراح 600 أسير فلسطيني كان الإفراج عنهم قد تأجّل سابقًا بسبب مزاعم خرق "حماس" للاتفاق. الرأي العام الإسرائيلي منقسم بين الضغط لاستكمال الصفقة وإطلاق باقي الأسرى، وبين دعوات الجناح اليميني المتطرف للعودة إلى الحرب فورًا. المفاوضات مستمرة بوساطة دولية لتمديد الاتفاق، لكن "حماس" تطالب بثمن أعلى لكل مخطوف، إلى جانب إنهاء الحرب وسحب الجيش الإسرائيلي بالكامل من القطاع. هدنة تحت الضغط بحسب "هآرتس"، فإن نتانياهو يدرك حجم الضغط الشعبي، خاصة بعد شهادات الأسرى المحررين حول ظروف احتجازهم القاسية، بالإضافة إلى المراسم الجماهيرية لتشييع عائلة بيباس، مما زاد التأييد الشعبي لاستكمال الصفقة. في المقابل، يواجه رئيس الوزراء ضغطًا من حلفائه اليمينيين، الذين يطالبونه باستئناف الحرب فورًا، وإلا فقد يخسر دعمهم، مما يهدد استقرار حكومته. وفق الاتفاق الحالي، يتعين على إسرائيل الانسحاب من محور فيلادلفيا الحدودي مع مصر، مما قد يُنظر إليه كتنازل كبير لصالح "حماس"، ويزيد من تعقيد موقف نتانياهو داخليًا. سيناريوهات المستقبل الولايات المتحدة تواصل الضغط عبر مبعوثها الخاص، لحث إسرائيل على مواصلة المفاوضات، ومنع انهيار الصفقة. في حال فشل المحادثات، كشفت "هآرتس" أن رئيس الأركان الجديد إيال زمير أعدّ خطة عسكرية هجومية على غزة، تهدف إلى إضعاف "حماس" وإجبارها على تقديم تنازلات. لكن الخيار العسكري يحمل مخاطر كبيرة، أبرزها مقتل عدد من المخطوفين خلال أي تصعيد، ما قد يشعل أزمة داخل إسرائيل ويفقد نتانياهو شرعيته السياسية. مع استمرار الضغوط والانقسامات، هل يستطيع نتانياهو اتخاذ القرار الحاسم؟ أم أن صفقة الأسرى ستُجبره على التخلي عن خيار الحرب؟ (ترجمات)