"سنمتلك سلاحا نوويًا إذا حصلت عليه إيران أولا"، تصريح وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، اختصر أعواما من الجدل بشأن الملف النووي، وفتح الباب أمام ميزان قوى جديد في المنطقة التي تُعتبر إيران جزءا منها. لم يطلب وليّ العهد السعودي الحرب مع إيران، إنما حدد شروط لعبة السلاح النوويّ2 في المنطقة وقواعدها، وخطورته ليس فقط على المملكة، بل على كل دول المنطقة والعالم، لأنّ مجرد وجود هو خطر على الجميع ومشروع نزاع لا أحد يريده.التشكيك بقدرة واشنطن وفي هذا الإطار، اعتبر الباحث الاستراتيجيّ الأميركي ريتشار وايتز خلال مشاركته في برنامج "المشهد الليلة" عبر قناة ومنصة "المشهد"، أنّ "حصول إيران على السلاح النوويّ سيقلق العالم كله وليس السعودية فقط، وفي حال حصول ذلك فهذا يدل على عجز المجتمع الدوليّ ووكالة الطاقة الذرية، وعجز العقوبات عن منع إيران من هذه الخطوة". وشدد الباحث الأميركي على ضرورة أن "تتحد السعودية والإمارات وجيران إيران كلهم عندما تحصل الأخيرة على السلاح النووي، وعليهم أن يطالبوا بذلك أيضا لأنّ هذا هو الحل الوحيد لمنعها من الحصول عليه". ويرى الباحث وايتز أنّ "بعض المسؤولين في دول حليفة لأميركا، يشككون بقدرة الإدارة الأميركية على حمايتهم في حال تعرضوا لأيّ هجوم نووي، ما يدفعهم إلى المطالبة بالحصول عليه لردع أيّ هجوم محتمل، وأوكرانيا نادمة لأنها تخلّت عن سلاحه النووي وتعتبر أنها لو كانت تمتلكه ما كانت روسيا تتجرأ على قرار الحرب".السعودية ماضية بمشروعها النووي في الجانب السعودي، هناك قرار واضح لدى القيادة السعودية المضيّ في المشروع النوويّ السلمي، لأنها تعتبر ذلك حقًا من حقوقها الطبيعة. ويعتبر الباحث السعودي في الشؤون الاستراتيجية د. أحمد الشهري لـ"المشهد"، أنّ "السعودية ماضية في الحصول على الطاقة النووية، وهو من ضمن رؤية 2030 التي تعتمد على الطاقة النظيفة وضرورية لإنتاج الطاقة الكهربائية وتشغيل محطات تحلية المياه، ومن حق المملكة بناء مشروع نوويّ سلمي". وحذّر الباحث من أن "تخلط أميركا ما بين هذا المشروع النوويّ السلمي ومشروع تحسين العلاقات بين المملكة وإسرائيل، ووضعه في السلة نفسها سيعقّد الموضوع على الأميركيين، ولن تنجح مسألة التقارب بين الطرفين". وأضاف، "الإشكالية تكمن في من سيفوز بعقد المشروع النوويّ السعودي، الولايات المتحدة أو الصّين أو روسيا أو كوريا الجنوبية، لأنّ المملكة مشترية والباب مفتوح أمام الجميع لأنّ من حقها أن تمتلكها". وتابع أنّ "الإشكالية تكمن أيضا في موضوع تخصيب اليورانيوم والقنبلة النووية، لأنّ المملكة من الداعين إلى خلوّ الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل". أمام هذا الواقع السؤال الذي يطرح نفسه، هل فُتح باب التسلح في الشرق الأوسط على مصراعيه؟(المشهد)