قال مسؤول كبير لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إنه في حين أن وجهة نظر الجيش هي ضرورة الاستفادة من القتال للتوصل إلى اتفاق وفق إطلاق النار في غزة، إلا أنه يعتقد أنه سيتعين على إسرائيل تقديم تنازلات للقيام بذلك.وأكد عضو بارز في فريق التفاوض الإسرائيلي حول الأسرى، إن مقتل زعيم "حماس" يحيى السنوار لم يؤدّ إلى أي تغييرات في مواقف أي من الجانبين في المفاوضات، حسبما علمت الصحيفة. وأضاف المسؤول الكبير أنه لاستئناف المحادثات، يجب على إسرائيل تليين موقفها. وفي محادثة جرت بين المسؤول وعائلات الأسرى خلال الأيام القليلة الماضية، قال كبير المفاوضين إن مقتل السنوار "لم يغير مواقف إسرائيل حقا. ولم تكن هناك دعوة لأي نوع من التحرك أو التنازل بشأن مواقفها الأساسية. ومن جانب حماس أيضا، هم مشغولون في الوقت الحالي بـإيجاد خلفاء، وليس هناك استعداد لتخفيف أو تغيير مواقفهم". وتابع: "لا يوجد تفكك هناك (غزة).. يستمر النظام في العمل. النظام هناك مستقر. إنه تحت الضغط، لكنه يعمل. أولا، سيعينون خلفاء ويعيدون التنظيم، وهم على استعداد لمواصلة المحادثة من نفس المناصب، دون أي تليين. بل إنهم قد يصلبونها". وقال كبير المفاوضين إنه منذ مقتل السنوار، تم عقد مجلس الوزراء الأمني وعدة اجتماعات أخرى تم خلالها إطلاع رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو وإعطاء تقييمات استخباراتية حول حالة الأسرى، ولكن من الناحية العملية، لم يكن هناك تغيير في مواقف إسرائيل. وزاد: "يجب أن تكون هناك مرونة في مواقف إسرائيل للشروع في مفاوضات - على سبيل المثال، الانسحاب من ممر فيلادلفيا". وأضاف المسؤول "بدون هذه المرونة لن يكون هناك تقدم في المفاوضات. لا أرى أن ‘حماس’ أكثر مرونة في الوقت الحالي". كما أعرب عن أمله في أن تؤدي التحركات العسكرية في جنوب لبنان ضد "حزب الله" وفي مخيم جباليا للاجئين في شمال غزة، فضلا عن ضربة إسرائيلية محتملة على إيران، إلى خلق ظروف أفضل للتوصل إلى اتفاق. ومع ذلك، قال: "إلى حد كبير، نحن في نفس الوضع. لم يخلق الاغتيال مرونة. أهداف الحرب لم تتغير فيما يتعلق بإنهاء حكم ‘حماس’. وبالتالي، فإن الأوامر التي أعطيت لمؤسسة الدفاع لم تتغير أيضا".قلق أميركيفي الأسبوع الماضي، قالت مصادر في الجيش إنها تأمل أن يساهم مقتل السنوار بشكل كبير في تأمين إطلاق سراح الأسرى. ووصفوا مقتل زعيم "حماس" بأنه "فرصة إستراتيجية كبيرة" وجادلوا بأنه يجب على إسرائيل أن تسعى جاهدة لتحسين الوضع وعدم تفويت فرصة لصفقة أسرى.يشعر كبار المسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بالقلق من أنه على الرغم من مقتل السنوار، فإن احتمال التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة وتأمين إطلاق سراح الأسرى لا يزال منخفضا. ويأتي هذا القلق وسط تصاعد التوترات على الجبهة اللبنانية مع الضربة المرتقبة لإسرائيل على إيران، والتي قد تحدث في الأيام المقبلة.وفي حين صرح بايدن ونائبته كامالا هاريس مؤخرا بأن وفاة السنوار يمكن أن توفر فرصة لإنهاء الحرب، لا يزال هناك تشاؤما في واشنطن بشأن فرص الاستفادة منها. ومن المقرر أن يزور وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الشرق الأوسط هذا الأسبوع، بما في ذلك التوقف في مصر والسعودية وإسرائيل وقطر، في محاولة لدفع خطط وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى وإيجاد بديل لحكم حماس في غزة. وترغب إدارة البيت الأبيض في تأمين وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية في 5 نوفمبر. وقال مسؤول إسرائيلي كبير: "لا توجد حاليا محادثات جادة لوقف إطلاق النار، وبلينكن يدرك ذلك تماما"، واصفا زيارة الأخير بأنها "محاولة دبلوماسية يائسة" قبل ضربة إسرائيلية محتملة على إيران، الأمر الذي من شأنه أن يزيد من تصعيد الصراع.(ترجمات)