رغم اتفاق 18 فصيلًا سوريًا على تنصيب أحمد الشرع رئيسًا للجمهورية السورية في المرحلة الانتقالية، إلا أن موقف قوات سوريا الديموقراطية "قسد" وأهالي محافظتي السويداء ودرعا مازال غامضًا، ويثير الكثير من التساؤلات بشأن خطواتهم المقبلة. ففي تصريح أخير له، أكد القائد العام لـ"قسد" مظلوم عبدي على وجود تنسيق مستمر مع الإدارة الجديدة وتوافق بشأن مستقبل سوريا وطبيعة قواته في الجيش المستقبلي، غير أن "قسد" غابت عن مؤتمر إعلان انتصار الثورة، الذي ناقش مستقبل البلاد وناقش تشكيل القوات المسلحة الجديدة.المفاوضات بين "قسد" والشرعوتؤكد مصادر مطلعة، أن مصير المفاوضات بين "قسد" والإدارة السورية الجديدة، سيظل مرهونًا بحجم الدعم الذي قد تقدمه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للقوات الكردية، وقرارها النهائي بشأن الانسحاب من سوريا أو الإبقاء على قواتها في دير الزور والحسكة.إلى ذلك، يؤكد مسؤولون من داخل البنتاغون أن واشنطن ملتزمة حتى الآن بدعم "قسد"، من أجل الوقوف في وجه "داعش"، ما يعني إبقاء القوات الأميركية أشهرًا إضافية أخرى.ووسط هذا التنسيق المتواصل على كل الجبهات، زار وفد من مجلس قوات سوريا الديمقراطية، محافظة السويداء والتقى كبار القادة الدروز، من أجل بحث وحدة الأراضي السورية والتشديد على أهمية الابتعاد عن العنف والاقتتال. وخلال الاجتماع نفسه، أكدت هذه المكونات السورية على ضرورة تسليم السلاح للدولة ممثلة بالجهات القانونية، شرط أن تتم هذه الخطوة بعد تشكيل حكومة انتقالية شاملة ووقف القتال في جميع أنحاء البلاد.وضوح في موقف "قسد"وفي هذا الشأن، قال الباحث في مركز عمران للدراسات الإستراتيجية أسامة شيخ علي للإعلامي رامي شوشاني في برنامج "المشهد الليلة" على قناة "المشهد": "موقف "قسد" واضح على كافة الصعد خصوصًا أن المفاوضات لا تزال جارية، ولكن باعتقادي حسب ما نسمع من تصريحات من "قسد" أو من بعض فصائل السويداء ودرعا، أن الغموض يأتي من جانب الإدارة الجديدة في دمشق، إذ ليست هناك خطة انتقالية واضحة".وتابع قائلًا: "هناك حديث يجري عن ضرورة نزع السلاح وضرورة حل الفصائل المسلحة وانضمامها تحت مظلة وزارة الدفاع السورية، لكن هذه الفصائل ترى أن هذا الأمر غير ممكن حاليًا، ولكن هناك موافقة على الأقل من جهة "قسد" وقائدها مظلوم عبدي الذي صرح أنه من حيث المبدأ، ليس لديه مانع بالانضمام تحت وزارة الدفاع".لقاء "قسد" مع قادة دروزوأردف بالقول: "مسألة تنصيب أحمد الشرع رئيسًا للجمهورية السورية هو أمر بات واقعًا منذ اللحظة الأولى التي دخل فيها مع قواته إلى دمشق، وفي مسألة التفاوض مع قوات سوريا الديمقراطية، أعتقد أن الأمور ستأخذ مزيدًا من الوقت حتى تتضح الصورة، لأن هناك تشابكا فيما يتعلق على الصعيد الوطني بالفاعلين المحليين وبالمصالح الدولية، ولا ينبغي أن ننسى أن المنطقة يتداخل فيها وجود القوات الأميركية والتركية ودول أخرى".وعن لقاء "قسد" مع قادة دروز في السويداء، قال علي: هناك دون شك خشية كبيرة من إمكانية التحضير لأمور غامضة ضمن الغرف المغلقة، ولكن تسمية "حلف الأقليات" مبالغ فيه نوعًا ما، يعني أعتقد أن الأمور لن تصل إلى هذه الدرجة، ولكن هناك نوع من الخطوط العريضة التي تدعو إليها قوات "قسد" وفصائل السويداء وبعض المحافظات الأخرى، فيما يتعلق بالمواضيع الآتية:موضوع توسيع الصلاحيات المحلية.موضوع آلية أو كيفية الانضمام للجيش السوري المقبل.موضوع الحفاظ على وضعية خاصة لهذه الفصائل في السلطة.وختم قائلًا: "الكرد يريدون اعترافًا دستوريًا بوجودهم في سوريا وكذلك الحال في السويداء، كما أن هناك مطالب تتعلق بأن تكون للفصائل المحلية للسويداء دور في حفظ الأمن في المحافظة، بالتالي كل طرف يحاول أن يحشد لنفسه، ليكون هناك في النهاية موقف تفاوض أكثر ثباتًا أمام حكومة دمشق".(المشهد)