في ظلّ التصعيد الكبير الذي تشهده الساحة اللبنانية خصوصاً في اليومين الأخيرين، ووسط انشغال اللبنانيين بمحاولة فهم الأحداث المتسارعة التي تحصل، قامت القوات الإسرائيلية بتنفيذ غارات وهمية فوق عدد من المناطق اللبنانية كالعاصمة بيروت وجبل لبنان، أثناء كلمة الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله، التي كان ينتظرها الكثيرون لمحاولة استشراف تطوّرات الحرب في الأيّام المقبلة.
ليست جدارات الصوت الوسيلة الوحيدة التي استخدمتها إسرائيل لبثّ الرعب في النفوس، إذ عمدت أيضاً إلى إلقاء البالونات الحرارية فوق بيروت. وقد استخدمتها عدّة مرات أيضاً منذ 8 أكتوبر. فما هي هذه البالونات؟ وماذا نعرف عنها؟
ما هي البالونات الحرارية؟
البالونات الحرارية، أو البالونات الحارقة هي أداة بسيطة ولكن فعالة تُستخدم غالبًا في النزاعات المسلحة لإحداث حرائق وتدمير الممتلكات في المناطق المستهدفة.
يتكون البالون من مادة خفيفة مثل النايلون أو المطاط، ويُزود بعبوات قابلة للاشتعال أو متفجرات صغيرة، مثل قنابل حارقة أو زجاجات مليئة بالوقود.
بعد إطلاقه، يعتمد البالون على الرياح والتيارات الهوائية ليحمل المواد الحارقة إلى الوجهة المطلوبة، وعند وصوله، تنفجر المواد أو تشتعل، ما يتسبب في اندلاع حرائق واسعة.
ونظراً لتكرّر حادثة إلقاء البالونات الحرارية على مناطق عدّة في لبنان، ولأنّها تُشكّل خطراً على المواطنين في حال عدم انفجارها بسبب احتوائها على مواد متفجرة وحارقة، سبق للجيش اللبناني أن حذّر المواطنين من خطورة الاقتراب من هذه البالونات أو لمسها كونها معرّضة للانفجار، مطالباً بإبلاغ أقرب مركز عسكري عن مكان وجودها.
العدو الإسرائيلي يرمي مجموعة من البالونات الحرارية فوق أجواء بيروت بالتزامن مع خطاب السيد #حسن_نصرالله pic.twitter.com/WaAvR7NuzY
— AL Jadeed Tv (@AlJadeed_TV) September 19, 2024
تُستخدم البالونات الحرارية في الصراعات الحديثة بشكل رئيسي كوسيلة غير مكلفة لإشعال حرائق في مناطق زراعية أو غابات، أو حتى لإحداث دمار. يعتبر هذا النوع من الهجمات غير دقيق مقارنة بالأسلحة المتقدمة، لكنه فعال في إشعال الحرائق في مناطق واسعة يصعب السيطرة عليها بسرعة.
بالرغم من بساطة هذه الأداة، إلا أن تأثيرها قد يكون كبيرًا، خاصة في المناطق ذات الكثافة الزراعية كالجنوب مثلاً، حيث يصعب احتواء الحرائق بسرعة.
(المشهد)