أمر وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث القيادة السيبرانية الأميركية بوقف العمليات الهجومية ضد روسيا، في خطوة تهدف إلى تشجيع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الدخول في مفاوضات بشأن أوكرانيا وعلاقة جديدة مع الولايات المتحدة. لم يتم الإعلان عن أسباب القرار، لكنه جاء قبل خلاف علني بين الرئيس ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. لا يزال مدى أمر البنتاغون غير واضح، إذ إنّ التمييز بين العمليات الهجومية والدفاعية في الفضاء السيبراني غير دقيق. ومع ذلك، فإنّ الحفاظ على الوصول إلى الشبكات الروسية لأغراض التجسس يظل ضروريًا لفهم نوايا بوتين أثناء المفاوضات. يعدّ وقف العمليات السيبرانية الأميركية ضد روسيا مخاطرة كبيرة، حيث يعتمد على أن يخفف بوتين من هجماته السيبرانية وحربه الخفية ضد الولايات المتحدة وأوروبا. بينما تؤكد الدول الأوروبية استمرار دعمها لأوكرانيا، سعى ترامب إلى تقديم نفسه كوسيط محايد لكنه أظهر ميلًا لدعم بوتين في بعض الأحيان.اختراق الشبكات الأميركية استمرت روسيا في محاولات اختراق الشبكات الأميركية، بالإضافة إلى تصعيد هجمات الفدية على المستشفيات والبنية التحتية والمدن الأميركية، والتي يُعتقد أنها تتم بموافقة أو تجاهل الاستخبارات الروسية. كما تصاعدت عمليات التخريب في أوروبا، بما في ذلك محاولات قطع كابلات الاتصالات وعمليات اغتيال مستهدفة.حتى الآن، لعبت الولايات المتحدة دورًا رئيسيًا في مساعدة الدول الأوروبية على مواجهة هذه التهديدات من خلال عمليات سيبرانية سرية، لكنّ قرار هيغسيث قد يهدد هذا التعاون. ومن المتوقع أن تواصل بريطانيا وكندا بعض هذه العمليات، بينما تركز واشنطن على الصين باعتبارها التهديد الأكبر في الفضاء السيبراني. في الانتخابات السابقة، نفذت القيادة السيبرانية الأميركية عمليات سرية لتعطيل حملات التأثير الروسية. لكنّ إدارة ترامب بدأت بتفكيك الجهود الأميركية للتحذير من الدعاية الروسية، ما قد يوقف أيّ إجراءات مستقبلية ضدها. أثار القرار انتقادات حادة، حيث وصفه السيناتور الديمقراطي تشاك شومر بأنه "خطأ إستراتيجي فادح"، معتبرًا أنه يمنح بوتين حرية لمواصلة الهجمات السيبرانية ضد الولايات المتحدة. خلال ولايته الأولى، منح ترامب القيادة السيبرانية سلطات واسعة لتنفيذ عمليات هجومية من دون موافقته المباشرة، بما في ذلك عمليات لاختراق شبكة الكهرباء الروسية كتحذير ضد التدخل في البنية التحتية الأميركية. لكنّ قراره الحالي بوقف العمليات يشير إلى تغيير استراتيجي قد يكون له تداعيات خطيرة على الأمن السيبراني الأميركي.(ترجمات)