مع تعيين روسيا أعلى ضابط عسكري لديها وهو الجنرال فاليري غيراسيموف كقائد عملياتي مباشر للحرب في أوكرانيا، بات الرئيس فلاديمير بوتين مقتنعا بأن أهداف الحرب يمكن تحقيقها من دون قيادة جديدة، وتحول الجنرال إلى شخص موثوق من الرئيس ينفذ أوامره دون تردد، بحسب تقرير صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.معهد دراسات الحرب المتخصص بالأبحاث ومقره واشنطن كتب في تحليل نُشر الأربعاء: "من المرجح أن يهدف تعيين غيراسيموف إلى دعم جهد عسكري روسي حاسم مقصود في عام 2023". وجاء في التحليل الذي نشرته الصحيفة أن "بوتين أظهر مرارا وتكرارا أنه أساء فهم قدرات القوات الروسية ولم يتخل عن أهدافه الحربية المتطرفة في أوكرانيا". وأضاف: "ربما يكون بوتين قد عيّن غيراسيموف ليخلف سلسلة من قادة المسرح للإشراف على هجوم كبير يعتقد بوتين أن القوات الروسية يمكن أن تنجزه في عام 2023". وقال محللون آخرون إن غيراسيموف (67 عاما) من المحتمل أن يكون قد تم تسليمه المهمة لمواجهة المزيد من الإخفاقات الروسية في ساحة المعركة. من هو غيراسيموف؟ غيراسيموف ضابط محترف مع خبرة تقارب 50 عاما في الخدمة وهو قائد ميداني محافظ ذو خبرة انضم إلى الجيش السوفيتي عام 1977 وصعد إلى الرتب من خلال فيلق الدبابات. وشغل غيراسيموف وهو نائب وزير الدفاع، منصب رئيس هيئة الأركان العامة منذ أكثر من عقد، وهو أحد المطلعين في الكرملين وله دور رئيسي في التخطيط للحرب منذ البداية.عُيّن من قبل بوتين لرئاسة هيئة الأركان العامة لروسيا في عام 2012 وقد ارتبط ارتباطا وثيقا باستخدام روسيا للحرب الهجينة، بما في ذلك هجومها على شبه جزيرة القرم عام 2014 وضمها "غير القانوني"، وفق التقرير.كرئيس للقوات المشتركة في أوكرانيا، حل غيراسيموف محل الجنرال سيرجي سوروفيكين الذي قاد الحرب خلال 3 أشهر فقط بعد أن استعادت أوكرانيا السيطرة على مساحات شاسعة من دونباس. تنافس شخصي خبراء تحدثوا عن أنه كان هناك مزيج من التنافس الشخصي في الحرب بين غيراسيموف وسوروفيكين. محلل شؤون الدفاع الروسي في مؤسسة راند دارا ماسيكوت كتب على موقع تويتر:شويغو وغيراسيموف خفضا رتبة سوروفيكين.عينا غيراسيموف مسؤولا عن العملية في أوكرانيا.هي قصة تحتوي على كل شيء.الاقتتال الداخلي والصراع على السلطة والغيرة.في روسيا كان العديد من صقور الحرب غاضبين من أن غيراسيموف الذي يلقي باللوم عليه في التخطيط السيئ الذي أدى إلى هزائم متكررة في ساحة المعركة، أصبح الآن مسؤولا بشكل مباشر مع استمرار الحرب في شهرها 11. سوروفيكين الذي حصل على لقب "الجنرال هرمجدون" بسبب استخدامه للتكتيكات الوحشية كقائد حرب في سوريا، تم تخفيض رتبته بشكل أساسي الآن إلى نائب غيراسيموف. كان بريغوجين وقاديروف من مؤيدي سوروفكين لكنهما انتقدا بوحشية قادة عسكريين روس آخرين بمن فيهم العقيد ألكسندر لابين الذي تمت ترقيته في التغيير الأخير الأربعاء وفقا لوسائل الإعلام الروسية. وأقيل لابين من منصب رفيع في تعديل وزاري سابق مع تعثر الحرب. فعالية للحرب وقال المحلل والخبير في الشؤون الأمنية الروسية مارك غالوتي إن تخفيض رتبة سوروفكين كشف عن ميل بوتين إلى ربط الناس بالمشاكل. وأضاف غالوتي "يعتقد أن كل ما يتطلبه الأمر هو شخص جديد" وبين "يعتقد أن هذه كانت مناورة سوروفيكين والآن عليه أن يعاني من أجلها". وأشار بيان وزارة الدفاع يوم الأربعاء إلى أن إعادة التنظيم مرتبطة بـ"توسيع" العملية وتهدف إلى "تحسين جودة وفعالية إدارة القوات الروسية". مر الآن ما يقرب من عام على بداية الحرب في أوكرانيا حيث توقع بعض المعلقين الروس أنها ستنتهي بنجاح في غضون أيام، مع استعراض القوات الروسية المنتصرة عبر كييف. وبدلا من ذلك، قُتل وجُرح عشرات الآلاف واضطر بوتين إلى إعلان تعبئة غير شعبية لتجنيد المزيد. وهناك 4 مناطق أوكرانية تدعي روسيا أنها ضمتها في انتهاك للقانون الدولي ليست تحت سيطرة موسكو بالكامل، بحسب التقرير.تشكيك أعرب العديد من المدونين العسكريين الموالين لروسيا عن شكوكهم في أن التعديل الوزاري سيحل المشاكل المتصاعدة للجيش الروسي، بما في ذلك اعتماده على مجندين تم تدريبهم على عجل دون تجهيز كاف. وكتب المحلل المؤيد للحرب رايبار على تلغرام "المبلغ لا يتغير بتغيير أماكن أجزائه". على الرغم من أن سوروفيكين تجنب إلى حد كبير الانتقادات العلنية، إلا أنه كان مسؤولا عندما عانت روسيا من عدة هزائم في ساحة المعركة، بما في ذلك انسحابها من مدينة خيرسون. في الآونة الأخيرة، عانت روسيا من خسائر بشرية كبيرة في سلسلة من الضربات الدقيقة التي شنتها أوكرانيا بما في ذلك الهجوم المدمر الأخير في ماكييفكا الذي خلف ما لا يقل عن 89 جنديا روسيا قتيلا.وكتبت المحللة السياسية الروسية تاتيانا ستانوفايا على تلغرام "هذه المناورة هي شد الحبل بين سوروفكين (والمتعاطفين معه مثل بريغوجين) وغيراسيموف". وقالت الخبيرة بحرب المعلومات في واشنطن مولي ماكيو إن التعيينات الجديدة تهدف إلى استعادة توازن القوى.وأضافت حول التعديل الوزاري في روسيا "أعتقد أنه يشير إلى تصعيد للالتزام بالتقدم واستمرار الحرب وهو ما لم يكن أحد على يقين منه من الجانب الروسي لأنهم كانوا يخططون للفوز السرعة". (ترجمات)