قال الأطباء في جميع أنحاء غزة، إنّ عمليات جراحية تُجرى للمرضى من دون تخدير، في ظل اعتماد خطّة لاستبعاد الأشخاص الذين يعانون أمراضًا مزمنة، وعلاج الجروح المتعفّنة بإمدادات طبية محدودة.وأكد أحدهم لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي": "بسبب نقص مسكّنات الألم، نترك المرضى يصرخون لساعات وساعات". ووصفت منظمة الصحة العالمية حالة الرعاية الصحية في غزة، بأنها "تفوق الكلمات". وقالت إنّ 23 مستشفى في غزة لم تكن تعمل على الإطلاق حتى الأحد، منها 12 مستشفى تعمل بشكل جزئيّ وواحد يعمل بشكل طفيف. وأكدت المنظمة أنّ الضربات الجوية ونقص الإمدادات، "أدى إلى استنفاد نظام يعاني بالفعل نقص الموارد". ويقول الجيش الإسرائيليّ إنّ "حماس" تستخدم "بشكل منهجيّ المستشفيات والمراكز الطبية في أنشطتها". وأكد أنه لم يهاجم المستشفيات، بل دخل مناطق محددة فيها، وأنه يسمح بدخول المساعدات الإنسانية بما في ذلك الإمدادات الطبية. إمداد المستشفيات ويقول العاملون في مجال الرعاية الصحية، إنّ العديد من مستشفيات غزة مكتظّة ومعداتها محدودة. وتشير التقارير إلى أنّ بعض المستشفيات في جنوب غزة تعمل بأكثر من 300% من طاقتها السريرية. وتم إنشاء 4 مستشفيات ميدانية في غزة تضم مجتمعة 305 سريرًا، بحسب المنظمة. ومؤخرا، توقّف مستشفى ناصر في جنوب غزة عن العمل بعد غارة شنتها القوات الإسرائيلية. وأكد الجيش الإسرائيليّ ليلة الأحد عثوره في المستشفى على أسلحة وأدوية تحمل أسماء وصور الأسرى، وأنه اعتقل "مئات المخرّبين" المختبئين هناك. ويقول العاملون في المستشفيات القريبة، إنّ العملية التي أُجريت في مستشفى ناصر قد فرضت عليهم ضغطًا إضافيًا. ووصف مدير مستشفى غزة الأوروبيّ في مدينة خان يونس، يوسف العقاد، الوضع الحاليّ هناك، بأنه "الأسوأ الذي نواجهه منذ بداية الحرب". وأشار العقاد إلى أنّ المستشفى لم يكن لديه أسرّة كافية للمرضى الذين يحتاجون إلى العلاج، وأنه تم وضع "الكثير من المرضى على الأرض دون أيّ شيء على الإطلاق".الأدوية والمستلزمات ويقول الأطباء إنهم يكافحون من أجل العمل بإمدادات طبية محدودة، حيث أكد أحدهم: "لا يمكننا العثور على قطرة أكسجين". وأوضح العقاد: "نفتقد أدوية التخدير، وإمدادات وحدة العناية المركزة، والمضادات الحيوية، وأخيرًا مسكّنات الألم". وأكد أحد الأطباء أنّ العمليات تُجرى من دون تخدير. وقال القائم بأعمال مدير مستشفى العودة بشمال غزة الدكتور محمد صالحة، إنّ الناس نُقلوا للعلاج هناك على ظهور الحمير والخيول. وأضاف: "الكارثة هي أن تتعفّن جروح المرضى، إذ إنّ الجراح مفتوحة منذ أكثر من أسبوعين أو ثلاثة".منفصلون عن عائلاتهم وتقول منظمة الصحة العالمية، إنّ هناك نحو 20 ألف عامل في مجال الرعاية الصحية في غزة، لكنّ معظمهم لا يعملون "لأنهم يكافحون من أجل البقاء ورعاية أسرهم". وقال العقاد إنّ أعداد الموظفين والمتطوعين في مستشفاه تزايدت، ويرجع ذلك جزئيًا إلى قدوم النازحين من مناطق أخرى للمساعدة، لكنه أكد أنّ هذا ليس كافيًا للتعامل مع حجم المرضى وأنواع الإصابات التي يتلقّونها. وأضاف: "يأتي الشخص نفسه مصابًا بإصابات في الرأس، وكسور في الأضلاع والأطراف، وفي بعض الأحيان يفقد إحدى عينيه.. كل إصابة يمكنك تخيّلها، يمكنك رؤيتها في مستشفانا". وقالت الدكتورة صالحة في شمال غزة، والتي طلبت أسرتها الأمان في الجنوب: "لقد ظلّت عائلتي بعيدة عنّي منذ أكثر من 3 أشهر، وأنا أشتاق إلى احتضانهم". لا مجال للحالات المزمنةوقال أطباء لهيئة الإذاعة البريطانية، إنّ الأشخاص الذين يعانون أمراضًا مزمنة في غزة، "دفعوا ثمنًا باهظًا". وأكد العقاد: "بصراحة ليس لدينا أيّ أسرّة لهم أو أيّ إمكانية للمتابعة معهم". وتلد بعض النساء في خيام من دون دعم طبي، في حين تقول المستشفيات التي تقدم خدمات القَبالة إنّ قدرتها محدودة. ويأتي الناس إلى المستشفيات مصابين بأمراض انتشرت في ظروف مكتظّة وغير صحية.(ترجمات)